مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ألف امرأة لجائزة نوبل للسلام

خمس من السيدات السويسريات الست اللاتي تم الإعلان عن أسمائهن للحصول على جائزة نوبل الجماعية للسلام يوم 29 يونيو 2005 في العاصمة الفدرالية برن Keystone

تضم قائمة النساء الألف المرشحات لنيل جائزة نوبل الجماعية للسلام لعام 2005 ست سويسريات وأكثر من 50 سيدة عربية معظمهن من السودان.

ونشرت مؤسسة السلام السويسرية أسماء مرشحات أكثر من 150 دولة يوم الأربعاء في برن التي شهدت انطلاق المشروع بمساعدة وزارة الخارجية السويسرية والأمم المتحدة.

“اليوم يوم أمل واحترام إزاء كافة النساء اللاتي تعملن في الظل من أجل السلام والعدالة”. العبارة جاءت يوم الأربعاء 29 يونيو الجاري في برن على لسان النائبة الاشتراكية السويسرية روت غابي فيرموت-مانغولد التي أطلقت مشروع “1000 امرأة لجائزة نوبل للسلام لعام 2005” وأنشأت الجمعية التي تحمل نفس الإسم عام 2003.

وحضرت النائبة السويسرية الندوة الصحفية التي عقدتها منظمة السلام السويسرية “سوس بيس” في برن للإعلان عن قائمة المرشحات الألف التي نُُشرت أسماهن في 40 مدينة حول العالم في نفس اليوم.

وتم اختيار السيدات الألف في 153 بلدا من ضمن حوالي 2000 مرشحة. وفي تصريح لسويس انفو، أوضحت السيدة مارين هارتجي، إحدى المسؤولات عن المشروع، أن قاسما مشتركا يجمع السيدات اللاتي تم انتقاءهن قائلة: “جميعهن تعملن في مجال الأمن الإنساني الذي يُعد تصورا أوسع بكثير مما نفهمه من كلمة “سلام” لأنه يجمع الأفكار مثل استفادة الأشخاص من الموارد الطبيعية كالماء الشروب أو العلاج أو الوقاية من العنف”.

وتعمل معظم السيدات الألف في قريتهن أو منطقتهن. ومن بين المرشحات من تنشطن ضمن مؤسسات أو جامعات أو حتى حكومات. وتتميز المشاريع التي تقودها أو تشارك فيها النساء الألف -حسب المنظمين- بابتعادها عن العنف والحرص على ديمومة النشاطات وشفافية الموارد المالية واتساع الشبكة التي تمكنّ من إقامتها من خلال عملهن. وقد طلبت بعض السيدات المرشحات عدم الكشف عن هويتهن لأسباب أمنية.

وأوضحت صاحبة المشروع النائبة فيرموت-مانغولد أن الهدف من المبادرة هو “إظهار عمل النساء”. وصرحت بهذا الشأن: “هن يعملن من أجل المصالحة خلال النزاعات، يُعدن بناء القرى ويحاربن الفقر ويُنشئن موارد عيش جديدة، وهذا غالبا ما يتم في ظروف صعبة للغاية ودون اعتراف من الرأي العام”.

صدى عالمي

وقد انطلقت فكرة ترشيح النساء الألف لنيل جائزة نوبل الجماعية للسلام قبل عامين في سويسرا بهدف تكريم دور ملايين نساء العالم اللائي “كرسن حياتهن من أجل السلام، إما في العناية بضحايا الحرب والمتضررين منها، أو في العمل على إعادة إعمار ما تخلفه من دمار، ليعملن بذلك على تأثيث ثقافة جديدة من أجل السلام”.

وسرعان ما انتشرت الفكرة “الجنونية” بعض الشيء في جميع أنحاء العالم. وتعاونت منسقات من 20 منطقة مختلفة لمدة عدة أشهر لانتقاء المرشحات والتوصل إلى عدد 1000 الرمزي. وفي نهاية المطاف، تم اختيار 999 سيدة بينما تُرك اسم رمزي واحد لتمثيل جميع نساء العالم.

وحرص المنظمون على أن تضم اللائحة النهائية نساء من مختلف القارات. لكن الهند نجحت في الحصول على حصة الأسد بـ91 مرشحة. وأكدت السيدة هارتجي لسويس انفو أن المنظمين لم يتوصلوا بأية إشارة من لجنة جائزة نوبل للسلام في أوسلو حول فرص نجاح المبادرة. وصرحت في هذا السياق: “كل ما نعرفه هو أننا ضمن المرشحين الـ198 لنيل الجائزة”.

من جهتها، أعربت مونيكا شتوكر، مديرة الشؤون الاجتماعية في مدينة زيورخ ونائبة رئيسة جمعية “ألف امرأة لجائزة نوبل للسلام 2005” عن تفاؤلها حول حظوظ الحصول على الجائزة. وقالت في تصريح لوكالة الأنباء السويسرية “إن الفكرة كانت مُفاجئة، وحظي توسع الشبكة العالمية التي نسجها المشروع باحترام اللجنة المعنية بجائزة نوبل للسلام”. وتعد الفكرة أيضا طريقة رمزية للاحتفال بالذكرى المائة على تسلم أول امرأة لجائزة السلام، النمساوية بيرتا فون سوتنر.

ويشار إلى أن المشروع السويسري الأصل يتم برعاية الفرع السويسري لصندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة يونيسف وبتمويل جزئي من وزارة الخارجية السويسرية ودعم مؤسسة السلام السويسرية وصندوق الأمم المتحدة لتنمية المرأة.

المبادرة لن تتوقف..

وتم انتقاء ست سيدات سويسريات من بينهن لوتي لاتروس التي أنشأت مستوصفا لمرضى نقص المناعة المكتسب “إيدز” بأبيدجان ومثلت دولة ساحل عاج في قائمة السيدات الألف.

أما السويسريات الخمس الأخريات فهن: إليزابيت نوينشفاندر، التي تعمل منذ أكثر من 50 عاما مع منظمات مختلفة في الدول النامية، وإليزابيت روس-ديكري التي أسست منظمة “نداء جنيف” الإنسانية الدولية المتخصصة في مكافحة الألغام المضادة للأشخاص، وإيرين رودريغيز النشيطة في مجال الدفاع عن من يُطلق عليهم اسم “البدون”، أي دون أوراق إقامة شرعية، وهي أيضا وجه بارز في مجال مكافحة الاتجار بالنساء في ميدان الدعارة. وتضم اللائحة أيضا ماريان سبيلر هادورن، مدير مركز لأطفال الشوارع في البرازيل، وأني لانز عالمة الاجتماع التي تناضل من أجل حقوق اللاجئين.

وقد قرر المنظمون مواصلة العمل لتوسيع شبكة العلاقات بين نساء العالم حتى بعد الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام يوم 14 أكتوبر القادم في العاصمة النرويجية أوسلو. وبمناسبة ذلك الإعلان، ستنظم جمعية “ألف امرأة لجائزة نوبل للسلام لعام 2005” معرض نصوص وصور في زيورخ. كما سيصدر كتاب حول “سيدات السلام الألف” في نهاية العام لاستعراض عمل ومشوار كل مرشحة وتصورها للمجتمع.

أسماء عربية بارزة

وقد مثل العالم العربي في لائحة النساء الألف 53 سيدة. وتصدرت القائمة دولة السودان بـ16 مرشحة من بينها منظمة نسائية معنية بالسلام، تلتها السيدات الفلسطينيات بثمان مرشحات وأربع سيدات من الأردن وثلاث من كل من الكويت والمملكة العربية السعودية وسوريا، واثنيتين لكل من الجزائر والعراق وموريطانيا والمغرب (بالإضافة إلى سيدة من الصحراء الغربية)، ومرشحة واحدة من كل من البحرين ومصر ولبنان وليبيا وسلطنة عمان وقطر والصومال والإمارات العربية المتحدة واليمن. بينما ضمت قائمة إسرائيل 3 سيدات عربيات من ضمن 8 مرشحات.

ومن أشهر الأسماء العربية المرشحة لنيل جائزة نوبل الجماعية للسلام السيدة لويزا حنون، رئيسة حزب العمال الجزائري والنشيطة الحقوقية والعضو المعارضة الجزائرية، والشيخة لؤلؤة بنت محمد آل خليفة، رئيسة جمعية رعاية الطفل والأمومة بالبحرين، والدكتورة حنان عشراوي، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والناشطة في مجال حقوق الإنسان، والشيخة لبنى القاسمي، أول سيدة تعين وزيرة في الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة موزة المالكي، الأستاذة الجامعية القطرية ورقية حميدان، أول سيدة في اليمن وفي منطقة الخليج العربي حصلت على شهادة المحاماة.

إصلاح بخات – سويس انفو

قائمة البلدان العربية التي تم اختيار مرشحات منها للحصول على جائزة نوبل الجماعية للسلام لعام 2005:
السودان: 16 مرشحة (من بينها منظمة نسائية معنية بالسلام)
الأراضي الفلسطينية المحتلة: 8
الأردن: 4
الكويت والمملكة العربية السعودية وسوريا: 3 سيدة من كل دولة
الجزائر وموريطانيا والعراق: 2 من كل دولة
المغرب: 2 و سيدة من الصحراء الغربية
البحرين ومصر ولبنان وليبيا وعمان وقطر والصومال والإمارات العربية المتحدة واليمن: 1 من كل دولة.
يشار إلى أن لائحة المرشحات الثمان في إسرائيل تضم 3 سيدات عربيات

تم ترشيح 1000 سيدة (999 سيدة واسم رمزي يمثل كافة نساء العالم) للحصول على جائزة نوبل الجماعية للسلام لعام 2005. من بين المرشحات 6 سويسريات من ضمنهن سيدة ترشحت باسم دولة كوت ديفوار الإفريقية (ساحل العاج). وتضم القائمة 53 سيدة من العالم العربي. أما الهند فهو الدولة الأكثر تمثيلا بـ91 سيدة. تم تمويل المشروع جزئيا من قبل وزارة الخارجية السويسرية بدعم من مؤسسة السلام السويسرية “سويس بيس” وصندوق الأمم المتحدة التنموي للنساء. ستعلن لجنة جائزة نوبل للسلام عن الفائز لعام 2005 يوم 15 أكتوبر في ٍالعاصمة النرويجية أوسلو.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية