إسرائيل تشن غارات جوية على جنوب لبنان وتقول إنها تستهدف حزب الله
بيروت (رويترز) – شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على جنوب لبنان يوم الخميس بعد إصدار تحذيرات لإخلاء عدة مواقع، قائلا إن جماعة حزب الله اللبنانية تحاول إعادة بناء قدراتها العسكرية هناك.
وجاءت تحذيرات الإخلاء والضربات رغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم قبل عام الذي كان الهدف منه إنهاء قتال استمر لأكثر من عام بين إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران، وبعد جهود الجيش اللبناني على مدى شهور لتطهير مواقع حزب الله في الجنوب.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في إحصاء أولي، عن إصابة شخص واحد في القصف الذي وقع بعد ظهر يوم الخميس في أعقاب مقتل شخص آخر في غارات في وقت سابق من يوم الخميس.
وأصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي ثلاثة تحذيرات إخلاء متزامنة عبر منصة إكس في الثالثة مساء بالتوقيت المحلي (1300 بتوقيت جرينتش) يوم الخميس، مع خرائط تظهر مبان في قرى عيتا الجبل والطيبة وطير دبا. وصدر تحذيران آخران لاحقا لبلدتين أخريين في الجنوب.
وتراوحت المواقع بين ما يبعد أربعة كيلومترات فقط من الحدود الإسرائيلية إلى حوالي 24 كيلومترا شمالي الحدود.
وحذرت المنشورات السكان بالابتعاد لمسافة 500 متر عن المواقع المحددة. وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن الدفاع المدني اللبناني ساعد السكان على إخلاء المناطق.
وبدأت الغارات الجوية بعد نحو ساعة من صدور التحذيرات، وأدت إلى تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان في السماء.
وتتزايد المخاوف في لبنان من احتمالية استئناف إسرائيل لحملة قصف جوي شاملة، خاصة بعد أن هدد المسؤولون الإسرائيليون باتخاذ إجراءات ضد جماعة حزب الله إذا لم يكثف لبنان جهوده لنزع سلاح الجماعة.
وقال فريد نحنوح، رئيس بلدية طير دبا “نحنا بوضع خطير جدا، إذا الأمور رايحة لهون وبتكفي هيك (وتستمر هكذا) معناتها على الدنيا السلام (هذا يعني أنه لا يوجد أمل). ما بيعرف الواحد وين عواقبها بتروح هذه الأمور”.
* تدمير ورشة حدادة
رغم أن إسرائيل شنت غارات متكررة استهدفت ما تقول إنها مواقع عسكرية لحزب الله وأعضاء في الجماعة بجنوب لبنان خلال العام الماضي، فإنها نادرا ما كانت مصحوبة بتحذيرات إخلاء.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان للصحفيين يوم الخميس “ستواصل إسرائيل الدفاع عن جميع حدودها، وسنظل مصرين أيضا على التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل”.
وأضافت أن إسرائيل لن تسمح لجماعة حزب الله بإعادة تسليح نفسها أو استعادة قوتها العسكرية التي حطمتها الحرب البرية والجوية الإسرائيلية في 2023 و2024.
وأكدت جماعة حزب الله يوم الخميس التزامها بوقف إطلاق النار، لكنها قالت إن لها “حقا مشروعا في مقاومة الاحتلال (الإسرائيلي)”. ورفضت الجماعة نزع سلاحها بالكامل، لكنها لم تعرقل جهود الجيش في الجنوب، ولم تطلق النار على إسرائيل منذ دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ العام الماضي.
وتزامنت تحذيرات الإخلاء مع اجتماع لمجلس الوزراء اللبناني للاستماع إلى آخر المستجدات من قائد الجيش رودولف هيكل بشأن التقدم المحرز في مصادرة مستودعات أسلحة حزب الله في جنوب لبنان.
وأعلن الجيش أنه قادر على تطهير جنوب لبنان بالكامل من الأسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة بحلول نهاية العام. وصرح مسؤولان أمنيان لبنانيان كبيران لرويترز قبل ساعات من الضربات الكثيفة يوم الخميس أن القوات تحت قيادتهما تُحرز تقدما أسرع كل شهر في مجال نزع السلاح.
ودمرت ضربات يوم الخميس ورشة حدادة في بلدة العباسية بجنوب لبنان.
وقال صاحب الورشة، ويدعى أحمد الكيال، إنها “فاتحة خمس ستة بيوت من أولها لآخرها، خمس ست بيوت جاري فوق مصلحته (ورشته) فاتحة أربعة خمس بيوت حداد… شو بيشتغل الحداد داخلك؟ كرسي، طاولة، باب، شباك، درابزين، شو بيشتغل؟”.
(تغطية صحفية من مايا الجبيلي من بيروت وأحمد الإمام والولي الولي من دبي وتمار أورييل-بيري وألكسندر كورنويل من القدس – إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية – تحرير أميرة زهران)