رئيس اقليم كردستان العراق يعلن "تحرير" سنجار من سيطرة الجهاديين
اعلن رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الجمعة "تحرير" سنجار (شمال العراق) من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية عبر عملية نفذتها قوات البشمركة الكردية بدعم من التحالف الدولي وساهمت بقطع خطوط الدعم للتنظيم مع سوريا.
وتمكنت قوات البشمركة بمشاركة قوات من الاقلية الايزيدية من تحقيق هذا الانتصار الذي يمثل مؤشرا على ان تنظيم الدولة الاسلامية بات في موقع دفاعي بعد حقق انتصارات العام الماضي في العراق.
وقال بارزاني خلال مؤتمر صحافي عقد في سنجار "في هذا اليوم التاريخي سجلت قوات البشمركة ملحمة تاريخية وانا هنا للاعلان عن تحرير سنجار" التي وقعت تحت سيطرة الجهاديين في اب/اغسطس 2014.
وبدأت القوات الكردية العراقية الخميس عملية تحرير سنجار وتمكنت من استعادة عدد من القرى المحيطة بالمدينة.
وتشير تصريحات بارزاني الى احتمال حدوث صراعات سياسية في مرحلة ما بعد تحرير سنجار.
وقال بارزاني خلال المؤتمر ان "سنجار تحررت بدماء البشمركة واصبحت جزءا من كردستان" وتابع "سنعمل مع الحكومة العراقية لجعلها محافظة".
وتعارض بغداد بشكل مستمر مطالب اقليم كردستان بضم مناطق متنازع عليها، وهو الموقف الذي يرجح ان تتخذه الحكومة المركزية بخصوص سنجار.
وباشر مئات من مقاتلي البشمركة صباح الجمعة اقتحام سنجار من جانبها الشمالي سيرا على الاقدام وهم يحملون اسلحة خفيفة ومتوسطة، حسبما افاد مراسل فرانس برس.
وحمل بعض هؤلاء المقاتلين اعلام اقليم كردستان واطلق بعضهم عيارات نارية في الهواء وسط هتافات "يعيش البشمركة " و"تعيش كردستان" تعبيرا عن فرحتهم بالنصر.
وظهرت في وسط سنجا اثار الدمار الذي طاول منازل ومحلات تجارية وكذلك محطة وقود وابراج اتصالات كما ظهرت سيارات مدمرة واخرى محترقة في الشوارع التي ما زال فيها براميل مواد متفجرة كانت معدة للاستخدام، وفقا للمراسل.
واكد بيان لمجلس امن اقليم كردستان تلقت فرانس برس نسخة منه ان "قوات البشمركة دخلت مدينة سنجار من اربع جهات لتطهير المدينة من بقايا تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي ".
واستهدف طيران التحالف الدولي ومدافع البشمركة بشكل مكثف امس الخميس معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في سنجار ما ادى الى تصاعد سحب الدخان من المدينة.
ووجه التحالف الدولي 36 ضربة جوية ضد الجهاديين في سنجار خلال يومي الاربعاء والخميس اضافة الى 15 ضربة اخرى استهدفت مواقع لهم في منطقة الحول في سوريا.
وفي اعتراف نادر، اعلن البنتاغون الخميس على لسان المتحدث باسمه بيتر كوك ان مستشارين عسكريين اميركيين "موجودون على جبل سنجار لمساعدة البشمركة "في تحديد اهداف للغارات الجوية".
- قطع خط امدادات رئيسي -
وتمكنت قوات البشمركة الخميس، من قطع الطريق الرئيسي الذي يربط مناطق يسيطر عليها الجهاديون مع سوريا .
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الكولونيل ستيف وارن "هذا جزء من عملية عزل الموصل، المعقل الرئيسي للتنظيم في شمال البلاد"، مشيرا الى ان "مدينة سنجار تقع على الطريق السريع 47 وهو طريق رئيسي ومهم للامدادات" يربط الموصل بسوريا.
واستولى تنظيم الدولة الاسلامية على سنجار في آب/اغسطس 2014 وارتكب فظاعات بحق الاقلية الايزيدية التي كانت تعيش في المنطقة.
وشكل هجوم التنظيم ضد الايزيديين في صيف 2014 احد الاسباب المعلنة لبدء حملة الضربات الجوية الاميركية ضده في العراق، والتي توسعت لاحقا لتشمل مواقعه في سوريا ضمن ائتلاف يضم دولا غربية وعربية.
واعتبرت الامم المتحدة الهجوم على الايزيديين بمثابة "ابادة جماعية".
وقال متحف الهولوكوست في واشنطن الخميس من جهته ان الطائفة الايزيدية كانت ضحية "ابادة جماعية" ارتكبها تنظيم الدولة الاسلامية، وفقا لتقرير استند لادلة جمعت في شمال العراق.