مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“انصار الشريعة” تنفي مقتل القيادي الجهادي بلمختار في غارة بليبيا

مختار بلمختار في صورة من شريط فيديو afp_tickers

نفت جماعة “انصار الشريعة” في بيان الثلاثاء مقتل القيادي الجهادي الجزائري مختار بلمختار المرتبط بتنظيم القاعدة في غارة اميركية في ليبيا، كما كانت اعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا.

واعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا مساء الاحد مقتل بلمختار في غارة نفذتها طائرات اميركية في شرق ليبيا ليل السبت. اما واشنطن فاكتفت بتأكيد حصول الغارة وهدفها من دون ان تؤكد مقتل بلمختار، مشيرة الى انها تواصل تقييم نتائج العملية.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية لفرانس برس “لا نزال بحاجة للتأكد بان بلمختار كان بالفعل في المبنى” الذي استهدف بالقصف.

والثلاثاء، نعت جماعة “انصار الشريعة” في بيان سبعة من مقاتليها من غير ان تذكر بينهم بلمختار في غارة شنتها طائرات اميركية في مدينة اجدابيا الليبية، وجاء في البيان “ننفي مقتل اي من الشخصيات غير التي ذكرناها من ابناء هذه البلاد في مطلع البيان”.

ولم يوضح بيان “انصار الشريعة”، المصنفة ارهابية من قبل الامم المتحدة، ما اذا كان بلمختار متواجدا مع الآخرين في المكان الذي استهدفته الغارة في اجدابيا، 160 كلم غرب بنغازي.

وفي وقت سابق اعلنت وزارة الدفاع الاميركية انها استخدمت في العملية في اجدابيا “طائرتين من نوع اف-15 سترايك ايغل مجهزتين بقنابل” فضلا عن طائرات استطلاع من دون طيار.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تحدثت صفحات جهادية عن سقوط سبعة قتلى في الغارة الاميركية. ونشرت صفحة على موقع فيسبوك تعود لمجموعة اسلامية في اجدابيا صورا لجثث فضلا عن اسماء القتلى من دون اسم بلمختار.

وفي الجزائر، اكد مصدر امني ان السلطات الجزائرية لم تتلق من الليبيين او الاميركيين اي بلاغ حول مقتل بلمختار كما لم تتلق اي طلب لتحديد هويته.

وتعود آخر عملية عسكرية اميركية في ليبيا الى حزيران/يونيو 2014 حين اعتقلت فرقة كوماندوس احمد ابو ختالة، المتهم بأنه احد منظمي الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي في 2012 الذي اسفر عن مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة اميركيين آخرين.

وولد بلمختار في حزيران/يونيو 1972 في غرداية الواقعة على ابواب الصحراء الكبرى وقبل بلوغه العشرين ذهب للقتال في افغانستان في 1991 حيث فقد عينه اليمنى وادى الى اطلاق لقب “الاعور” عليه.

وبلمختار، هو القائد السابق لـ”تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي” قبل ان يغادره ويؤسس في نهاية 2012 تنظيم “الموقعون بالدم”. وفي كانون الثاني/يناير اعلن تبنيه عملية احتجاز الرهائن في منشأة ان اميناس في الجزائر والتي قتل خلالها 37 اجنبيا وجزائري و29 من المعتدين.

وهي ليست المرة الاولى التي يعلن فيها عن مقتل الجهادي الجزائري. وكانت تشاد اعلنت في نيسان/ابريل العام 2013 مقتله اي بعد ثلاثة اشهر على عملية ان اميناس. وفي ايار/مايو 2013 اعلن عن تبنيه اعتداء في النيجر اسفر عن سقوط 20 قتيلا.

وفي العام 2013 اندمج تنظيمه مع حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا، احدى المجموعات الجهادية التي سيطرت على شمال مالي بين خريف 2012 ومطلع 2013، لتولد بذلك جماعة “المرابطون” التي تزعمها بلمختار.

واعلنت جماعة “المرابطون” في ايار/مايو مبايعتها تنظيم الدولة الاسلامية الا ان بلمختار نفى ذلك مجددا البيعة لزعيم القاعدة ايمن الظواهري.

حكم على بلمختار بالاعدام في الجزائر مرتين بتهم “الارهاب الدولي والقتل والخطف”. ويتهم بالوقوف وراء اغتيال اربعة فرنسيين في موريتانيا في كانون الاول/ديسمبر 2007 وخطف كنديين اثنين في 2008 وثلاثة اسبان وايطاليين اثنين في 2009.

وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 فوضى امنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى “فجر ليبيا”.

وسمحت الفوضى الامنية الناتجة من النزاع في ليبيا باتساع نفوذ جماعات متشددة بينها تنظيم الدولة الاسلامية الذي اعلن في التاسع من حزيران/يونيو الجاري السيطرة على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس).

وبعيدا عن ليبيا، قتلت غارة شنتها طائرة اميركية من دون طيار الاسبوع الماضي في اليمن زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ناصر الوحيشي، وفق ما اكد التنظيم الثلاثاء. وتنظر واشنطن الى فرع القاعدة في اليمن على انه الاكثر خطورة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية