حزب الله يؤكد التوصل الى هدنة في ثلاث بلدات سورية برعاية الامم المتحدة ووساطة ايرانية
اكد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة التوصل الى اتفاق هدنة في ثلاث بلدات سورية، يشمل وقفا لاطلاق النار واخلاء المدنيين والمسلحين، باشراف الامم المتحدة ووساطة ايرانية، وفق ما اعلن في مقابلة تلفزيونية.
من جهة ثانية، توقع نصرالله ان تلعب التعزيزات العسكرية الروسية الاخيرة دورا "ايجابيا" ومؤثرا في سير المعارك في سوريا، التي تشهد نزاعا داميا تسبب منذ اذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 240 الف شخص.
وبدأ ظهر الاحد العمل بوقف اطلاق النار في مدينة الزبداني في ريف دمشق المحاصرة من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين وحزب الله، وفي بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل فصائل اسلامية بينها جبهة النصرة في محافظة ادلب (شمال غرب).
وقال نصرالله في مقابلة مع قناة "المنار" التابعة لحزب الله ان الاتفاق يشمل في مرحلته الاولى "خروج المسلحين والجرحى من الزبداني" مضيفا "لن يبقى اي مسلح في الزبداني وبالتالي سيدخل الجيش السوري الى الكيلومتر المربع المتبقي" في المدينة التي ستصبح ومحيطها تحت سيطرة النظام.
واوضح ان "المسلحين والجرحى (في الزبداني) سيخرجون الى منطقة ادلب"، مشيرا الى ان "من يريد من المدنيين المتبقين في الزبداني او في محيطها او في مضايا او بلودان أو ريف دمشق ان يخرج مع المسلحين الى ادلب، سيؤمن له هذا الخروج".
لكنه شدد على ان النظام السوري لا يشترط خروج المدنيين من المنطقة، موضحا ان حزب الله تعهد تسوية وضع عائلات المسلحين الذين نزحوا من الزبداني الى لبنان مع الحكومة اللبنانية لتأمين عودتهم الى بلادهم.
وعلى جبهة ادلب، قال نصرالله ان الاتفاق يشمل "خروج عشرة الاف مدني من الفوعة وكفريا، النساء من مختلف الاعمار، والذكور ما دون 18 عاما وما فوق الخمسين، بالاضافة الى الجرحى باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية".
ولفت نصرالله الى انه "بعد وقف اطلاق النار وتنفيذ المرحلة الاولى تبدأ هدنة لمدة ستة اشهر تشمل سرغين ومضايا بعد ان ينتفي وجود المسلحين في الزبداني، وتشمل في ادلب البلدات المحيطة بالفوعة وكفريا".
ويتضمن الاتفاق بحسب نصرالله تعهد الطرفين "بالا تقطع طرق الامدادات الى الفوعة وكفريا وكذلك سرغين ومضايا" مشيرا الى ان "الاتفاق بضمانة الامم المتحدة".
وبحسب نصرالله، عرض مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا في طهران، القيام بوساطة بناء على طلب من الفصائل السورية المقاتلة.
وبعد حصول الجانب الايراني على موافقة النظام السوري، حصل "لقاء في تركيا بين الوسيط الايراني والامم المتحدة ومندوبين عن الجماعات المسلحة"، وفق نصرالله.
واوضح ان الوسيط الايراني خلال عملية التفاوض "لم يكن مفوضا باتخاذ القرار" بل "كان معنيا فقط بالاتصال بالنظام في حين كانت الامم المتحدة معنية بالاتصال مع المسلحين".
وبدأت قوات النظام وحزب الله اللبناني منذ الرابع من تموز/يوليو هجوما عنيفا على الزبداني، آخر مدينة في المنطقة الحدودية مع لبنان وتمكنت من دخولها ومحاصرة مقاتلي المعارضة في وسطها.
وردا على تضييق الخناق على الزبداني، صعد مقاتلو المعارضة عمليات القصف على بلدتي الفوعة وكفريا واللتين يعيش فيهما مواطنون شيعة.
وسبق ان فشل اتفاقان سابقان خلال الشهر الماضي مع فشل المفاوضين في الاتفاق على كامل البنود المطروحة.
من جهة اخرى، قال نصرالله تعليقا على التعزيزات العسكرية الروسية الاخيرة الى سوريا ان "دخول العامل الروسي هو عامل ايجابي (...) وسيكون مؤثراً في مسار المعركة القادمة".
وعما اذا كانت موسكو بصدد ارسال قوات برية الى سوريا، اجاب "هم قالوا اذا طلبت منا دمشق ان نرسل قوات نحن جاهزون، لكن حتى الان هذا الطلب السوري لم يحصل ويمكن ان يحصل في اي وقت".