مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لا بد من استمرار اليقظة!

التوعية بمخاطر الإصابة بمرض الإيدز في سويسرا تشمل منذ موفى الثمانينات المظاهرات الشعبية والشعارات الواضحة Keystone

كشفت أحدث الإحصائيات أن نسبة نمو الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب في سويسرا ظلت مستقرة خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام. لكن حملات التوعية ستتركز الآن على الرجال الذين تزيد أعمارهم عن الخامسة والثلاثين..

أظهرت آخر الإحصائيات الصادرة عن المكتب الفدرالي للصحة العمومية أن عدد الإصابات الجديدة بمرض نقص المناعة المكتسب سيدا أو إيدز قد ارتفع إلى سبع وخمسين حالة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام ألفين واثنين. كما بلغ عدد ضحايا المرض في نفس الفترة سبعة أشخاص.

من جهة أخرى، أعلنت المختبرات الطبية في البلاد أن عدد الفحوص التي أسفرت عن نتائج إيجابية (أي أن اصحابها حاملون لفيروس السيدا-إيدز) بلغ مائة وأربعا وستين حالة في الثلاثي الأول من العام الجاري، أربعون في المائة منها يتعلق بالنساء.

نفس الأرقام أفادت بأن حوالي ستة وخمسين في المائة من الأشخاص الذين كشفت الاختبارات التي أجريت خلال الأشهر الأولى من العام أنهم حاملون للفيروس تعرضوا للإصابة أثناء عمليات اتصال جنسية بين ذكور وإناث بدون أي حماية. في المقابل انتقل الفيروس إلى ستة وعشرين في المائة من المصابين الجدد من خلال اتصالات جنسية بين ذكور. أما الإصابات المتبقية (13% من المجموع) فقد نجمت عن استعمال إبر ملوثة أثناء تعاطي المخدرات.

ولا بد هنا من التفريق بين الإصابة بالمرض وحمل الفيروس. فمرض السيدا-إيدز لا تظهر أعراضه على الإنسان إلا بعد فترة زمنية طويلة نسبيا (تصل إلى عشر سنوات) من انتقال الفيروس إلى داخل جسم الإنسان عن طريق الممارسة الجنسية أو الإبر الملوثة.

أما حجم الإصابات بالمرض فقد سجل تراجعا في سويسرا لأسباب متنوعة، من بينها حملات التوعية الموجهة خصيصا للمراهقين والقطاعات الموصوفة بـ”المهددة” مثل الشاذين جنسيا والعاملين في مجال الدعارة أو المدمنين على استهلاك المخدرات. وقد انطلقت هذه الحملات منذ عام خمسة وثمانين بتكلفة سنوية تناهز أربعة ملايين فرنك.

استقرار المعدلات يدعو إلى مزيد من التنبه!

ويشير السيد مارتن غيبهاردت المسؤول عن دائرة الأوبئة في المكتب الفدرالي للصحة العمومية إلى أن اكتشاف أدوية جديدة تساعد على وقف نمو المرض والشفاء منه في مرحلة لاحقة قد ساهم في تقليص عدد الإصابات بالمرض في سويسرا، لكنه حذر من أي تهاون أو ارتخاء في الجهود المبذولة منذ عدة أعوام في مجال التوعية والوقاية.

وبرر المسؤول تحذيره بما كشفت عنه أرقام الأشهر الثلاثة الأولى لعام ألفين واثنين من “استقرار” في نسبة نمو عدد الإصابات بالفيروس، أصبح مثيرا حسب رأيه لبعض الإنشغال. فعلى الرغم من أن الأرقام المنشورة لا تشمل إلا الأشهر الثلاثة الأولى من السنة ولا تسمح بالتالي باستنتاجات دقيقة حول ما ستكون عليه النسب النهائية في موفى عام ألفين واثنين، إلا أن تسجيل مائة وأربعة وستين حالة جديدة يعني عدم وجود تراجع حقيقي في الظاهرة.

يذكر أن سويسرا سجلت منذ اعتماد الإختبار الطبي حول الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب في عام 1985، حوالي ستة وعشرين ألف حالة فيما أكدت إحصائيات عام ألفين وواحد أن معدل الإصابة استقر في حدود تسعة أشخاص لكل مائة ألف ساكن. ولوحظ أن هذه النسبة ترتفع عن المعدل الوطني في بعض الكانتونات من بينها جنيف وفو وبازل-المدينة ونوشاتيل وزيوريخ.

من ناحية ثانية، اعتبر السيد غيبهاردت في تصريحاته لسويس إنفو عن مخاوفه من وجود بعض الإرتخاء في صفوف الرأي العام عموما إثر تراجع عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض السيدا-أيدز في السنوات القليلة الماضية.

ولاحظ أن ما تشير إليه الإحصائيات الأولية لهذا العام، رغم عدم دقتها، من وجود ارتفاع في عدد المصابين بالفيروس جراء عدم استعمال الواقي المطاطي أو أساليب الحماية الأخرى يدعو إلى عدم التخلي عن اليقظة التي صاحبت السنوات الأولى من اندلاع
الوباء في سويسرا.

خمسة وثلاثون عاما..

وفي استجابة فورية لهذا النداء أعلنت يوم الإثنين فروع منظمة “المساعدة السويسرية لمكافحة السيدا” في المناطق المتحدثة بالفرنسية من سويسرا اعتزامها تنشيط حضورها في دورة سويسرا الروماندية لسباق الدراجات التي تنظم في موسم الصيف لتوزيع وسائل الوقاية على المتابعين للسباق مع تركيز خاص على الرجال (من غير المرتبطين بعلاقات شذوذ)، الذين لا زالوا يعتقدون خطأ أنهم غير معنيون بانتقال المرض إليهم.

من جهتها أكدت السيدة هيلينا أورسير المسؤولة عن الحملة السنوية لمكافحة السيدا
(Stop Sida) لسويس إنفو أن عمليات التوعية الموجهة عبر وسائل الإعلام وكافة الأساليب المتاحة ستتواصل إلى عام ألفين وخمسة لكن مع تركيز خاص على الرجال الذين تزيد أعمارهم عن خمسة وثلاثين عاما.

وتقول السيدة أورسير، إن استقرار نسبة الحاملين الجدد سنويا لفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) في معدل عمري يتراوح ما بين سبعة ونصف وثمانية في المائة مثير لبعض القلق لكنه ليس مدعاة للإنشغال الشديد.

فبعد أن نجحت حملات التوعية المكثفة في المدارس والملاعب والنوادي وعبر مختلف وسائل الإشهار في إقناع غالبية اليافعين والشبان باستعمال أساليب الوقاية المتاحة أثناء ممارسة الجنس، يبدو أن حملة هذا العام ستتوجه بشكل خاص إلى الرجال الذين تزيد أعمارهم عن الخامسة والثلاثين بعد أن اتضح أن ستة وخمسين في المائة من الإصابات الجديدة بالفيروس توجد في هذا الصنف من الذكور.

وتؤكد السيدة هيلينا أورسير أن الحملة المقبلة ستشمل جميع السكان لكن مع تنويع يتماشى مع مختلف الأصناف المعنية. فهناك تطوير مستمر لموقع على شبكة الإنترنت موجه أساسا للمراهقين إضافة إلى تواصل التركيز على بعض الأصناف “الهامشية” من الناحية العددية والمهددة أكثر من غيرها مثل المدمنين على المخدرات والعاملين في أوساط الدعارة القانونية والسرية.

سويس إنفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية