حقائب قضى اصحابها وجثث مفقودة في موقع تحطم الطائرة الروسية
جمعت عشرات حقائب الركاب زاهية الالوان الاحد بجوار قطع متناثرة لحطام الطائرة الروسية المنكوبة التي ينبعث منها رائحة احتراق حديد تشهد على الكارثة في منطقة وادي الظلمات في صحراء سيناء المصرية.
وتواصل قوات الجيش المصري المدعومة بطائرات مروحية وطائرات الاباتشي التحليق فوق المكان بحثا عن قرابة ٦٠ جثة لا تزال مفقودة من اصل ٢٢٤ شخصا كانوا على متن طائرة شركة بتروجت التي تحطمت اثناء قيامها برحلة بين منتجع شرم الشيخ في جنوب سيناء ومدينة سانت بطرسبورغ الروسية.
وسقطت الطائرة في منطقة نائية يطلق عليها وادي الظلمات في قلب الصحراء المجدبة في شمال سيناء على بعد نحو ٦٥ كلم جنوب مدينة الحسنة الصغيرة والفقيرة وحوالي ١٥٠ كلم جنوب مدينة العريش عاصمة شمال سيناء.ويتطلب الوصول الى هذه المنطقة المرور بطرق وعرة غير ممهدة ثم السير مسافة 3 كلم على الاقدام.
وبدأت الاحد التحقيقات لتحديد اسباب تحطم طائرة الركاب الروسية فيما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي الى عدم استباق نتائجها مطالبا ب"ترك الأمر للمتخصصين وعدم الخوض فى الحديث عن أسباب سقوط الطائرة".
وفي موسكو، قال الاحد مسؤول بارز في لجنة الطيران الحكومية ان الطائرة التي تحطمت في مصر انشطرت "في الجو".
وقال رئيس اللجنة فيكتور سوروشينكو ان "انشطار الطائرة حدث في الجو والشظايا منتشرة على منطقة واسعة"،
وكانت الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية اعلن السبت مسؤوليته عن اسقاط الطائرة من دون اي توضيحات حول كيفية ذلك.
وقبل قرابة كيلومتر من موقع الحادث، كانت سترة صغيرة الحجم باللونيين الاحمر والرمادي ملقاة على الارض وتعود على الارجح لواحد من 17 طفلا كانوا على متن الطائرة بينهم رضيعة لم يتجاوز عمرها عشرة اشهر.
ويحيط مجندون للشرطة العسكرية يرتدون قبعات حمراء ويحملون اسلحة رشاشة بموقع سقوط الطائرة حيث تتناثر اجزاء صغيرة محروقة من الطائرة جوار بعضها البعض وضعت اسلاك شائكة حولها.
وتطغى رائحة احتراق الحديد على الموقع الصامت الذي يسيطر عليه بحزم ضباط الجيش وبعضهم ملثمون.
وجمع الجيش عشرات من حقائب الركاب بعضها سوداء اللون وكثير منها زاهية الالوان في مجموعتين احداهما كبيرة للغاية. وتبدو الحقائب في حالة جيدة وغير ممزقة.
وقال نقيب في الجيش لوكالة فرانس برس شريطة عدم كشف اسمه "وجدنا معظم الحقائب لكننا لا نزال نبحث عن حوالي ٦٠ جثة".
وصباحا قال رائد في الجيش يشرف على عمليات البحث ان الجيش "وسع نطاق عمليات البحث ليصبح ضمن قطر ١٥ كم".
وعكف خبيران روسيان وصلا صباح الاحد الى موقع الحادث على بحث قطعة من قمرة القيادة البيضاء باستخدام جهاز كمبيوتر واجهزة اخرى فيما كان رجلا امن روسيان في بزات عسكرية خضراء يتبادلان الحديث.
لكن الجيش اصدر اوامره للصحافيين بعدم الاقتراب منهم او التحدث معهم.
وتناثرت اجزاء من محركات الطائرة وخراطيم طويلة على الارض وسط اسفنج اخضر اللون يعود على الارجح لمقاعد الطائرة.
ولم تشاهد اي معدات ثقيلة لنقل الركام في موقع الحادث لكن على الطريق الى وادي الظلمات شوهدت سيارات نقل للجيش محملة بمعدات في طريقها الى موقع الكارثة.
والجيش هو الجهة الوحيدة المخولة البحث عن الجثث المفقودة، بحسب ضابطين تحدثا لفرانس برس.
وتنتظر ثماني سيارات اسعاف صفراء وبرتقالية اللون اشارة العثور على جثث جديدة.
ويبدو ان عمليات البحث في هذا الموقع الصحراوي الشاسع حيث تتناثر ايضا نباتات صحراوية قليلة ستستمر لفترة اطول. وكانت سيارات نقل ضخمة للجيش تحمل اسرة ومكاتب ومقاعد وخيام لتستخدمها فرق الانقاذ والتحقيق.
واكتظت حافلتان للجيش بعدد كبير من الجنود في طريقهم للموقع وقال احدهم "سنقيم هنا لاسبوعين"