منظمات اغاثة عالمية تحت وطأة الصدمة بعد حظرها من قبل انفصاليي شرق اوكرانيا
اعربت منظمات اغاثة عالمية الجمعة عن استيائها ودهشتها من قرار الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا حظر انشطة عشر منظمات صحة غربية بسبب "انتهاكات خطيرة للقوانين المحلية".
وادرج الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة لوغانسك منظمات عالمية مثل "اطباء بلا حدود" و"بيبول ان نيد" التشيكية على قائمة المنظمات المحظورة.
لكنهم سمحوا بدخول اللجنة الدولية للصليب الاحمر، التي استهدفها الحظر في وقت سابق من الشهر الحالي بتهمة مخالفة قوانين السلامة من الحرائق.
ونفى المتمردون الجمعة تقارير افادت عن قيامهم بطرد موظفي الامم المتحدة من المنطقة الصناعية التي مزقتها الحرب.
وقال رئيس وزراء منطقة الحكم الذاتي فاسيليو نيكيتين في اتصال مع وكالة فرانس برس ان "ممثلي الامم المتحدة يواصلون عملهم في جمهورية لوغانسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد.
لكن وكالات اغاثة صحية عدة قالت انه غير قادرين على فهم انهم سيرغمون على مغادرة احد المناطق الاكثر تضررا في اوروبا لاسباب سياسية واضحة.
وقالت منظمة اطباء بلا حدود انها منزعجة من القرار، ونددت به معتبرة انه "غير مقبول".
وقالت المتحدثة باسم المنظمة كورين بايكر لفرانس برس "لقد كنا احدى المنظمات القليلة التي تقوم بأنشطة طبية مهمة في المنطقة، وبالتالي فنحن مندهشون للغاية وخاب املنا ازاء الاحداث".
واضافت انه "لم يكن هناك اي تهديد بعنف جسدي ضد موظفي منظمة اطباء بلا حدود. ولكن تواجد مسلحين داخل مكتبنا هو بالتأكيد محاولة لبث لتخويف فريقنا، وهو ما نعتبره غير مقبول".
من جهتها، اشار منظمة "بيبول ان نيد" التشيكية الى انها لم تحصل على اي توضيح حول اسباب اغلاق مكتبها.
وقال المتحدث باسم المنظمة يان فليمر لوكالة انباء "سي تي كاي" في براغ "لا علم لدينا بمخالفتنا لاي قاعدة".
واضاف انه "اذا قامت عشر منظمات من اصل 11 بمخالفة القواعد في الوقت نفسه، ومكتب الامم المتحدة لتنسيق شؤون اللاجئين يقول انه انتهاك خطير للقانون الانساني الدولي، فلا بد من ان المشكلة تقع على الجانب الآخر".
وتقدر الامم المتحدة ان النزاع في شرق اوكرانيا المستمر منذ 17 شهرا اسفر عن مقتل نحو ثمانية آلاف شخص واصابة حوالى 18 الف شخص بجروح، غالبيتهم من المدنيين.
وقد ادت الحرب الى تدمير المستشفيات ونقص حاد في الادوية الاساسية وامدادات الكهرباء المطلوبة للقيام بعمليات الانقاذ.
ويتعامل الانفصاليون بحذر مع اي وجود غربي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. ويعتمدون على المساعدات الانسانية من روسيا، التي تنفي بشكل متكرر تحريضها ودعمها للتمرد، وتعتبر ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حلفاء لحكومة كييف الجديدة الموالية للغرب.
وقالت منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان القافلة رقم 38 الروسية المؤلفة من 64 آلية دخلت الى منطقة دونيتسك من دون ان تخضع للتدقيق المطلوب من قبل المراقبين الغربيين او موظفي الجمارك الاوكرانيين.
وتعتقد كييف أن الشاحنات توفر القليل من الغذاء، وبدلا من ذلك تتم تعبئتها بالاسلحة الثقيلة التي لا يمكن للميليشيات الحصول عليها بطريقة اخرى.
وقال نيكيتين ان لجنة الانقاذ الدولية ومنظمة "بيبول ان نيد" المحظورتين "لم تقدما مساعدات ذات معنى اطلاقا".
واضاف ان منظمة اطباء بلا حدود تخزن "ادوية محظورة" غير مرخص لها في روسيا او اوكرانيا، وهو ما نفته المنظمة سابقا.