The Swiss voice in the world since 1935

فلسطينيون ينظفون خيما محترقة ويلملون بقايا مقتنيات بعد ضربة دامية في خان يونس

afp_tickers

في مخيم للنازحين في جنوب قطاع غزة، كان فلسطينيون يعملون الخميس على إزاحة ألواح معدنية ولملمة بقايا مقتنيات شخصية تفحّمت جرّاء غارة جوية إسرائيلية دامية.

وأعلن الدفاع المدني في القطاع أن الضربة على “خيام النازحين” في منطقة المواصي في خان يونس قتلت 21 شخصا وتسبّبت بجرح أربعين آخرين “غالبيتهم أطفال ونساء وكبار السن”.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن من بين القتلى خمسة أطفال على الأقل.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه استهدف “إرهابيين قياديين من حماس (…) في المنطقة الإنسانية بخان يونس”.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس حفرة كبيرة وعميقة أحدثتها الغارة، بالإضافة إلى أكوام من الصفائح المعدنية التي كانت تستخدم كوسائل حماية.

وروى طلال أحمد “بعد استهداف بصاروخين، بدأ أحدهم يجري قائلا +إخلاء+ وبدأ الجميع يهرب”.

وأضاف بأسى “كان الوضع أشبه بالتسونامي الذي ضرب المكان وكانت الصواريخ تتساقط في كل مكان”.

بينما تحدّث أحمد السقال عن “كرة نار اضاءت المكان”. وتابع “سمعنا انفجارا ضخما. بعد ثوان، رأينا بقايا الشهداء، نساء وأطفال من دون حماية في خيمهم”.

وقال محمود شراب (39 عاما) المقيم في منزله في المواصي، “سمعنا انفجارا ضخما، فأسرعنا إلى المكان حيث شاهدت النار والدخان بمنطقة خيم النازحين”.

– “أشلاء في كل مكان” –

وأضاف الرجل الذي خسر أربعة من أقاربه في الضربة “كانت الفوضى والصراخ يعمّان المكان وبدأ الناس يحملون أطفالهم ويهربون من المكان. كانت هناك جثث محروقة وأشلاء في كل مكان وحريق ضخم في عشرات الخيام”.

وأكّد الدفاع المدني انتشال “جثث متفحمة”.

وقال عزالدين أبو صبحة من الدفاع المدني خلال “قيام طواقمنا بمساعدة الإصابات ومساعدة المواطنين و كذلك انتشال الجثث، تم استهداف المكان مرة أخرى”.

وأشار الى أن الخيم كانت “تؤوي أشخاصا من جميع المناطق أغلبهم نازحين من مدينة رفح (…) كل عائلة لها خيمة”.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن المواصي “منطقة إنسانية” آمنة في وقت مبكر من الحرب وأمر سكان غزة بالتوجه إليها حفاظا على سلامتهم.

وتوجه عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى المنطقة التي تتعرّض لقصف إسرائيلي بشكل متكرّر، وقد استهدفت في أيلول/سبتمبر في هجوم أسفر عن مقتل 19 شخصا، وفقا للدفاع المدني، ما أثار إدانات دولية.

وفي تموز/يوليو، استهدفت إسرائيل المخيم بغارة قالت وزارة الصحة إنها أسفرت عن مقتل 92 شخصا. لكن الجيش الإسرائيلي شدّد على أنه قصف مجمعا لحماس واستهدف اثنين من المخططين لهجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اتخذ “خطوات عدة” من أجل “تخفيف خطر إلحاق الأذى بالمدنيين” قبل الغارة التي نُفّذت الأربعاء، محمّلا حماس مسؤولية استخدام المدنيين دروعا بشرية.

واضطر كل سكان قطاع غزة تقريبا للنزوح بسبب الحرب المستمرة منذ قرابة 14 شهرا، والتي اندلعت في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس وتسبّب بمقتل 1208 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الخميس أن 44580 شخصا قتلوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب، معظمهم من النساء والأطفال.

وتجمّع عدد من الأشخاص الخميس حول جثامين ملفوفة بأكفان بيضاء وبكوا أحباءهم. 

وقال أحمد السقال “لم يعد هناك مكان آمن في قطاع غزة، لا في المواصي ولا في أي مكان”، مضيفا “باسم الأطفال والمسنين والنساء، نطالب بوقف فوري لإطلاق النار”.

ستر-لبا/كبج/رض

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية