مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حزب المحافظين المعارض في كندا يعلن الأحد اسم رئيسه الجديد

أندرو شير خلال مؤتمر صحافي في ريجينا في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2019 afp_tickers

سيعلن الحزب المحافظ في كندا الأحد عن اسم رئيسه الجديد والمنافس الرئيسي لرئيس الوزراء الليبرالي جاستن ترودو في انتخابات مبكرة محتملة.

ويتنافس أربعة مرشحين ليحلوا محل أندرو شير المنتهية ولايته، من بينهم وزيران سابقان، وأول شخص من طائفة “السبتيون” يتم انتخابه في البرلمان، وامرأة تسعى لأن تكون أول سوداء تقود حزبا سياسيا فدراليا كبيرا في كندا.

ويتطلع المرشح الأوفر حظا بيتر ماكاي (54 عاما)، إلى الاحتفال بعودته المظفرة إلى السياسة بعد توقف لمدة خمس سنوات. فبعد قيادته وزارات الخارجية والدفاع والعدل في حكومة حزب المحافظين الأخيرة من العام 2006 إلى العام 2015، ابتعد عن الأضواء.

وقد واجه تحديا قويا لقيادة الحزب من الطيار السابق في سلاح الجو الكندي ووزير شؤون المحاربين القدامى السابق إيرين أوتول (47 عاما) الذي رشّح من قبل مرتين لهذا المنصب.

وأشار كلاهما إلى ضرورة قيام الحزب بتوسيع قاعدته من خلال جذب الناخبين التقدميين مع التركيز على الوظائف والاقتصاد، لكن أيضا لطرح خطة مناخية واضحة، وهو ما يفتقر إليه المحافظون.

وقال بيتر ماكاي لقناة “سي بي سي” العامة “سأكون رئيس وزراء كندا للوظائف” ووعد “بوضع خطة بيئية فعلية”.

كما تعهد بأنه إذا أصبح رئيسا للوزراء، فسيحظر شركة “هواوي” الصينية من شبكات الجيل الخامس (5 جي) الكندية، ويجري إصلاحا ضريبيا.

-إسقاط ترودو-

جعلت جائحة كوفيد-19 من الحملات الانتخابية لقيادة حزب المحافظين تحديا، إذ لم تسمح بإقامة التجمعات الحاشدة المعتادة والتفاعل مع المؤيدين.

فقد حل الاقتراع عبر البريد محل مشهد اجتماع القيادة مع بالونات ولافتات، ولم يبد الكنديون اهتماما كبيرا، إذ ما زال فيروس كورونا المستجد يلقي بظلاله عليهم.

وسيكون فرض انتخابات مبكرة لتحدي الليبراليين عملية صعبة فيما تضرب أسوأ أزمة اقتصادية البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.

أما الفرصة التالية فستكون في نهاية أيلول/سبتمبر عندما سيسعى ترودو للحصول على دعم البرلمان لخطة الإنفاق الاجتماعي والبيئي الضخم الجديدة لتوجيه كندا للخروج من ركودها الاقتصادي.

ومع ذلك، سيحتاج المحافظون إلى دعم حزبين آخرين على الأقل لإسقاط حكومة الأقلية.

وانتخب ماكاي المتزوج من ملكة جمال إيرانية المولد ولديهما ثلاثة أطفال، للمرة الأولى لعضوية البرلمان في العام 1997 ممثلا دائرة والده الانتخابية القديمة في نوفا سكوشا.

وبصفته زعيم حزب المحافظين التقدميين، عقد صفقة مع ستيفن هاربر وحزبه “التحالف الكندي” لدمج الحزبين وتوحيد اليمين. لكن خسارته أمام ترودو في 2015 أكدت الحاجة إلى توسيع قاعدته في المناطق الريفية وغرب كندا.

وقال أوتول “نحن في حاجة إلى عدد أكبر من الكنديين في المدن والضواحي ليروا أن قيم الحرية والأسرة والمساواة كانت دائما في صميم حزب المحافظين”.

-الحصان الأسود-

قال خبراء إن تسمية ليزلين لويس للقيادة يمكن أن تنشط الحزب.

وهذه المحامية المولودة في جامايكا لا تتحدث الفرنسية وهو أمر أساسي في بلد ثنائي اللغة، وليس لها مقعد في البرلمان كما أنها ليست وجها معروفا جدا إذ ترشحت مرة واحدة لمنصب حكومي.

في انتخابات العام 2015، عيّنت مكان تقني يمصلّح أجهزة طرد من قائمة حزب المحافظين خلال منتصف الحملة الانتخابية بعدما رصد من قبل برنامج تلفزيوني استقصائي يتبول في كوب قهوة خاص بمالك المنزل أثناء عمله لديه.

وكانت نتائج لويس جيدة نسبيا في تلك الانتخابات لكنها خسرت أمام المرشح الليبرالي.

وتمثل لويس جناحا اجتماعيا محافظا متجددا للحزب، إذ أعربت عن معارضتها زواج المثليين والإجهاض، وقالت إنها ستسعى لحظر استخدام القنب لأسباب ترفيهة وهو قانون أقرته إدارة ترودو في العام 2018.

وأفادت وسائل إعلام أنها تعتقد أن تغير المناخ مسألة مبالغ فيها.

ويطرح التيار المحافظ اجتماعيا الذي ينتمي إليه المرشح القادم من طائفة “السبتيون” ديريك سلون، مفهوم غير مرغوب به كثيرا من الكنديين إذ دعم ثلثا الناخبين الأحزاب التقدمية في الانتخابات الأخيرة.

وقد أثار سلون (35 عاما) الجدل بعدما قال إنه يعتبر أن المثلية الجنسية هي اختيار في حين يعارض وضع الكمامات وعمليات التلقيح الإلزامية.

وعلق جوناثان مالوي الأستاذ في جامعة كارلتون “لا يتشارك كثر من الكنديين وجهات النظر الاجتماعية المحافظة لا بل حتى يخافون منها”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية