
إسرائيل تقصف منطقة قرب القصر الرئاسي بدمشق في رسالة للنظام السوري

دمشق/السويداء (رويترز) – قصفت إسرائيل منطقة قريبة من القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة، في أوضح إشارة حتى الآن على عدائها للسلطات السورية التي يقودها إسلاميون وعلى استعدادها لتصعيد العمل العسكري بدعوى حماية الأقلية الدرزية في سوريا.
ونددت الرئاسة السورية ما وصفته “بالقصف الذي تعرض له القصر الرئاسي” واعتبرت أن ذلك يشكل “تصعيدا خطيرا”.
وصعدت إسرائيل عملياتها العسكرية في سوريا منذ أن أطاحت المعارضة ببشار الأسد في ديسمبر كانون الأول، وقصفت مناطق في أنحاء البلاد وأدخلت قوات برية إلى الجنوب الغربي ودعت إلى بقاء سوريا دولة لامركزية ومعزولة.
وبنت إسرائيل موقفها استنادا إلى تشككها في الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، الذي كان قائد أحد فروع تنظيم القاعدة، وعلى رغبتها في حماية الأقلية الدرزية التي لها أتباع في لبنان وإسرائيل أيضا.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نشر قوات في جنوب سوريا “لمنع عودة القوات المعادية إلى المناطق المحيطة بالقرى الدرزية”. وأضاف أن القوات مستعدة للدفاع عن نفسها و”لسيناريوهات مختلفة”.
وأضاف أنه جرى إجلاء خمسة مواطنين سوريين دروز لتلقي العلاج في إسرائيل بعد إصابتهم بجروح.
وقال الجيش في وقت سابق إنه قصف المنطقة “المجاورة” لقصر الشرع في دمشق، ولم يذكر أي تفاصيل أخرى.
كما لم ترد أنباء بعد عن وقوع خسائر بشرية.
وقال نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الضربة “رسالة واضحة للنظام السوري: لن نسمح للقوات (السورية) بالانتشار جنوبي دمشق أو بأي تهديد للدروز”.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية السورية رزان سفور في منشور على منصة إكس “إسرائيل لا تريد السلام، ولا تكترث بالجماعات التي تزعم أنها تحميها بقصف الآخرين”.
وأضافت أن إسرائيل لم تقصف من قبل قط بالقرب من القصر الرئاسي في عهد الأسد.
وقال مسؤول سوري لرويترز إن الهدف كان على بعد مئة متر إلى الشرق من محيط القصر.
* عنف طائفي
جاء القصف بعد اشتباكات بين مسلحين دروز وسنة على مدى أيام في منطقة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية بسبب تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد والذي اشتبه مسلحون سنة في أن أحد أفراد الأقلية الدرزية هو من سجله.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من 24 شخصا في بلدات محيطة بدمشق، ودفعت إسرائيل إلى شن “ضربة تحذيرية” مبدئية في بلدة على مشارف العاصمة أسفرت عن مقتل أحد أفراد قوات الأمن السورية.
وعبرت أحزاب المعارضة السورية عن دعمها للعمليات في سوريا.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد في منشور على إكس “لا يمكن لإسرائيل أن تترك الدروز في سوريا لمصيرهم… يجب أن يعلم النظام السوري أنهم حلفاؤنا ولن نقف مكتوفي الأيدي وهم يتعرضون للهجوم”.
وتمثل اشتباكات دارت هذا الأسبوع أحدث تحد للشرع الذي تعهد مرارا بتوحيد كل القوى المسلحة السورية تحت هيكل واحد وحكم البلاد بطريقة لا تستثني أحدا.
لكن حوادث العنف الطائفي، خاصة مقتل مئات العلويين في مارس آذار، زادت من مخاوف الأقليات إزاء الإسلاميين الذين يهيمنون على المشهد في سوريا حاليا وأثارت تنديدات من قوى عالمية.
وامتدت الاشتباكات جنوبا يوم الخميس إلى محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية.
* “لسنا بحاجة لمن يدافع عنا”
التقى زعماء الطائفة الدرزية ومسؤولون حكوميون سوريون في السويداء في وقت متأخر يوم الخميس في محاولة لتهدئة التوتر. وقالوا في بيان ختامي إن سكان السويداء سيحمون محافظتهم ضمن قوى الأمن الداخلي السورية ويرفضون “أي شكل من أشكال التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ عن الوطن”.
وردا على سؤال عما إذا كان الهدف من القصف الإسرائيلي لسوريا هو حماية الدروز، قال الشيخ ليث البلعوس، أحد زعماء الدروز الذين شاركوا في الاجتماع، لتلفزيون سوريا “نرفض الاعتداء على سوريا ولسنا بحاجة لمن يدافع عنا، وننتظر من الدولة أن تقوم بواجبها”.
وقامت قوات الأمن السورية صباح الجمعة بدوريات في قرية الصورة الكبيرة بمحافظة السويداء حيث فر السكان من اشتباكات يوم الخميس بين مسلحين إسلاميين سنة كانوا يقتربون من القرية ومقاتلين دروز يدافعون عنها.
وقال سكان لرويترز إنهم وجدوا بعدما عادوا أن منازلهم تعرضت للنهب.
وذكر سلمان عليوي أنه تم تحطيم باب منزله وهناك مال مفقود، لكنه عبر عن سعادته بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال.
وتوجد أقلية درزية صغيرة في إسرائيل، كما يعيش حوالي 24 ألف درزي في هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة لم تعترف بها معظم الدول أو الأمم المتحدة.
وكتب بعض الدروز الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي إلى نتنياهو يطالبونه بمساعدة أقاربهم في سوريا، قائلين إن “مئات المقاتلين” مستعدون للتطوع والمساعدة.