The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

السلطات السورية تعلن انتهاء عملياتها في الساحل بعد مقتل أكثر من ألف مدني

afp_tickers

أعلنت السلطات السورية الإثنين انتهاء العملية العسكرية التي شنّتها في منطقة الساحل بغرب البلاد ضدّ مسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد، بعد تصعيد دام منذ الخميس راح ضحيته، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكثر من ألف مدني غالبيتهم الساحقة من الأقلية العلوية.

وفي حين وجّهت أعمال العنف غير المسبوقة منذ إطاحة الاسد ضربة لمحاولات سلطات دمشق كسب ثقة المجتمع الدولي، وفق محللين، أعلنت الرئاسة السورية الإثنين توقيع اتفاق مع الإدارة الذاتية الكردية يقضي بـ”دمج” كافة مؤسساتها في إطار الدولة السورية، وذلك في إطار مساعي الرئيس الانتقالي أحمد الشرع لبسط سلطته على كامل التراب السوري. 

وفي ظل تقارير عن عمليات “إعدام ميدانية” لمدنيين على يد قوات الأمن ومجموعات رديفة لها في المناطق الساحلية ذات الغالبية العلوية، تعهّد الشرع الأحد محاسبة المتورطين، وعدم السماح لأيّ “قوى خارجية” بجرّ سوريا إلى “الحرب الأهلية”.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية حسن عبد الغني الإثنين “نعلن انتهاء العملية العسكرية” بعد “نجاح قواتنا… في تحقيق جميع الأهداف المحددة”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وأضاف “تمكنّا… من امتصاص هجمات فلول النظام البائد وضباطه، وحطمنا عنصر مفاجأتهم وتمكنّا من إبعادهم عن المراكز الحيوية”، مشيرا الى أن الأجهزة الأمنية ستعمل “في المرحلة القادمة على تعزيز عملها لضمان الاستقرار وحفظ الأمن وسلامة الأهالي”.

وبدأ التوتر في السادس من آذار/مارس في قرية ذات غالبية علوية في ريف اللاذقية على خلفية توقيف قوات الأمن مطلوبا. 

وسرعان ما تطوّر الوضع إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلحين علويين، قالت السلطات إنهم من الموالين للأسد، النار على عناصر قوات الأمن في أكثر من مكان، وفق المرصد السوري.

وتحدّث المرصد لاحقا عن وقوع عمليات “إعدام ميدانية” بحقّ مدنيّين خصوصا من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

– “لملموا الجثث بالجرافات” –

وفي أحدث حصيلة الإثنين، أورد المرصد أنه تمكن من توثيق 1068 مدنيا حتى اللحظة غالبيتهم الساحقة من العلويين “قتلوا في مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية من جانب قوات الأمن ومجموعات رديفة” منذ الخميس، متحدثا عن “عمليات قتل وإعدامات ميدانية”. 

كما قتل خلال الاشتباكات 231 عنصرا على الأقل من قوات الأمن و250 من المسلحين الموالين للأسد، وفق المرصد.

ولم تعلن السلطات حصيلة للقتلى.

وروى كثر من سكان المنطقة الساحلية لوكالة فرانس برس تفاصيل مروعة عن المعارك وعمليات التمشيط الأمنية.

ووصف شاب من جبلة عبر الهاتف لفرانس برس الأحد كيف دخل مسلحون المدينة.

وقال باكيا “قُتل أكثر من 50 شخصا من عائلتي واصدقائي ولم يسمح لنا بالخروج ودفن الموتى… لملموا الجثث بالجرافات ودفنوها في حفر جماعية ولم يسمحوا للهلال الأحمر بالدخول”.

وفي قرية الزوبار في ريف اللاذقية، شاهد مراسل لفرانس برس سكّانا تجمّعوا أمام سيارة إسعاف داخلها أربع جثث، فيما كانت امرأة تصرخ وتبكي رافعة يديها إلى السماء مردّدة “يا الله”. 

وقال رجل مسنّ بينما وقفت حوله مجموعة من نساء القرية إنّ “الطيران عاجز عن الرتل الذي دخل إلينا”، في إشارة الى ضخامة التعزيزات الأمنية التي وصلت الى القرية.

وأضاف بينما أحاط به عدد من النسوة “نريد تدخلا دوليا”.

ومن بين القتلى جراء أعمال العنف مسيحيون، وفق ما قال بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا يازجي في عظة الأحد، من دون أن يحدّد عددهم. 

وأضاف “كانت المناطق المستهدفة هي أماكن العلويين والمسيحيين. وقد سقط أيضا العديد من القتلى المسيحيين الأبرياء”.

وتمكنت فرانس برس من إحصاء مقتل سبعة مسيحيين على الأقلّ، وفق بيانات نعي وشهادات نشرها أقاربهم على موقع فيسبوك، هم رجل مع ابنه وامرأة مع ثلاثة من افراد عائلتها في اللاذقية، إضافة الى والد كاهن في مدينة بانياس.

وأثار التصعيد مخاوف الأقلية المسيحية في الساحل السوري.

وقال المحامي ميخائيل خوري، أحد سكان اللاذقية لفرانس برس “كلنا ضحايا، من كل الطوائف”.

وأضاف “اعتقد أن لدى المسيحيين في المنطقة عموما مخاوف كباقي المكونات والأديان الاخرى، كلّنا نركب سفينة مثقوبة”.

– طهران ترفض الاتهامات –

ومنذ توليها زمام السلطة في سوريا، سعت الإدارة الجديدة الى طمأنة الأقليات الدينية ومختلف مكونات المجتمع. وتعهّد الشرع في كلمة مصورة الأحد محاسبة “كل من تورط في دماء المدنيين أو أساء إلى أهلنا ومن تجاوز صلاحيات الدولة أو استغل السلطة لتحقيق مأربه الخاص”.

وتابع “ونحن نقف في هذه اللحظة الحاسمة نجد أنفسنا أمام خطر جديد يتمثل في محاولات فلول النظام الساقط ومن ورائهم من الجهات الخارجية خلق فتنة جديدة وجر بلادنا إلى حرب أهلية بهدف تقسيمها وتدمير وحدتها واستقرارها”.

وشدّد الشرع على أنّ سوريا “ستظل صامدة ولن نسمح لأي قوى خارجية أو أطراف محلية بأن تجرها إلى الفوضى أو الحرب الأهلية”.

وفي حين لم يسمّ الشرع هذه الأطراف، نشرت وسائل إعلام تقارير تحمّل إيران، حليفة الأسد، مسؤولية الضلوع في أعمال العنف هذه.

لكنّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي قال إن “هذا الاتهام سخيف ومرفوض بالكامل… ومضلل مئة بالمئة”.

وفي بلد عانى من نزاع دامٍ منذ 13 عاما وانقسمت أراضيه بين مناطق نفوذ لقوى مختلفة، كان بسط سلطة الدولة وفرض الأمن والحفاظ على السلم الأهلي وطمأنة الأقليات أبرز التعهدات التي قطعتها السلطة الجديدة في سوريا. 

وفي إعلان مفاجئ في توقيته ودلالاته، اعلنت الرئاسة السورية توقيع الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي الإثنين اتفاقا يقضي “بدمج” كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.

ونصّ الاتفاق الذي يفترض إنجاز تطبيقه بحلول نهاية العام على “دعم الدولة السورية في مكافحتها لفلول الأسد وكافة التهديدات التي تهدد امنها ووحدتها”.

وأثارت أعمال العنف تنديد أطراف دولية ومنظمات حقوقية حضّت السلطات على المحاسبة.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الإثنين أنه تحدّث مع نظيره أسعد الشيباني وأعرب له عن “قلقنا العميق وإدانتنا الشديدة للانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين، وطالبنا بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم”.

ونددت الأمم المتحدة وواشنطن وبكين بأعمال العنف، داعية السلطات الى وضع حد لها.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على لسان المتحدث باسمه الإثنين عن “قلقه إزاء تصاعد التوترات بين المجتمعات في سوريا” وشدّد على “وجوب أن تتوقف فورا إراقة الدماء”.

وأعلن موت موظف “واحد على الأقل” في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وطالبت منظمة العفو الدولية السلطات بالسماح بإمكان وصول محققين مستقلين محليين ودوليين الى الساحل لتقصّي الحقائق.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الإثنين إن بلاده ستواصل “تقديم كل اشكال الدعم الممكن إلى سوريا لتنهض وتحافظ على سلامة أراضيها ووحدتها وتتوصل إلى السلام بكل مكوناتها الإتنية والطائفية”.

وفي تصعيد جديد في جنوب سوريا، شنت إسرائيل غارات عدة الإثنين على محافظة درعا، وفق ما أورد الإعلام الرسمي السوري، استهدفت مواقع عسكرية للجيش السوري السابق، وفق المرصد. 

بور-لو-لار-ود/بم

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية