مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السعوديات يشاركن في انتخابات بلدية هي الاولى تمنحهن “صوتا”

سعودية تقترع في جدة في 12 كانون الاول/ديسمبر 2015 afp_tickers

جرت السبت في السعودية اول انتخابات بلدية يتاح للنساء المشاركة فيها ترشحا وانتخابا، في خطوة تمنحهن “صوتا” في بلاد لا تزال تفرض عليهن قيودا صارمة.

واقفلت الصناديق عند الساعة الخامسة عصرا (1400 تغ)، بعد تسع ساعات من فتحها في مختلف محافظات المملكة، لاجراء الدورة الثالثة من هذه الانتخابات التي بدأت عام 2005.

وشكلت هذه الانتخابات، وهي عملية الاقتراع المباشر الوحيدة في المملكة، فرصة اولى للنساء للادلاء باصواتهن.

وقالت عواطف مرزوق الحازمي لفرانس برس “اليوم صوت المرأة يعلو على كل شيء”.

,اضافت السيدة التي ارتدت النقاب الاسود، “بكيت لانه شعور كنا نراه في التلفزيون ونرى الناس في عملية الانتخابات وعملية الاقتراع. كنا نراها في الدول الاخرى ولا نمارسها”.

وقبل هذه الانتخابات، كانت المملكة البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح للنساء التصويت. ويضاف ذلك الى سلسلة قيود تشمل منعهن من قيادة السيارات وارتداء الحجاب والعباءة السوداء في الاماكن العامة حيث تطبق معايير صارمة للفصل بين الجنسين.

واكدت الحازمي انها انتخبت رجلا بناء على برنامجه الانتخابي، مضيفة “انا انتخبت رجلا، لكن اتمنى فوز امرأة”.

وخارج المركز نفسه، رأت المرشحة امل بدر الدين الصواري ان الحضور النسائي “جيد”.

,اضافت المرشحة وطبيبة الاطفال البالغة من العمر 60 عاما “الاقبال اقل مما يجب، لكن كل شيء في البداية يكون بطيئا”، الا ان الخطوة “ستكون فاعلة وايجابية جدا”.

وبدا الاقبال متواضعا في الصباح، وتزايد مع مرور الوقت.

وخصصت السلطات مراكز اقتراع للرجال والنساء كلا على حدة. وخارج تلك المخصصة للنساء، توقفت سيارات يقودها ذكور وترجلت منها نساء، قبل دخول مركز الاقتراع.

وطلبت العديد من هؤلاء النسوة من المصورين المتواجدين عند بوابة المركز، الامتناع عن التصوير. كما طلب عدد من عناصر الامن والشرطة من المصورين الابتعاد عن البوابة، تاركين لهم حرية التحدث الى النساء طالما لم يمانعن.

– “كسر الحاجز” –

في سيارته الرمادية اللون، انتظر محمد صعب الشمري (53 عاما) ابنته التي تعمل مدرسة، بعدما اوصلها الى مركز الاقتراع للادلاء بصوتها.

وقال لفرانس برس “انا شجعت ابنتي على الانتخاب، نريد ان نكسر هذا الحاجز”، مضيفا “طالما ان مكانها خاص ولا اختلاط، ما الذي يمنع ان تدلي بصوتها؟”.

وتنافس 6440 مرشحا في الانتخابات، بينهم اكثر من 900 مرشحة، على ثلثي المقاعد في 284 مجلسا بلديا، في حين يتم تعيين الاعضاء الباقين. ودور هذه المجالس محدود ويرتبط بشكل عام بالاهتمام بالشوارع والساحات وشؤون بلدية اخرى.

ونظرا الى انظمة الفصل بين الجنسين في الاماكن العامة، لم يتح للنساء المرشحات لقاء الناخبين الرجال بشكل مباشر، علما ان هؤلاء يشكلون غالبية الناخبين. كما شكت سيدات من ان تسجيل اسمائهن للمشاركة في عمليات الاقتراع شابته صعوبات بيروقراطية.

وتبلغ نسبة النساء من الناخبين اقل من عشرة بالمئة، وتبقى التوقعات متواضعة بفوز امرأة.

وقالت منيفة، وهي ممرضة في منطقة حفر الباطن (شمال شرق) “حتى لو نال الرجال كل المقاعد، سأشعر اننا حققنا فوزا”.

واوضح محمد عبدالله الخرجي، وهو نائب رئيس اللجنة الانتخابية في احد مراكز الاقتراع في الرياض، ان الاقبال صباح السبت كان “افضل من الدورة السابقة”، مشيرا الى ان هذه الدورة الانتخابية جرت وقد “صار ثمة وعي وادراك من الناس لمسألة الانتخابات”.

واعتبر ان “انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ساعد في انتشار” هذا الوعي.

ولقيت الانتخابات صدى واسعا على مواقع التواصل لا سيما منها “تويتر”، الذي يلقى اقبالا في المملكة هو من الاعلى في العالم مقارنة بعدد السكان.

ونشرت نسيمة السادة، وهي ناشطة حقوقية رفض طلب ترشحها الى الانتخابات، صورا لها مكشوفة الوجه في مركز اقتراع. وغردت قائلة “لو حرمت تعسفيا من حقي في الترشح، فما زلت متمسكة بحقي في التصويت لاختيار من يمثلني في المجلس”.

كما انتقد مغردون آخرون الانتخابات، معتبرين ان ما يقدم خلالها هي “وعود فارغة”، في حين دعا آخرون الى انتخاب النساء لعل الله “يكتب على ايديهن خيرا”.

وكانت الحملات الانتخابية تركزت على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، علما ان اي لافتات للمرشحين كان يحظر ان تتضمن صورهم، أكانوا ذكورا ام اناث.

وشهدت مناطق اخرى في المملكة عمليات اقتراع مماثلة، منها مدينة جدة الساحلية على البحر الاحمر.

وقال محمد الغامدي (49 عاما) “جئت انتخب من اجل ترسيخ ثقافة الانتخاب”، مؤكدا انه “لم ير” اي برنامج انتخابي للمرشحات “لذلك لن اصوت لهن”.

– “عشر سنين او عشرين سنة” –

وبحسب ارقام اللجنة الانتخابية، فان قرابة 1,5 مليون شخص من الذين اتموا الثامنة عشر من العمر، سجلوا اسماءهم للتصويت. ومن بين هؤلاء، 119 الف امرأة فقط.

ومن القيود المفروضة على النساء في المملكة، الحصول على اذن ذكر (والد او زوج او اخ) لاغراض العمل او السفر، والوالد او الاخ في حال اردن الزواج.

وبدأت المملكة بتخفيف بعض هذه القيود في عهد العاهل الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي اقام اول انتخابات بلدية في 2005، وتعهد باشراك النساء في دورة 2015.

وخارج مركز اقتراع للرجال في الرياض، امل احمد عبد العزيز الصليبي (78 عاما) في ان تكون الانتخابات “مقدمة لانتخابات اوسع ستأتي لاحقا بعد هذه التجارب البطيئة”.

واقر “على اقل تقدير الى عشر سنين او عشرين سنة لننتخب البرلمان بالكامل. لكن حتى لو انتخبنا خمسين بالمئة، سيكون جيدا”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية