مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دور جـــدي جـــدا لعادل إمـــام

عادل إمام سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة في يوم اللاجئين بجنيف swissinfo.ch

يشارك الفنان عادل إمام في إحياء اليوم العالمي للاجئين في جنيف بوصفه سفير النوايا الحسنة، وترأس حفلا لجمع التبرعات حضرته شخصيات عربية وسويسرية ودولية.

وفي لقاء مع الصحافة العربية تحدث عن تصوره لهذه المهمة الإنسانية، وفكرة تصوير فيلم عن اللاجئين، ومحاولته توعية البلدان العربية الغنية بمعاناة اللاجئين

استضافت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مقرها بجنيف بمناسبة إحياء اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف الـ20 من شهر يونيو من كل عام، الفنان العربي المشهور عادل إمام بوصفه سفير النوايا الحسنة للمفوضية منذ سنة 2002.

وعلى الرغم من تغلب الطابع الكوميدي على حديثه (يمكن الاستماع لوقائع الندوة الصحفية كاملة عبر الملف الصوتي المرافق)، إلا أن عادل إمام حاول – في لقاء مع الصحافة العربية بجنيف، حضرته سويس إنفو – التمسك بموقف جاد للحديث عن واقع اللاجئين، وعن نظرته لما يمكن أن يقوم به الإنسان العربي للمساعدة في التخفيف من معاناة هؤلاء اللاجئين سواء كانوا من العرب أو من غيرهم.

فعادل إمام الذي كان من رواد الفنانين الذين واجهوا ظاهرة الإرهاب بتوعية الجمهور من خلال أفلام مثل “الإرهاب والكباب” (1992) و”الإرهابي ” (1994)، ساهم مؤخرا في توعية الرأي العام العربي بواقع اللاجئين من خلال إنتاج فيلم دعائي عن المفوضية السامية لشئون اللاجئين بمشاركة الموسيقار عمر خيرت والمخرج شريف عرفة. وهناك مشروع – لا زال في مرحلة التفكير – لإنتاج شريط سينمائي عن اللاجئين الفارين من القارة الإفريقية إلى السواحل اليمنية.

ويعتبر عادل إمام أن مجرد تعيينه سفيرا للنوايا الحسنة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين دفع الكثير من الناس في محيطه للتعرف على مشاكل اللاجئين، وأدى بالبعض إلى الإعراب عن الرغبة في التبرع لفائدة اللاجئين. كما يشدد على أن “الأمم المتحدة، في زمن القطب الواحد، هي اليوم في أمس الحاجة لوقوفنا إلى جانبها كمجتمع مدني، لحمايتها من رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في التقليل من دورها”.

“جميع أنواع المحن”

يعتبر عادل إمام أن محنة اللاجئين تكمن في “بشاعة أن تكون إنسانا ضائعا بلا وطن”. كما يعتبر أن محنة اللاجئين تجمع كل المحن من مشاكل صحة وغذاء وسكن وتعليم وغيره.

ولكن وضع اللاجئين الأفارقة الفارين من إفريقيا نحو السواحل اليمنية استحوذ على اهتمامه أكثر وهو الموضوع الذي ينوي تخصيص جل جهده لمحاولة التعريف به ومحاولة جمع الأموال لمساعدة اليمنيين على مواجهة تدفق الأعداد المتزايدة من اللاجئين الوافين عليهم رغم الفقر الذي يعانون منه.

لهذا الغرض ينوي عادل إمام التوسط كسفير النوايا الحسنة لدى دول الخليج، لدفع الأمراء والشيوخ إلى الإسهام في صندوق يُخصص لمساعدة اللاجئين الأفارقة. كما يرغب في أن تتولى الأمم المتحدة حماية اللاجئين الفارين من بطش وتسلط شبكات التهريب التي تستنزف أموالهم وتعرضهم لمخاطر الغرق، وذلك بتأمين ممرات الهروب إلى السواحل اليمنية.

وعلى الرغم من أن المفوضية السامية لشئون اللاجئين ليست لديها صلاحيات تُخول لها الاهتمام باللاجئين الفلسطينيين المقيمين داخل الأراضي الفلسطينية وفي البلدان المُجاورة لها، إلا أن سفير النوايا الحسنة متابع دقيق لنشاط وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” أونروا”. وهو يعتزم استعمال نفوذه لدفع الدول الخليجية إلى مزيد من المساهمة لمساعدة أولئك اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في العراق والذين أفادت تقارير إعلامية عن تعرض بعضهم لسوء المعاملة بعد سقوط نظام صدام حسين، بل إن بعضهم قد يكون لقي حتفه بسبب الجوع!.

ومع اعتراف عادل إمام “بأننا كعرب من الطبيعي أن نهتم باللاجئين الفلسطينيين”، إلا أنه يحرص على الاهتمام من الناحية الإنسانية “بالوضع المأساوي للاجئين الأفارقة من استغلال جنسي، وتجنيد قسري لأطفال لمحاربة أبناء قبيلتهم…”.

معظم العرب لاجئون في بلدانهم

وفي سياق ردّه على سؤال أحد الصحفيين آعتبر عادل إمام أن “معظم العرب لاجئون في بلدانهم”، لذلك ومن هذا المنطلق فإن “أفلامه كلها تعالج قضية اللجوء” بأشكالها المتعددة. كما يعتبر الكوميدي البارز أن الشعوب العربية “شعوب طيبة ودائما تتجه للخير”. ويقدم كمثال على ذلك “صندوق النذور” الموجود في المساجد والذي تجمع فيه الملايين، والذي يرغب في أن يتوصل إلى تخصيص قسم من دخله لفائدة اللاجئين.

كما يسعى عادل إمام بالاشتراك مع مختلف القيادات الدينية تخصيص جزء من أموال الزكاة لصالح تخفيف معاناة اللاجئين داخل البلدان الإسلامية وحتى خارجها بعد التغلب على تحفظات البعض بخصوص صرف أموال لغير المسلمين.

وإذا كان عادل إمام من أحب الفنانين الكوميديين للجمهور في العالم العربي، فإن قضايا الشارع العربي ليست غائبة عن اهتماماته. فهو يشعر بنوع من المرارة لما آلت إليه عبارة “القومية العربية” في هذه الأيام. وينتقد كمواطن عربي “استغلال بعض القادة العرب لهذه الكلمة فقط لمصالحهم السياسية”، ويتساءل بصوت عال: “هل هناك دولة عربية ليست لها خلافات مع دولة عربية جارة؟”.

في نفس السياق، أدان عادل إمام إفراط العرب اليوم في الحديث في السياسة “وكأننا لم نكن سياسيين من قبل” على حد تعبيره، والإفراط في الكلام عن الإسلام ” وكأننا لم نكن مسلمين من قبل”. وينتهي إلى أن الحل الوحيد في العالم العربي “هو الاتجاه الديموقراطي” قبل أن يستطرد قائلا: “إن ذلك سيحتاج لوقت طويل”.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

يُـوجد 20 مليون لاجئ في العالم
تبلغ ميزانية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مليار دولار سنويا
تصرف المفوضية 3 دولارات على كل لاجئ، أي أن التكلفة اليومية تصل إلى 60 مليون دولار.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية