مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

منظمة إيتا تعلن حل نفسها لتنهي آخر تمرد مسلح في اوروبا الغربية

صورة تعود الى ايلول/سبتمبر 2010 تظهر لافتة مؤيدة لمنظمة ايتا في احدى قرى اقليم الباسك afp_tickers

اعلنت منظمة ايتا الباسكية الانفصالية الخميس حل نفسها وانهاء اي نشاط سياسي، منهية بذلك آخر تمرد مسلح في اوروبا الغربية أسفر عن اكثر من 800 قتيل وآلاف الجرحى خلال عقود.

وفي “اعلان نهائي” يحمل تاريخ 3 ايار/مايو ووزع على الصحافة، قالت المنظمة السرية انها “حلت كل هيئاتها” و”أنهت اي نشاط سياسي”.

وأوقعت منظمة ايتا التي تأسست في 1959 إبان ديكتاتورية فرنشيسكو فرانكو، 829 قتيلا في حملة اغتيالات واعتداءات بالقنابل في اسبانيا وفرنسا، باسم استقلال “اوسكال هيريا”، اقليم الباسك الاسباني والفرنسي ونافار.

وكانت المنظمة التي اضعفتها اعتقالات قادتها ونبذها السكان، وصنفها الاتحاد الاوروبي ارهابية، تخلت عن العنف في 2011 وسلمت اسلحتها العام الماضي.

وقامت بخطوة اضافية في رسالة مؤرخة في 16 نيسان/ابريل نشرت الاربعاء في الصحافة الاسبانية، معلنة انها “حلت بالكامل كل هيئاتها”.

وتوجهت الرسالة الى الشخصيات التي شجعتها على التخلي عن العنف، مثل الامين العام الاسبق للأمم المتحدة كوفي انان والرئيس السابق للشين فين، الايرلندي جيري ادامس، كما قال عضو في الحكومة الاقليمية الباسكية.

وسيلي الاعلان عن الحل الجمعة، “مؤتمر دولي” في كامبو-لي-بان في بلاد الباسك الفرنسية، حيث ينتظر وصول جيري ادامز ومندوبين عن عدد كبير من الاحزاب الاسبانية التي ستكون ايضا ضمانة لحسن نية ايتا.

وقال رئيس المنطقة الباسكية القومي ايرينغو اوركولو في مقابلة الخميس مع صحيفة ال بايس، ان “ايتا مَدينة (بهذا الحل) للمجتمع الباسكي وللإنسانية بأسرها”.

ولا يبدي عدد كبير من ضحايا إيتا استعدادا للتغاضي عن الدم الذي أريق خلال سنوات الصراع. وفي مؤتمر صحافي في سان سيباستيان (شمال)، المدينة الباسكية التي شهدت عددا كبيرا من الاعتداءات، طالبت “هيئة ضحايا الارهاب” المنظمة بأن تدين الارهاب وتتوقف عن الاشادة العلنية بمناضليها عندما يخرجون من السجن. وهي تنتظر ايضا توضيح خفايا 358 جريمة لم تكشف بعد.

وكان الضحايا اعربوا عن استيائهم من رسالة بثت في 20 نيسان/ابريل وابدى فيها الجناح المسلح اسفه “للأخطاء الحاصلة” لكنه لم يطلب العفو إلا فقط من الضحايا الذين لم يكونوا اطرافا في النزاع، ملمحا الى ان الآخرين، مثل عناصر الشرطة، كانوا اهدافا مشروعين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أغنيس فون دير مول “نفكّر أولا وقبل كل شيء بالضحايا الكثيرين لـ إيتا وبأقاربهم. ننتظر الآن تنفيذ الإعلان عن حل (المنظمة)، بما في ذلك تسليم آخر أسلحتها”. وأضافت “إذا تأكد هذا الإعلان، فسيشكل نجاحا كبيرا للتعاون الفرنسي الإسباني (…) يجب أن نبقى يقظين وألا نوقف جهودنا ضد كل التهديدات الإرهابية”.

-مصير السجناء-

وترفض الاكثرية الساحقة من الباسكيين العنف، لكن اقلية ما زالت تطالب بالاستقلال. وحصل التحالف الانفصالي اي.اتش بيلدو، الحزب الثاني في البرلمان الباسكي، على 21% من الاصوات في الانتخابات الاقليمية 2016.

ويطالب حزب بيلدو، على غرار الحزب القومي الباسكي بزعامة اوركولو، بأن يتم سجن الـ300 أسير لإيتا الذين يمضون عقوبتهم في إسبانيا وفرنسا، على مقربة من عائلاتهم.

ورفضت الحكومة الاسبانية حتى الآن اي مقابل لحل إيتا.

وقال رئيس الحكومة ماريانو راخوي “أيًا تكن الخطوات التي ستقوم بها، فلن تجد إيتا أي ثغرة تنفد منها، ولن تفلت من العقاب على ما ارتكبته من جرائم”. واضاف “لسنا مدينين لها بشيء، ولا نشعر اننا ممتنون لها بشيء”.

واعرب اوركولو عن الأمل في تغيير لسياسة السجون، في مقابلة مع صحيفة ال بايس.

واعقبت اعتداءات ايتا “حرب قذرة”، اذ قامت مجموعات مؤيدة لعناصر الشرطة بعمليات قتل لعناصر ايتا، وقامت الشرطة بعمليات تعذيب.

وعلى غرار إيتا، يطالب هؤلاء الضحايا بأن يؤخذ هذا العنف في الاعتبار، من اجل التوصل الى المصالحة في مجتمع مصدوم.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت آن موغوروتسا (28 عاما) “اذا لم يتم الاعتراف بقسم من المعاناة، فمن الصعوبة بمكان تأمين شروط المصالحة”.

وكان والدها خوسو، النائب عن حزب هيري باتاسونا، الذراع السياسي لإيتا، اغتيل في 1989 برصاص ناشطين من اليمين المتطرف، معربة عن اعتقادها بأنهم تصرفوا بموافقة الدولة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية