مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

روسيا تؤكد أن ضربة أوكرانية ألحقت أضرارا بإحدى سفنها في القرم

السفينة الحربية الروسية موسكفا بالقرب من سيباستوبول في القرم في تموز/يوليو 2011 afp_tickers

أكدت روسيا الثلاثاء أن إحدى سفنها الحربية تضررت في هجوم أوكراني على فيودوسيا في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها، في ضربة جديدة في البحر الأسود لقيت إشادة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بينما تتحدث موسكو عن تحقيق تقدم في هجومها البري.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ من قبل وزير الدفاع سيرغي شويغو بـ “الأضرار” التي لحقت بسفينة الإنزال الكبيرة نوفوتشركاسك خلال هذه الضربة.

ولم يقدم بيسكوف تفاصيل إضافية.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن وزارة الدفاع الروسية أن السفينة “تضررت ليلا خلال هجوم شنته القوات المسلحة الأوكرانية مستخدمة صواريخ كروز”.

وكان سلاح الجو الأوكراني ذكر قبل ذلك أنه “دمّر” هذه السفينة، مشيرا الى أنها كانت تحمل طائرات مسيّرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد” تستخدمها موسكو في مهاجمة أهداف أوكرانية مختلفة.

وأوضح على تطبيق تلغرام إن الهجوم تم تنفيذه حوالي الساعة 02,30 (00,30 ت غ) باستخدام صواريخ كروز تكتيكية.

ونشر الحساب العائد لقائد القوات الجوية ميكولا أوليشوك مقطع فيديو يظهر انفجارا وألسنة لهب.

وهنّأ زيلينسكي القوات على الضربة.

وقال عبر تلغرام مشيراً بطريقة ساخرة إلى غرق السفينة “أنا ممتن لقواتنا الجوية على إضافتها المثيرة للإعجاب لسفينة جديدة إلى أسطول الغواصات الروسية في البحر الأسود”.

وصرح حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف أن الهجوم على فيودوسيا أدى إلى مقتل شخص وجرح اثنين آخرين.

كما لحقت أضرار بستة مبان وتم إجلاء سكانها في المدينة التي تضم ميناء تجاريا رئيسيا على البحر الأسود.

– “انتصار عظيم” –

وتحاول أوكرانيا إبعاد تهديد السفن الحربية الروسية عن سواحلها، في وقت تكافح من أجل صدّ القوات التابعة لموسكو في الميدان. وعانت كييف لتحقيق اختراق ميداني في الهجوم المضاد الذي أطلقته قبل أشهر، على رغم الدعم التسليحي الغربي.

أما في البحر، فحققت أوكرانيا نتائج أفضل وتمكّن جيشها من إبعاد السفن الروسية عن جنوب غرب البحر الأسود وإعادة فتح ممر بحري لتصدير الحبوب، متجاهلا التهديدات بالقصف التي صدرت عن روسيا بعد إنهاء العمل في صيف 2023، باتفاق سابق بين الطرفين.

ونوّه زيلينسكي الثلاثاء بنتائج هذه الاستراتيجية ووصفها بأنها “انتصار عظيم لأوكرانيا في البحر الأسود”.

وضمن استراتيجيتها، تلجأ أوكرانيا لاستهداف شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014، بشكل منتظم نظرا لأهميتها اللوجستية للجيش الروسي.

ويقع مقر أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول على بعد نحو 190 كيلومترا عن فيودوسيا، لكن العديد من السفن الروسية تنتشر حاليا في ميناء هذه المدينة، حسب وسائل إعلام روسية.

– تراجع في مارينكا –

وشكلت عمليات كييف الناجحة في البحر الأسود أحد نجاحاتها العسكرية الكبرى القليلة في ظل تعثّر هجومها المضاد أمام خطوط الدفاع الروسية. وكثّفت قوات موسكو ضغطها على الجبهتين الشرقية والجنوبية.

وأعلن الجيش الاثنين سيطرته على بلدة مارينكا قرب دونيتسك بشرق أوكرانيا.

وبعدما نفت صحة هذه الأنباء، أقرت كييف الثلاثاء بتراجعها ميدانيا.

وقال رئيس أركان الجيش الأوكراني فاليري زالوجني في إيجاز للصحافيين “تحركنا إلى أطراف مارينكا وفي بعض الأماكن، تجاوزنا حدود البلدة”.

وأضاف “نحمي كل قطعة من أرضنا لكن أرواح جنودنا أهم بالنسبة لنا”.

واعتبر أن مارينكا “لم تعد موجودة” بجميع الأحوال بعدما دمّر الروس “جميع شوارعها”، لافتا إلى أن انسحاب الجنود ليس أمرا “يمكن أن يؤدي إلى غضب شعبي”.

وأكد رئيس الأركان أن جنودا أوكرانيين ما زالوا موجودين في الأجزاء الشمالية من البلدة، لكن الجيش يقوم “بتحضير خط دفاع خارج هذه البلدة”.

من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الثلاثاء إن جيشه “يواصل اتخاذ مواقع أكثر ملاءمة وتوسيع الأراضي التي يسيطر عليها في جميع الاتجاهات”.

الى ذلك، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية الثلاثاء أن البلاد تعرضت لهجوم ليلي جديد بطائرات مسيّرة، خصوصا في منطقتي خيرسون وأوديسا.

وقال هذا المصدر إنه تم اعتراض 13 طائرة أطلقتها روسية من أصل 19، من دون أن يشير إلى إصابات أو دمار.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية