The Swiss voice in the world since 1935

وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.. وانتخابات رئاسية مبكرة

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 في العاصمة التونسية. afp_tickers

توفي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي صباح الخميس عن 92 عاماً، ليرحل بوفاته أول رئيس منتخب ديموقراطياً بالاقتراع العام وتنطلق التحضيرات لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في هذا البلد الذي يعتبر مهد الربيع العربي.

وأعلنت الرئاسة التونسية على فيسبوك “وافت المنية صباح اليوم الخميس 25 جويلية 2019 على الساعة العاشرة و25 دقيقة، المغفور له بإذن الله رئيس الجمهورية محمد الباجي قايد السبسي بالمستشفى العسكري بتونس”.

وبعد ساعات من وفاة السبسي، أدى محمد الناصر (85 عاما) رئيس مجلس نواب الشعب اليمين، ليتولى الرئاسة المؤقتة للجمهورية، كما ينص الدستور.

وقطع التلفزيون الحكومي برامجه وبدأ بث آيات من القرآن مع اعلان وفاة السبسي الذي انتخب في نهاية 2014 رئيسا للبلاد بعد ثلاث سنوات من ثورة أطاحت الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي في 2011.

وتوفي السبسي قبل أشهر من انتهاء ولايته في كانون الاول/ديسمبر 2019، فيما من المقرر تنظيم انتخابات تشريعية في 6 تشرين الاول/اكتوبر.

ومساء الخميس أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون لوكالة فرانس برس أنّ الانتخابات الرئاسية المبكرة ستجري “على الأرجح في 15 أيلول/سبتمبر”.

وقال “التاريخ الأكثر ترجيحاً هو 15 أيلول/سبتمبر، لكنّ هذا الموعد ليس نهائياً”.

وتوالت برقيات التعازي والاشادة بالرئيس الراحل.

ووجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعزية إلى الشعب التونسي بوفاة السبسي، منوّهاً بـ”قيادته العظيمة”، في حين حيّا وزير الخارجية مايك بومبيو “صديقاً حميماً” للولايات المتحدة.

واشاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالسبسي باعتباره “صديقا” لفرنسا و”قائدا شجاعا”. واشادت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بقائد كان “فاعلا شجاعا على درب الديموقراطية” و”يستحق تكريما مشرفا”. من جهته عبر رئيس الحكومة الايطالية جوزيبي كونتي عن حزن كبير اثر وفاة “رجل دولة تحلى بانسانية كبيرة”.

وقال الرئيس الجزائري الانتقالي عبد القادر بن صالح في برقية تعزية “الجزائر (..) تشاطركم شعبا وحكومة آلامكم وأحزانكم” مشيدا بخصال الرئيس الراحل. كما اشاد العاهل المغربي ب “أحد رجالات تونس الكبار”.

وكتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات في تغريدة ان السبسي “قاد تونس في أحرج أوقاتها بحكمة وروية واقتدار، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه، وألهم شعبه وأهله الصبر والسلوان، وحفظ الله تونس وشعبها وأرضها دائماً وأبداً”.

وتقدم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ب “خالص العزاء والمواساة للشعب التونسي الشقيق في وفاة المغفور له، بإذن الله، الرئيس الباجي قايد السبسي”.

كما نعى الامين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط “فقيد الشعب التونسي والأمة العربية جمعاء فخامة الرئيس الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية والرئيس الحالي للقمة العربية”.

-حداد وطني-

وتقام جنازة وطنية للسبسي السبت.

وأعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد الحداد سبعة أيام.

كما نعى رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي، السبسي الذي رحل “في ذكرى عيد الجمهورية التي قدم لها الكثير وكانت له مساهمات مقدرة في بناء الجمهورية الثانية”.

والسبسي المخضرم في السياسة تولى مناصب في الدولة في عهد الحبيب بورقيبة (1956-1087) وزين العابدين بن علي (1987-2011)، ذلك قبل توليه رئاسة الحكومة في 2011 ثم الرئاسة في 2014.

تعتبر تونس البلد الوحيد ضمن دول الربيع العربي الذي استمر على درب الديموقراطية رغم عثرات سياسية واقتصادية واعتداءات جهادية.

وتزامنت وفاته مع احياء تونس الذكرى 62 لاعلان الجمهورية في 1957، وتم الغاء الاحتفالات والتظاهرات بالمناسبة.

في بداية تموز/يوليو، أطلقت مجموعة ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من السياسيين في تونس حملة للمطالبة بالشفافية في التعاطي مع حالة الرئيس الصحية.

وثار جدل كبير في مجلس النواب وخارجه اثر اعلان اعتلال صحة الرئيس اول مرة نهاية حزيران/يونيو، حول الفترة الانتقالية. والسبسي أول رئيس تونسي يتوفى وهو متسلم مهامه.

-أداء اليمين-

لكن المحلل مايكل عياري قال “ان القلق هذه المرة أقل” مشيرا الى أهمية احترام الجدول المقرر في الدستور.

وأكد محمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب الذي كان تعرض نهاية حزيران/يونيو لوعكة صحية اثارت قلقا حول قدرته على الحلول محل السبسي في حال شغور المنصب، عبر التلفزيون الخميس أن “الدولة ستستمر”.

وأدى الناصر المقرب من الرئيس الراحل، عصر الخميس اليمين لتولي الرئاسة المؤقتة التي تستمر حسب الدستور فترة ادناها 45 يوما واقصاها 90 يوما.

وبعد ثمانية أعوام على الثورة، تبقى تونس تعاني هشاشة اقتصادية وأمنية.

ورغم انتعاشة طفيفة للنمو بعد سنوات من التدهور الاقتصادي، تجد البلاد صعوبة في تلبية التطلعات الاجتماعية وخفض نسبة البطالة البالغة نحو 15 بالمئة.

كما شهدت البلاد اعتداءات جهادية خصوصا في 2015. ورغم تحسن الوضع اثر ذلك لا تزال تسجل اعتداءات متفرقة.

وتبقى تونس مهددة خصوصا من الفوضى في ليبيا الواقعة على حدودها الشرقية مع وصول مئات المهاجرين الفارين منها في الاشهر الاخيرة.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية