مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هافانا وواشنطن تستأنفان المفاوضات خلال اسابيع حول اعادة فتح السفارتين

الرئيس الاميركي باراك اوباما مصافحا نظيره الكوبي راوول كاسترو على هامش قمة الدول الاميركية في بنما في 11 نيسان/ابريل afp_tickers

تستأنف الولايات المتحدة وكوبا خلال الاسابيع المقبلة المفاوضات حول اعادة فتح السفارتين في كل من هافانا وواشنطن في آخر جهود التقارب التاريخي بين الدولتين وبعد عقود من القطيعة الدبلوماسية.

وقال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز الاربعاء لوكالة فرانس برس انه “خلال الاسابيع المقبلة سنجري في واشنطن جولة جديدة من المفاوضات حول معاودة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارتين” مشيرا الى عدم الاتفاق بعد على موعد محدد لذلك.

وعقد الطرفان اجتماعات تفاوض عدة منذ اعلان الرئيسين الاميركي باراك اوباما والكوبي راوول كاسترو في 17 كانون الاول/ديسمبر سعيهما لمعاودة العلاقات الدبلوماسية التي قطعت قبل 54 عاما في 1961.

وتقود المفاوضات من الجهة الاميركية مساعدة وزير الخارجية لشؤون اميركا اللاتينية روبيرتا جاكوبسون ومن كوبا المسؤولة عن شؤون الولايات المتحدة جوزيفينا فيدال.

وفي واشنطن، قال مسؤول في وزارة الخارجية “نتوقع ان نلتقي الاسبوع المقبل”، مؤكدا ان لم يُحدد اي موعد للاجتماع حتى الآن.

اما رودريغيز فاوضح ان المحادثات شهدت تقدما “ملحوظا” في ما يتعلق بالسماح للبعثة الدبلوماسية الكوبية في واشنطن بفتح حساب مصرفي، الامر الذي لم تستطع ان تقوم به حتى اللحظة بسبب الحصار التجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على الجزيرة الشيوعية منذ العام 1962.

وعُقدت جلسة المفاوضات الاخيرة بين الطرفين في 16 آذار/مارس في هافانا. وفي نيسان/ابريل التقى اوباما وكاسترو في اجتماع رمزي على هامش قمة الاميركيتين في بنما.

وبعد ذلك، ابلغ الرئيس الديموقراطي الكونغرس، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، نيته شطب اسم كوبا عن لائحة الدول الداعمة للارهاب، وهي قضية اساسية في المفاوضات.

ومن شأن خطوة كهذه ان تسمح لكوبا بالحصول على تمويل هي بحاجة ماسة اليه من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

والاثنين لم يستبعد البيت الابيض، على لسان المتحدث باسمه، ان يقوم اوباما بزيارة الى كوبا خلال العام المقبل.

وفي الجزيرة الشيوعية اعلن كاسترو الثلاثاء ان المحادثات تجري “بشكل جيد” كما ان البلدين قد يعينا سفيرين فور شطب كوبا عن لائحة الدول الداعمة للارهاب.

وقال كاسترو ان ذلك قد يحصل بعدما تنتهي في 29 ايار/مايو المهلة المتاحة للكونغرس للاعتراض على القرار وقدرها 45 يوما.

وامام الجمهوريين مهلة حتى 29 ايار/مايو للاعتراض عبر قرار مشترك من مجلسي الشيوخ والنواب على هذه الخطوة، وحتى في حال حصول ذلك فسيكون من الصعب عليهم جمع الاصوات اللازمة لابطال الفيتو الذي يحق للرئيس اللجوء اليه.

الا ان كاسترو اكد ان تعيين السفيرين “يمكننا من توسيع علاقاتنا، لكن التطبيع هو موضوع اخر”، مذكرا بان هافانا تطالب لتحقيق ذلك ب”الغاء الحظر والتنازل عن القاعدة (الاميركية) في غوانتانامو” في جنوب شرق البلاد.

وطلب الرئيس الديموقراطي من الكونغرس العمل على رفع الحظر لان الصلاحية الدستورية لاتخاذ هذا الاجراء تعود اليه وحده. لكن مجلسي الشيوخ والنواب لا يزالان منقسمين حول هذا الموضوع.

وبالنسبة الى غوانتانامو، سبق ان اعلنت الحكومة الاميركية عزمها على اغلاق السجن ولكن لا اتجاه لديها حتى الان للتنازل عن الارض التي تحتلها منذ 1903.

وتطرق رودريغيز الى مسألة اخرى وهي ان فرنسا، التي زار رئيسها فرنسوا هولاند كوبا هذا الاسبوع، قامت بدور اساسي في محاولة اصلاح العلاقات بين الجزيرة والاتحاد الاوروبي.

وكانت العلاقات شهدت توترات خلال السنوات الماضي بسبب قلق الاتحاد الاوروبي من ممارسات كوبا على صعيد حقوق الانسان، من بينها معاملتها للسجناء السياسيين.

ويبحث الطرفان اتفاقا للدفع بالحوار السياسي والتعاون بحلول نهاية العام الحالي. ويعتقد رودريغيز ان ذلك ممكن ان يحصل خلال المهلة المحددة.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية