مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فلسطينيون في غزة: وقف تمويل الأونروا “حكم بالإعدام”

من فادي شناعة وإبراهيم أبو مصطفى

رفح (قطاع غزة) (رويترز) – وقفت الأم الفلسطينية معزوزة حسن في حالة من الذعر بسبب احتمال توقف المساعدات الموجهة إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد أن أوقفت بعض الدول الغربية تمويلها في أعقاب ما أثير عن ضلوع موظفين تابعين لها في الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل.

وقالت معزوزة، وهي واحدة من 85 بالمئة من سكان غزة الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة، “مرميين في الخيام وأولادنا بدون تطعيم و(النساء) الحبلى… وين يروحوا هادول (هؤلاء)؟”.

وتسببت الحملة الإسرائيلية في كارثة إنسانية بغزة، وتركت سكان القطاع الذين يئنون تحت القصف معرضين لخطر المجاعة وانتشار الأمراض مع انهيار النظام الطبي. وتحولت المدارس إلى ملاجئ ويعيش معظم السكان في خيام.

وبالنسبة لقطاع كبير من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، تؤدي الأونروا دورا مهما للغاية حتى قبل بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وتدير الأونروا مدارس وعيادات للرعاية الصحية الأولية في غزة وتقدم خدمات اجتماعية أخرى أيضا. وباعتبارها القناة الرئيسية لتقديم المساعدات في القطاع الصغير المزدحم، فإنها تمثل الآن لعدد كبير من الفلسطينيين الأمل الأخير الذي يحول دون وقوع كارثة مأساوية لهم.

وقال متحدث باسم الأونروا إن الوكالة لن تتمكن من مواصلة تقديم مثل هذه الخدمات بعد فبراير شباط في حالة عدم استئناف التمويل. وأوقفت أكثر من عشر دول، منها الولايات المتحدة، التمويل المخصص للأونروا.

وقالت معزوزة وهي تقف بالقرب من أطفالها في رفح جنوب قطاع غزة “الأونروا هي مستقبلنا وحياتنا، يعني من أول البداية لليوم، مين اللي هيدعمها علشان تدعمنا؟”.

ولدى الوكالة نحو 13 ألف موظف في غزة، وهم جزء من إجمالي قوة عاملة قوامها نحو 30 ألفا يقدمون خدمات للاجئين الفلسطينيين في أنحاء الشرق الأوسط.

وتزعم إسرائيل أن 13 من موظفي الأونروا في غزة شاركوا في الهجوم المباغت لحماس على بلدات إسرائيلية والذي يقول مسؤولون إسرائيليون إنه أدى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص وتسبب في اندلاع الصراع.

ويقول تقرير إسرائيلي إن 190 من موظفي الأونروا في المجمل يقاتلون في صفوف حركة حماس أو حركة الجهاد الإسلامي.

وذكرت الوكالة أنها فصلت بعض موظفيها وإنها تحقق في المزاعم الإسرائيلية.

وتقول السلطات الصحية في القطاع الذي تديره حماس إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 26600 شخص، وهو ما دفع جنوب أفريقيا إلى توجيه اتهامات لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب إبادة جماعية، وهو ما نفته إسرائيل.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية