ثلاثة موقوفين من أوزبكستان بشبهة قتل حاخام إسرائيلي-مولدافي بالإمارات
أعلنت السلطات في أبوظبي الإثنين توقيف ثلاثة أشخاص من أوزبكستان يشتبه بضلوعهم في قتل حاخام إسرائيلي-مولدافي، في واقعة نادرة طالت أحد مواطني الدولة العبرية في الإمارات منذ اتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين عام 2020، وقد أعيد جثمانه إلى إسرائيل لدفنه.
وأثار مقتل زفي كوغان (28 عاما) صدمة في أوساط اليهود المقيمين في الدولة الخليجية، والذين باتوا أكثر تحفظا في العلن منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) عن وزارة الداخلية بيانا جاء فيه أن “السلطات الأمنية المختصة كشفت عن هوية الجناة الثلاثة الذين يحملون الجنسية الأوزبكية وهم أولمبي توهيروفيتش (28) عاما، ومحمود جون عبد الرحيم (28) عاما، وعزيز بيك كاملوفيتش (33) عاما”.
وأكّد البيان “حرص السلطات الأمنية المختصة على سرعة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بكشف تفاصيل الحادثة وملابساتها ودوافعها”.
وعثرت السلطات الإماراتية الأحد على جثة زفي كوغان (28 عاما) بعدما فقد أثره منذ الخميس في الإمارات حيث كان يقيم، ما أثار سخطا في إسرائيل.
ورأى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان مشترك أن مقتل كوغان “عمل شنيع من أعمال الإرهاب المعادية للسامية”.
– الجنازة –
وأعيد جثمان كوغان الى إسرائيل حيث أقيمت مراسم جنازته قرابة الساعة 23,00 (21,00 ت غ) الإثنين على جبل الزيتون في القدس الشرقية المحتلة.
وجرت الجنازة تحت أمطار غزيرة وشارك فيها مئات اليهود المتديّنين.
وبصوت متقطع، قال والد الضحية ألكسندر كوغان وقد وقف أمام نعش ابنه “كيف أمكنك أن تغادر مبكراً؟”.
وأضاف الأب وهو بدوره حاخام أنّ “زفي كان بريئا، وهكذا يصل إلى الجنة”.
وكان كوغان مبعوثا لحاباد لوبافيتش، وهي حركة متشددة ومتزمتة تهدف إلى تعزيز الهوية اليهودية وتقريب اليهود من عقيدتهم، ولا سيما من خلال مراكزها المجتمعية.
وخلال مراسم التأبين التي جرت تحت المطر الغزير وبتأثر بالغ ساد معظم المشيّعين، قال كبير حاخامات إسرائيل السفارديم ديفيد يوسف إنّ “العالم بأسره صُدم بمقتلك. إنهم يكرهوننا في كل أنحاء العالم لأنّنا يهود”.
أما شمعون رابينوفيتش، وهو حاخام قرية كفار حباد التي يسكنها العديد من أتباع حركة حاباد لوبافيتش، فقال في الجنازة مخاطبا الراحل “ماذا فعلت لتستحق الموت؟ أنت، الذي ما فعلت إلا الخير، من الذي أذيته؟ لم تؤذ قط، ولا حتى ذبابة”.
وأضاف “لقد أذوك لأنهم أرادوا الاعتداء على رمز الإيمان واليهودية”.
– “صدمة وحزن” –
وفي الإمارات، قال الحاخام إيلي عبادي لوكالة فرانس برس الإثنين إن المجتمع اليهودي في الإمارات “شعر بصدمة كبيرة وحزن شديد لخبر المقتل المأسوي للحاخام زفي كوغان”، مضيفا أن الجناة يجب أن “يحاسبوا بالعقوبة القصوى التي ينص عليها القانون”.
وقدم عبادي “تعازيه لعائلة (كوغان) العزيزة ولكامل المجتمع اليهودي في الإمارات”.
والإمارات هي إحدى الدول العربية التي طبّعت العلاقات مع إسرائيل عام 2020 بموجب “اتفاقات أبراهام” التي رعاها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، مع المغرب والبحرين.
وفي ذلك العام، وفقا لحركة حاباد لوبافيتش، انضم كوغان إلى شقيقه الأكبر رؤوفين ومجموعة من الحاخامات الذين انتقلوا إلى الإمارات.
وقالت الحركة على موقعها الإلكتروني إن كوغان كان يدير محل سوبرماركت كوشير في دبي افتتح في العام 2022.
وفي ذلك العام، فتحت الإمارات الغنية بالنفط أول كنيس يهودي رسمي داخل مركز متعدد الأديان في أبوظبي لتلبية حاجات اليهود المقيمين على أراضيها.
ولا تتوافر أرقام رسمية بشأن عدد اليهود في الإمارات، لكن مسؤولا إسرائيليا أفاد وكالة فرانس برس بأن ألفي إسرائيلي يقيمون في البلاد، بينما يقدّر العدد الإجمالي لليهود فيها بنحو أربعة آلاف شخص.
ويرجح أن يكون عدد اليهود في الإمارات قد انخفض بعد بدء الحرب في غزة التي اندلعت عقب هجوم لحركة حماس الفلسطينية على الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
والأحد أكد المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش أن البلاد “واحة استقرار ومجتمع تسامح وتعايش”، مؤكدا أنها “آمنة بحكمة قيادتها ووعي شعبها والمقيمين فيها”.
وكتب قرقاش على منصة “إكس”، “بحزم وعزم قيادتها وشعبها ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار ومجتمع التسامح والتعايش ومنارة التطور والعزة والرفعة”.
وكان البيت الأبيض ندد الأحد بمقتل كوغان الذي وصفه بأنه “جريمة مروعة ضد كل من يدافعون عن السلام والتسامح والتعايش. كما أنه هجوم على الإمارات العربية المتحدة ونبذها للتطرف العنيف”.
بور-الح-كام-ود/ص ك