توتر على الحدود اليونانية المقدونية واثينا تقر ب"تأخير وثغرات" في تنظيم الهجرة
تصاعد التوتر فجأة الخميس على الحدود اليونانية المقدونية بعد مقتل مهاجر صعقا بالتيار الكهربائي في منطقة شهدت قبل ذلك صدامات بين مهاجرين، بينما اقرت اثينا التي تتعرض لضغوط اوروبية من اجل التحكم بتدفق اللاجئين ببعض "التأخير والثغرات" في تنظيم المسألة.
واعلنت الحكومة المجرية من جهتها انها تقدمت بشكوى الى القضاء الاوروبي ضد النظام الذي اقره الاتحاد الاوروبي في ايلول/سبتمبر الماضي حول حصص توزيع اللاجئين، فيما قررت برلين تشديد اجراءات دراسة طلباتهم في المانيا.
وقال ناطق باسم الشرطة اليونانية بيتروس تانوس لوكالة فرانس برس ان المهاجر قتل بعدما صعد على متن عربة متوقفة تحت خطوط للتوتر العالي على بعد حوالى ثلاثمئة متر من المنطقة الفاصلة. وقد يكون الرجل اقدم على الانتحار اذ امسك بذراعيه كابلات كهربائية واحترق تماما.
وكان مغربي آخر اصيب بحروق بليغة في ظروف مماثلة في المكان نفسه السبت.
واستولت مجموعة من المغاربة هتفت "الله اكبر" على جثة القتيل للتعبير عن غضبها وتقدمت به باتجاه خط الحدود. وتصدت لهم الشرطة اليونانية مستخدمة الغازات المسيلة للدموع.
وقال تانوس ان قوات الامن كانت تدخلت الاربعاء وابعدت الجزء الاكبر من المهاجرين عن الحدود منعا لحصول اعمال شغب. لكن ما زال نحو مئة مهاجر ايراني يحتجون منذ ايام على منع تقدمهم متجمعين على سكة الحديد بالقرب من المركز الحدودي.
واندلعت صدامات صباح الخميس تخللها تبادل لرشق الحجارة بين مجموعة من المهاجرين منعوا من العبور بعد عملية انتقاء حسب الجنسيات تطبقها السلطات المقدونية واخرى تضم الذين سمح لهم بالمرور الى اوروبا.
في الوقت نفسه، اعلن وزير سياسة الهجرة اليوناني يانيس موزالاس ان اليونان تطالب بتفعيل الآلية الاوروبية للحماية المدنية للاهتمام بالواصلين بشكل افضل.
وقال "نأمل ان يقدم شركاؤنا عروضا اكثر سخاء نظرا لاجواء الاستياء الحالية". واضاف ان اليونان طلبت "سيارات اسعاف وشاحنات ومحروقات وحاويات وخيم واغطية" و"خصوصا طواقم للعمل في نقاط التسجيل ومخيمات الايواء".
واعترف ببعض "التأخير والثغرات" لدى الجانب اليوناني، خصوصا في اقامة نقاط التسجيل، اي مراكز تحديد وتسجيل اللاجئين التي وعدت اليونان باقامتها قبل كانون الاول/ديسمبر في خمس جزر في بحر ايجة.
واضاف ان السبب في هذا التأخير هو غياب الرد الاوروبي على الطلب اليوناني"، خصوصا بشأن "تعزيزات من 1600 شرطي".
- تشديد الاجراءات -
في بودابست، اعلن الناطق باسم وزارة العدل المجرية غابور كاليتا انه "تم تقديم شكوى" امام القضاء الاوروبي تأتي بعد خطوة مماثلة قامت بها سلوفاكيا، وذلك احتجاجا على حصص اللاجئين الموزعة على دول الاتحاد الاوروبي.
وبحسب نظام الحصص الاوروبي، يفترض ان تستقبل المجر 2300 مهاجر.
في برلين، اعلن وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير انه سيتم دراسة طلبات اللجوء واحدا واحدا للتحقق من اصول ووضع كل طالب لجوء. وقال في ختام اجتماع لوزراء داخلية حكومات المقاطعات الالمانية ال16 انه من المهم ان "نعود الى المعاملة الفردية لكل اللاجئين وطالبي اللجوء بما في ذلك السوريون".
وكانت المانيا تخلت عن دراسة الطلبات بشكل فردي مع تدفق اللاجئين باعداد كبيرة في نهاية العام الماضي واتبعت اجراء منح اللجوء الى السوريين على اساس استمارة مكتوبة.
- انقاذ المهاجرين -
واعلنت منظمتا اطباء بلا حدود وغرينبيس الخميس عن عملية مشتركة لانقاذ المهاجرين الذين يحاولون الوصول الى اوروبا عبر بجر ايجه من تركيا الى اليونان وطلبتا ممرا آمنا وقانونيا بين البلدين.
وتستخدم طواقم من المنظمتين منذ 28 تشرين الثاني/نوفمبر ثلاثة زوارق مطاطية تبحر من جزيرة ليسبوس الى نقاط الدخول الرئيسية الى اليونان. واعلنت المنظمتان انهما ساعدتا "مئات الاشخاص بينهما عشرات كانوا على متن مراكب تواجه صعوبات".
من جهة اخرى، أنقذت البحرية الايطالية حوالى الفي مهاجر الخميس قبالة ليبيا بعد ان سجل تراجع في عدد المراكب التي تحاول عبور المتوسط الى اوروبا عبر ليبيا خلال الاسابيع الماضية، وفق حرس السواحل الايطاليين.
وانقذ المهاجرون الذين كانوا مكدسين في احد عشر مركبا بعد تدخل سفن حفر السواحل الايطالي وكذلك سفن مشاركة في عملية صوفيا الاوروبية ومركب لاطباء بلا حدود.
وبعد ان كان معدل المهاجرين يتجاوز 760 شخصا في اليوم بين تموز/يوليو واب/اغسطس، تراجع الى 530 شخصا في ايلول/سبتمبر و290 في تشرين الاول/اكتوبر قبل ان ينخفض الى مئة في تشرين الثاني/نوفمبر.
ومنذ مطلع الاسبوع الماضي لم تنظم اي عملية انقاذ.
الا ان خفر السواحل اوضح ان الاحوال الجوية تحسنت بعد بضعة ايام من العواصف. كما ان السفن الدولية المنتشرة بعد سلسلة حوادث غرق في الربيع قبالة سواحل ليبية لرصد وانقاذ قوارب اللاجئين والقبض على المهربين لا تزال تواصل عملها.