تحقيق حول نفوق كميات كبيرة من الأسماك في أحد أهوار جنوب العراق

أطلقت السلطات المحلية في جنوب العراق الاثنين تحقيقا لمعرفة أسباب نفوق كميات هائلة من الاسماك في أحد أهوار جنوب العراق في احدث ظاهرة، بين أخرى مماثلة تكررت خلال السنوات الاخيرة في البلاد.
ورجح مسؤولون وناشطون أن يكون أحد الاحتمالات لنفوق الأسماك هو نقص الأوكسجين الناجم عن انخفاض المياه وارتفاع درجات الحرارة. لكنّ سببا محتملا آخر قد يكون المواد السامة التي يستخدمها الصيادون لتسهيل الصيد.
وأظهرت مشاهد حصلت عليها فرانس برس نفوق أعداد كبيرة من الأسماك الفضية لمياه هور أبن نجم، الواقع على مسافةنحو 25 كيلومترا من مدينة النجف، فيما لجأت حيوانات جاموس أحيانا للتبرد وسط الأسماك النافقة.
وقال مدير عام البيئة في محافظة النجف جمال عبد زيد لفرانس برس “بعدما وردتنا كثير من الشكاوى من المواطنين ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض المسؤولين (…) تم التعاطي مع الحدث بإعداد فريق كشف فني متخصص” ذهب الى الموقع الإثنين بهدف “الوقوف على الحالة بشكل دقيق لمعرفة الاسباب”.
وأشار إلى أنه من بين الاحتمالات التي سيدرسها الفريق، شح المياه أو اللجوء إلى الصيد الكهربائي أو احتمال آخر وهو استخدام “السموم” من جانب الصيادين.
وحضر الفريق الفني الاثنين إلى الموقع لأخذ عينات من المياه لتحليلها في المختبر بحسب صحافي في وكالة فرانس برس.
ويواجه العراق منذ ما لا يقل عن خمس سنوات، تبعات جفاف قاس جراء تغير المناخ.
لكن إلى جانب قلة هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، تلقي السلطات باللوم على بناء تركيا وإيران سدودا على منابع الأنهار التي تغذي العراق بالمياه، ما أدى إلى انخفاض حاد في تدفق مياه النهر باتجاه مجرى النهر الى العراق.
من جانبه، قال الناشط البيئي جاسم الأسدي لفرانس برس نحتاج الى “تحليل في المختبر حتى نعرف بالضبط أسباب الظاهرة”، نفوق جماعي للأسماك.
ورأى أن من ضمن العوامل المحتملة نقص الأوكسجين الناجم عن قلة تدفق المياه، والحرارة المرتفعة، وزيادة التبخر بالاضافة الى قلة الرياح.
لكنه تحدث ايضا عن احتمالية “استخدام المبيدات الزراعية” او سماد قد تكون تلوثت بها مياه الهور.
وأشار في الوقت ذاته إلى أن “أغلب الظواهر العامة لنفوق الأسماك في أهوارنا تكون استخدام سموم في صيد الاسماك”.
وأكد أن هذا الحدث يعدّ “خطرا على الصحة العامة وكذلك على السلسلة الغذائية” ونبّه إلى أنه عند “استخدام السم اليوم أو بعد شهر أو شهرين سيكون تراكميا” وبالتالي “يؤثر على الصحة العامة”.
بور-تجغ/سف/الح