مؤتمر الدوحة فرصة للتقارب مع العالم العربي
في لقاء خص به الصحفيين العرب في جنيف دافع المدير العام لمنظمة التجارة العالمية السيد مايك مور عن احتضان قطر للمؤتمر الوزاري في شهر نوفمبر القادم مقيما إيجابيات ونقائص المشاركة العربية في أشغال المنظمة. وفي رسالة وجهها إلى ممثلي الحكومات العربية بمناسبة عقهد لاجتماع تحضيري مؤخرا في جينيف، ركز السيد مايك مور على ضرورة التعريف بالمنظمة في العالم العربي موضحا الفائدة التي يمكن جنيها من وراء تطبيق آليات النظام المتعدد الأطراف.
“ليس لي علم بالصورة المعطاة عني وعن المنظمة في العالم العربي، وإذا ما توفرت هذه الصورة فأتمنى أن يقال عني أني مدير محترف دافع دوما من أجل دعم قضية البلدان الأقل نموا”. بهذا رد المدير العام لمنظمة التجارة العالمية السيد مايك مور على تساؤل تقدمنا به في لقاء خص به المراسلين العرب في جنيف تحضيرا للمؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية الذي تحتضنه الدوحة ما بين التاسع والثالث عشر نوفمبر/تشرين الثاني.
ويرى المدير العام لمنظمة التجارة العالمية أن الصورة المعطاة عن منظمة التجارة العالمية في البلدان العربية، شأنها في ذلك شأن باقي مناطق العالم “تحتوي على سلسلة من المفاهيم الخاطئة وهذا ما يحدث حتى في بلدي “. ويفسر ذلك بالقول ” أن الصورة المعطاة عن المنظمة من إعداد جهات غيرنا، وعلينا نحن اليوم أن نحاول تغييرها”.
وهذا ما يحاول السيد مايك مور تحقيقه من خلال تكثيف زياراته لإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومن خلال لقائه بوسائل إعلام هذه المناطق.
مايك مور يدافع عن اختيار الدوحة لعقد المؤتمر
وفي خطاب ألقاه أمام ممثلي الدول العربية في اجتماع تحضيري لمؤتمر الدوحة، يرى المدير العام لمنظمة التجارة العالمية أن عقد المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في الدوحة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني ، سيعمل على ” تقريب المنظمة من العالم العربي أكثر من أي وقت مضى . وسيكون بمثابة نافذة فريدة تكشف خبايا نظام التجارة المتعددة الأطراف، وفرصة سانحة في الساحة العربية لإذكاء الوعي بالمنظمة وبأهمية التجارة الدولية”.
وفي رد على انتقادات زعيم الفلاحين الفرنسيين جوزي بوفي والتي روجت لها وسائل إعلام فرنسية بخصوص اختيار عقد المؤتمر في الدوحة لتجنب السماح لممثلي المجتمع المدني بالتعبير عن انتقادهم للعولمة، وصف السيد مايك مور ذلك” بالكذب على الرأي العام” و ” بالتصرف المهين للبلد المضيف”، موضحا أن قطر ” شرعت في الترويج لاحتضان المؤتمر أثناء اجتماع سياتل. وأن الدول المرشحة الأخرى تنازلت لها ودعمت ترشيحها بعد رؤية الدعم الكبير الذي حصلت عليه” .
وفيما يتعلق بمنح التأشيرات للمشاركين في مؤتمر الدوحة أوضح المدير العام بأن المشكلة حلت ” بانتهاج منهج المعاملة بالمثل ، لكن المشكلة تكمن في عدد الغرف والأسرة “. وقد انتقد السيد مايك مور ” عدم إدراك بعض المنظمات غير الحكومية من الشمال لخصوصية الدول النامية” مقارنا بين ما قامت به سويسرا للحد من توافد المشاركين على مؤتمر دافوس بوقف رحلات القطارات وطرد بعض الأشخاص على الحدود ” وهو ما اعتبر أمرا طبيعيا، بينما يتم انتقاد خطوة مماثلة تتخذها قطر على أنه تصرف غير مقبول”.
حضور عربي مكثف ولكن…
الواقع أن الحضور العربي داخل منظمة التجارة العالمية يتمثل من حيث العدد في عضوية أحد عشر بلدا وهي: الأردن ، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وتونس، وجيبوتي، وعمان، وقطر، والكويت، ومصر، والمغرب، وموريتانيا. وهناك خمس دول عربية تتمتع بصفة مراقب في انتظار إنهاء إجراءات انضمامها وهي: الجزائر، ولبنان، والسودان، والمملكة العربية السعودية، واليمن.
لكن التواجد العربي داخل منظمة التجارة العالمية من حيث النشاط والتأثير فمحدود ويقتصر
على بلدين هما مصر والمغرب وهذا حتى باعتراف المدير العام الذي اغتنم هذه الفرصة لتوجيه رسالة إلى الوزارات المعنية ” لضرورة تعزيز عدد موظفي البعثات في جنيف قدر المستطاع لتسهيل المهمة ” ويستشهد على ذلك بوضع سفير عمان الذي يقول يقول أنه “يتابع أشغال خمس اجتماعات في آن واحد”.
ويتوقع المدير العام أن تعرف مهمة الممثلين تعقيدا مع فتح مفاوضات هامة جدا في السنة القادمة ويرى أن من فائدة الدول الصغيرة أن تدخل هذه المفاوضات تحت ” مظلة إقليمية “.
وهذا يفتقر له العالم العربي في غياب التحقيق الفعلي للسوق العربية المشتركة.
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.