مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المساهمون في كريدي سويس يرفضون منح تعويضات للطاقم القيادي

الجمعية العامة لكريدي سويس
خلال الجمعة العامة الأخيرة لكريدي سويس عبّر الكثير من المساهمين عن غضبهم من سوء آداء المديرين التنفيذيين للمصرف. © Keystone / Michael Buholzer

أعرب مساهمو كريدي سويس عن إحباطهم من الزوال الوشيك للبنك بالتصويت بالرفض على حزمة رواتب مقترحة بقيمة 34 مليون فرنك سويسري لفائدة المديرين التنفيذيين.

يوم الثلاثاء 4 أبريل الجاري، عقد ثاني أكبر بنك سويسري آخر اجتماع عام سنوي له في تاريخه الممتد طيلة 167 عامًا قبل الاستحواذ عليه من طرف منافسه يو بي أس.

+لماذا ارتكب كريدي سويس كل هذه الإخلالات؟

وتردد العشرات من صغار المساهمين على منصة الاجتماع السنوي للتعبير عن غضبهم بسبب الأداء السيء للطاقم القيادي للمصرف وللتعبير عن سخطهم لانهيار قيمة أسهمهم إلى ما دون فرنك سويسري للسهم الواحد.

وخلال الاجتماع، صوّت المساهمون والمساهمات لصالح مواصلة رئيس البنك أكسل ليمان وأعضاء مجلس الإدراة، وأعطوا الضوء الأخضر لمنح المديرين التنفيذيين 13 مليون فرنك سويسري كحد أقصى.

لكن اقتراح منح المديرين التنفيذيين، بما في ذلك الرئيس التنفيذي أولريش كورنر، ما يصل إلى 34 مليون فرنك سويسري من المكافآت الأساسية لم يحصل على الأصوات اللازمة (50%) – إذ لم يوافق عليه سوى 48.23% فقط من المساهمين والمساهمات.

وقال ليمان ردا على ذلك: «سيتعيّن علينا التفكير في كيفية التعامل مع هذا الوضع. وسيتعين على مجلس الإدارة الآن التوصل إلى حزمة جديدة يقبل بها المساهمون”.

بعد سنوات من الفضائح والخسائر الضخمة، استندت الحكومة السويسرية إلى سلطات الطوارئ المخولة لها للمضي قدما في بيع كريدي سويس إلى بنك يو بي أس المنافس في 19 مارس الماضي.

+هل يُمكن أن يكون مصرفٌ بضخامة “يو بي أس” أمراً سيئاً بالنسبة لسويسرا؟

لكن كريدي سويس سيظل يعمل كشركة منفصلة خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى حين اكتمال عملية الاستحواذ.

وفي نهاية المطاف، سيتم دمج ثاني أكبر بنك في سويسرا في مصرف يو بي اس، وهو ما سيمثّل الفصل الأخير في التاريخ الطويل لهذا المصرف العريق الذي أنشئ في عام 1856.

وقال ليمان مخاطبًا المساهمين والمساهمات في الاجتماع السنوي العام صباح الثلاثاء 4 أبريل الجاري: “إنه يوم حزين لكم ولنا. فشلنا في تحويل فضائح الماضي والعديد من العناوين السلبية إلى آفاق إيجابية”.

واعتذر نيابة عن نفسه وعن آخرين كانوا «ماسكين بالمقود» عندما اضطر البنك للتسليم بما قررته الحكومة السويسرية والمصرف الوطني السويسري والهيئة الفدرالية لمراقبة الأسواق المالية (فينما) الشهر الماضي.

وقال الرئيس التنفيذي كورنر إن الاندماج الطارئ في يو بي اس كان الخيار الوحيد المتاح للبنك الذي كان يُواجه مصاعب كبيرة  في مارس. وأضاف: “كان انهيار بنك كريدي سويس سيكون كارثيًا. ليس فقط بالنسبة لنا، بل بالنسبة للاقتصاد العالمي أيضا”.

لم يُطلب من المساهمين إخلاء ذمة مجلس الإدارة من المسؤولية القانونية خلال الأشهر الاثني عشر شهرا الماضية. وكان هناك بند آخر تم شطبه من جدول الأعمال في النهاية (وهو عبارة عن اقتراح نصّ على منح المديرين التنفيذيين مكافأة إعادة الهيكلة) لأن خطة التحول لم تكتمل أبدًا.

في أكتوبر 2022 ، أعلن البنك أنه سيتخلى عن 9000 موظف والعديد من أصوله الأكثر خطورة. وقام المستثمرون أيضًا بضخ 4 مليارات فرنك إضافية في كريدي سويس لاستمرار أنشطته.

لكن البنك سجل خسارة قدرها 7.3 مليار فرنك في عام 2022، ما جعل العملاء يفقدون الثقة ويسحبون أصولًا بلغت قيمتها 123 مليار من الفرنكات.

تحرير: ريتو غيزي فون فارتبورغ

ترجمة: عبد الحفيظ العبدلي

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية