The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

انتخاب اليميني المتطرف خوسيه أنتونيو كاست رئيسا لتشيلي

afp_tickers

انتخب التشيليون الأحد الرئيس الأكثر يمينية منذ انتهاء دكتاتورية أوغستو بينوشيه قبل 35 عاما، حيث أظهرت النتائج الرسمية تحقيق المرشح المحافظ خوسيه أنطونيو كاست فوزا ساحقا على منافسته اليسارية جانيت خارا التي أقرت بالهزيمة.  

وقالت خارا في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي “الديمقراطية قالت كلمتها بصوت عال وواضح”، مضيفة أنها تواصلت “مع الرئيس المنتخب (…) لتتمنى له النجاح”.

وبعد فرز كل الاصوات تقريبا، حصل كاست على نحو 58% محققا تقدما مريحا على الشيوعية المعتدلة خارا التي تمثل ائتلافا يساريا واسعا.

وقد ركز كاست، وهو كاثوليكي ملتزم وأب لتسعة أبناء، في حملته الانتخابية على مكافحة الجريمة في تشيلي التي تعاني من أنشطة العصابات العنيفة. كما وعد بترحيل ما يقرب من 340 ألف مهاجر غير نظامي، معظمهم من الفنزويليين الذين فروا من الأزمة في بلادهم.

وخاطب كاست مساء الاحد الآلاف من أنصاره المبتهجين قائلا “تشيلي أرادت التغيير”، متعهدا “باستعادة احترام القانون” ومتعهدا في الوقت نفسه أن يكون حاكما لكل التشيليين وأن يصغي إلى المنتقدين. 

وكانت تشيلي تعد من أكثر دول الأميركيتين أمانا، لكن وباء كوفيد-19 وما تلاه من احتجاجات اجتماعية عنيفة أضرا بها، إضافة إلى تدفق عصابات الجريمة المنظمة الأجنبية.

وفي وسط سانتياغو، أطلق أنصار كاست أبواق سياراتهم احتفالا ولوحوا بالأعلام وهتفوا لرجل جاهر بدفاعه في السابق عن ديكتاتورية أوغستو بينوشيه.

وأعربت المتقاعدة جينا ميلو عن أملها في أن يقوم كاست “بنشر الجيش” في الشوارع منذ اليوم الأول، و”سجن جميع تجار المخدرات وترحيل أي شخص جاء إلى هنا لارتكاب جرائم”.

وردد مؤيدوه النشيد الوطني وهتفوا “بينوشيه بينوشيه”، وحملوا صورا للزعيم الراحل. كما ارتدى أحدهم زي الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويعد هذا أحدث انتصار لليمين في أميركا اللاتينية بعد الأرجنتين وبوليفيا وهندوراس والسلفادور والإكوادور.

وسارع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى تهنئة كاست الذي أضاف فوزه الأحد زعيما يمينيا آخر أقرب إلى الرئيس دونالد ترامب في أميركا اللاتينية.

وقال روبيو في بيان “نحن على ثقة بأن تشيلي بقيادة كاست ستدفع قدما بالأولويات المشتركة لتضم تعزيز الأمن وإنهاء الهجرة غير الشرعية وتنشيط علاقاتنا التجارية”.

– “كاست رئيسا”

أعرب الرئيس الأرجنتيني الليبرالي المتطرف خافيير ميلي، حليف دونالد ترامب، عن “فرحته العارمة” بعد “الفوز الساحق لصديقه”، قائلا إنه متأكد من أنه يستطيع العمل معه حتى “تتبنى المنطقة أفكار الحرية ونتمكن من تحرير أنفسنا من نير الاشتراكية القمعي”.

وأدلي كاست بصوته في باين على بعد حوالى 40 كيلومترا عن سانتياغو والتقط صور سيلفي مع مؤيّديه وسط تصفيق حار من أنصاره الذين هتفوا “كاست رئيسا”.

وتعهّد السعي إلى توحيد الصفوف في بلد يشهد استقطابا شديدا، قائلا إن “الفائز ينبغي أن يكون رئيسا أو رئيسة لكلّ التشيليين”.

أما منافسته خارا البالغة 51 عاما، وهي وزيرة العمل سابقا في عهد الرئيس المنتهية ولايته غابرييل بوريك، فوعدت برفع الحد الأدنى للأجور وحماية المعاشات التقاعدية.

وقالت إنها تتطلّع “لمستقبل أفضل لتشيلي، كبلد لا يكون فيه الكره والخوف في المقدّمة”، معربة عن عزمها على “التصدّي بشدّة” للاتجار بالمخدرات والفساد.

وفي الجولة الأولى التي جرت في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، حصل كل من المرشحَين على ربع الأصوات، مع تقدم طفيف لليسار. لكن جميع مرشحي اليمين مجتمعين حصدوا 70% من الأصوات.

– الجريمة والهجرة –

وقالت إيزيدورا سوتو، وهي مصممة أزياء تبلغ 27 عاما، أنها ستصوت لخارا “من أجل الصالح العام للمجتمع التشيلي، وليس فقط من أجل فئة قليلة”.

وأكد أرتورو هيشاكيو، وهو سائق سيارة أجرة في السابعة والخمسين من العمر أنه سيصوت لخارا “لتفادي الخسائر في المجال الاجتماعي”، فيما يدعو كاست لتخفيضات كبيرة في الإنفاق العام.

وخارا هي أيضا خيار فرانشيسكا دوران الشابة العشرينية التي تدرس الأنثروبولوجيا والتي لا تريد التصويت لـ”فاشي”.

أما أورسولا فيلالوبوس التي تستعد للتصويت لكاست، فترى أن “الأهم من المزايا الاجتماعية هو العمل والأمن، وأن يتمكن الناس من الخروج من منازلهم من دون خوف”.

وقالت ربة المنزل هذه البالغة 44 عاما لوكالة فرانس برس “نحتاج إلى اتخاذ إجراءات استثنائية نوعا ما في البداية لننعم في نهاية المطاف ببلد يعمّه السلام”.

ومثلها، سيصوّت غريغوريو رييرا (49 عاما) لكاست. وقال “تركت فنزويلا بسبب الشيوعية ولا أريد تكرار الوضع”.

تُعدّ الجريمة والهجرة من أهمّ مخاوف التشيليين، إلى جانب الصعوبات الاقتصادية المرتبطة بتباطؤ النمو.

وقد ردد خوسيه أنتونيو كاست، المرشح للمرة الثالثة للانتخابات الرئاسية تحت راية الحزب الجمهوري الذي أسّسه عام 2019، مرارا عبارة “البلاد تنهار”.

في تجمعاته الانتخابية التي تُقام خلف زجاج مضاد للرصاص في واحدة من أكثر دول أميركا اللاتينية أمانا، يُصوّر كاست تشيلي على أنها غارقة في “الفوضى”، مُؤجّجا بذلك مخاوف الناخبين.

ويقول الخبراء إن مشاعر الخوف نمت بوتيرة أسرع بكثير من ارتفاع معدلات الجريمة.

وبعدما تضاعف معدل جرائم القتل في العقد الماضي، انخفض  في السنوات الأخيرة وبات أقل بكثير من المتوسط الإقليمي. لكنّ تشيلي شهدت في المقابل ازديادا في نسبة الجرائم العنيفة، كالخطف والابتزاز.

وقد خفّف كاست، المعارض للإجهاض حتى في حالات الاغتصاب، والرافض أيضا لزواج المثليين، من حدّة مواقفه المحافظة خلال هذه الحملة الانتخابية.

وأعربت الرئيسة اليسارية السابقة ميشيل باشليه (2006-2010 و2014-2018) المرشّحة لتولّي منصب الأمين العام للأمم المتحدة عن أملها في أن يتحرّك “المواطنون كي لا تتراجع بعض الحقوق أو حتّى تفكّك”.

– “بينوشيه بلا زي عسكري” –

تحتل الهواجس الأمنية مساحة متزايدة في الخطاب الذي يتبناه اليمين واليمين المتطرف في تشيلي، نظرا لحالة الإحباط الواسعة التي أثارتها الحكومة المنتهية ولايتها.

يحظى الرئيس بوريك، الزعيم الطلابي السابق الذي وصل إلى السلطة بعد احتجاجات عام 2019 الحاشدة المطالبة بمزيد من المساواة الاجتماعية، بنسبة تأييد تبلغ حوالي 30%.

وتشير الباحثة في جامعة الأنديس في بوغوتا كارولينا أوريغو-ساندوفال إلى أن فشل حكومة بوريك في إصلاح دستور بينوشيه قد ولّد “إرهاقا من النزعة التقدمية”.

وتقول “ما يريده الناس هو التغيير”.

وتوضح عالمة السياسة كلوديا هيس أن الاضطرابات الاجتماعية التي اتسمت بالعنف كانت “مؤلمة للغاية”، وقد أدت، بالتزامن مع جائحة كوفيد، إلى “تحول نحو النزعة المحافظة”.

كما تشير إلى أن الناخبين البالغ عددهم خمسة ملايين الذين كانوا يمتنعون عن التصويت قبل أن يعود التصويت إلزاميا قبل بضع سنوات، “يميلون بشدة إلى اليمين واليمين المتطرف”.

ستصوّت سيسيليا مورا، المتقاعدة البالغة 71 عاما، لصالح خارا حفاظا على المكاسب الاجتماعية. فهي ترى في كاست “بينوشيه بلا زي عسكري”، في بلد خلّفت فيه الديكتاتورية 3200 قتيل ومفقود بين عامي 1973 و1990.

كان كاست مؤيدا للديكتاتورية العسكرية، قائلا إنه كان سيصوّت لبينوشيه لو كان الأخير لا يزال على قيد الحياة.

كشفت تحقيقات أجرتها وسائل إعلامية عام 2021 أن والد كاست، المولود في ألمانيا، كان عضوا في حزب أدولف هتلر. ويدّعي خوسيه أنتونيو كاست أن والده جُنّد قسرا في الجيش الألماني، وينفي تأييده للحركة النازية.

وبحسب روبرت فونك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة تشيلي، فإن الناخبين الذين سيدعمون كاست سيفعلون ذلك “رغم دعمه لبينوشيه، لا بسببه”.

بور-اسب/جك-م ن/لين/سام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية