The Swiss voice in the world since 1935

اليمين المتطرف يأمل بتعزيز موقعه في الانتخابات التشريعية في رومانيا

afp_tickers

واصل الناخبون في رومانيا الإدلاء بأصواتهم الأحد في انتخابات تشريعية يأمل اليمين المتطرف بالفوز فيها، ما سيشكّل تغييرا استراتيجيا في هذه الدولة المجاورة لأوكرانيا والمنضوية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

خلال أيام، شهدت الدولة الواقعة في شرق أوروبا سلسلة خطوات غير متوقعة، مع تصدّر مرشح اليمين المتطرف كالين جورجيسكو الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، واتخاذ السلطات سلسلة إجراءات بدءا من إعادة فرز الأصوات وطلب “إجراءات طوارئ” بحق تطبيق تيك توك ومزاعم بوقوع “هجمات إلكترونية”، في ظل الحديث عن حملات تأثير روسية.

وتستمر عملية الاقتراع حتى التاسعة ليلا (19,00 ت غ). ومن المتوقع أن يبدأ بعد ذلك ظهور نتائج استطلاع آراء المقترعين.

وبعد ثلاثة عقود من هيمنة حزبين على الحياة السياسية في رومانيا، يتوقع محللون انقساما في البرلمان المقبل ومفاوضات صعبة لتشكيل حكومة.

وبحسب نوايا التصويت، يتوقع أن يصبّ أكثر من 30 في المئة من الأصوات لصالح اليمين المتطرف المشتّت بين أكثر من حزب يجمعها قاسم مشترك هو رفض دعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.

وأعرب العديد من الناخبين عن مخاوفهم من ابتعاد رومانيا عن المسار الأوروبي.

ومن هؤلاء دورينا بورسيا (41 عاما) التي قالت لوكالة فرانس برس “باعتباري شخصا عاش قليلا في ظل الشيوعية وما زال يتذكرها، وكان قادرا بعد ذلك على الاستفادة من انفتاح الاتحاد الأوروبي، لا أستطيع أن أتخيّل أي خيار آخر غير الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي”.

وبلغت نسبة المشاركة قرابة الساعة 15,30 ت غ أكثر من 44%، أي أنّ التعبئة أعلى مما كانت عليه في الانتخابات التشريعية السابقة.

– خيار “وجودي” –

ومنذ انهيار الشيوعية في العام 1989، لم تشهد رومانيا اختراقا مماثلا لليمين المتطرف، لكن يبدو أن سكانها البالغ عددهم 19 مليونا ضاقوا ذرعا بالصعوبات الاقتصادية والحرب الجارية في البلد المجاور.

وقال الاقتصادي جورج سورين البالغ 45 عاما إنه سيقترع لصالح حزب قومي. ورأى أن البرلمان الحالي “لم يقم سوى بخدمة مصالح أوكرانيا من خلال الموافقة على سلسلة مساعدات من دون أن يشرح لنا شيئا”، معتبرا أن الهيئة التشريعية “نسيت” الرومانيين، وكانت “خانعة” لرغبات بروكسل، في إشارة الى القرار السياسي للاتحاد الأوروبي.

ويشمل اليمين المتطرف تشكيلات مثل التحالف من أجل وحدة الرومانيين (أور) الذي نال مرشحه جورج سيميون نحو 14 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، و”أنقذوا رومانيا” (SOS Romania) بقيادة المرشحة المناصرة للكرملين ديانا سوسواكا. كما ظهر أخيرا الحزب الجديد POT (حزب الشباب) الذي دعم كالين جورجيسكو في الانتخابات الرئاسية، والذي يمكنه أن يتجاوز الحد الأدنى من الأصوات المطلوب لدخول البرلمان، وهو خمسة في المئة.

وفي المعسكر المقابل المؤيد لأوروبا، يأمل تيار الوسط وحزب “اتحاد إنقاذ رومانيا” (USR) بالبناء على حلول مرشحته إيلينا لاسكوني ثانية في الانتخابات الرئاسية. 

كما سيسعى الائتلاف الحاكم من الاشتراكيين الديموقراطيين والليبراليين، للتعويل على “الخبرة” التي يتمتع بها للحد من الخسائر التي مني بها في انتخابات الأحد الماضي.

واعتبر الرئيس المنتهية ولايته الليبرالي كلاوس يوهانيس أن الانتخابات التشريعية “مفصلية بالنسبة إلى توجه رومانيا في الأعوام المقبلة”، بين البقاء “بلدا للحرية” و”أمة أوروبية حديثة”، أو “الانزلاق نحو عزلة مضرة وإعادة الوصل مع ماضٍ مظلم”.

وأضاف “هذا هو الخيار الوجودي الذي نواجهه”.

– تحدٍّ –

وأثار قرار المحكمة الدستورية إعادة فرز الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية قلقا في بوخارست.

وقالت الممرضة جينا فيسان (40 عاما) لوكالة فرانس برس “يبدو أن ما يجري ليس ديموقراطيا”.

وأضافت أثناء تجولها في سوق لعيد الميلاد في العاصمة الرومانية “عليهم احترام تصويتنا. لقد أصبنا بخيبة أمل لكننا اعتدنا على هذا التصرف”، وذلك في انتقاد ضمني للأحزاب السياسية التقليدية التي تتهم بأنها فاسدة.

ورأى منسق المجموعة البحثية “إكسبرت فوروم” سبتيموس بارفو أن قرار إعادة فرز الأصوات يضرّ بـ”الثقة” بالمؤسسات الرسمية وسيؤدي الى “تغذية” التصويت لصالح اليمين المتطرف.

ولقي قرار إعادة الفرز انتقاد الولايات المتحدة التي أعربت سفيرتها في بوخارست كاثلين كافاليتش عن أملها ألا يهدّد أي قرار يصدر بين دورتي الاقتراع “صدقية العملية الانتخابية” ويلوّث “سمعة رومانيا كشريك ديموقراطي موثوق به”.

بور-انب/كام-ناش/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية