إسرائيل تعترف بأرض الصومال “دولة مستقلة ذات سيادة”
26 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – أصبحت إسرائيل اليوم الجمعة أول دولة تعترف رسميا بجمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد “دولة مستقلة ذات سيادة”، وهو قرار من شأنه أن يعيد تشكيل الديناميكيات الإقليمية ويختبر معارضة الصومال طويلة الأمد للانفصال.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستسعى إلى تعاون فوري مع أرض الصومال في مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد. وفي بيان له، هنأ نتنياهو رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله وأشاد بقيادته ودعاه إلى زيارة إسرائيل.
وقال نتنياهو إن الإعلان “يتماشى مع روح اتفاقيات إبراهيم، التي وقعت بمبادرة من الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب”.
وتوسطت الإدارة الأولى لترامب في اتفاقيات عام 2020، التي تضمنت إقامة إسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية مع الإمارات والبحرين، وانضمت إليها دول أخرى لاحقا.
وأفاد البيان الإسرائيلي بأن نتنياهو ووزير الخارجية جدعون ساعر ورئيس أرض الصومال وقعوا إعلانا مشتركا للاعتراف المتبادل.
وقال عبد الله في بيان إن أرض الصومال ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم، واصفا إياها بأنها خطوة نحو السلام الإقليمي والعالمي. وأكد التزام أرض الصومال ببناء الشراكات، وتعزيز الازدهار المتبادل، ودعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
في غضون ذلك، قالت مصر إن وزير الخارجية بدر عبد العاطي تحدث هاتفيا اليوم الجمعة مع نظرائه من الصومال وتركيا وجيبوتي لمناقشة ما وصفوه بالتطورات الخطيرة في القرن الأفريقي عقب الإعلان الإسرائيلي.
وقالت وزارة الخارجية المصرية إن الوزراء نددوا بالاعتراف الإسرائيلي وأكدوا دعمهم الكامل لوحدة الصومال وسلامة أراضيه.
وقالت في بيان “أكد الوزراء على الرفض التام وإدانة اعتراف إسرائيل باقليم أرض الصومال، وشددوا على الدعم الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية، والرفض الكامل لأي إجراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية أو تقويض أسس الاستقرار في البلاد، وشددوا على دعم مؤسسات الدولة الصومالية الشرعية، ورفض أي محاولات لفرض كيانات موازية تتعارض مع وحدة الدولة الصومالية”.
وأضافت الخارجية المصرية أن الوزراء حذروا من أن الاعتراف بالمناطق الانفصالية يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين.
وأوضحت “جري خلال الاتصالات التأكيد على أن الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يُعد سابقة خطيرة وتهديدا للسلم والأمن الدوليين وللمبادئ المستقرة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي الدول يمثل ركيزة أساسية لاستقرار النظام الدولي، ولا يجوز المساس به أو الالتفاف عليه”.
وتتمتع منطقة أرض الصومال بحكم ذاتي فعلي، وسلام واستقرار نسبيين، منذ عام 1991 حين انزلق الصومال إلى حرب أهلية، إلا أن هذه المنطقة الانفصالية لم تحظ باعتراف أي دولة أخرى.
وحشد الصومال، على مر السنين، جهودا دولية واسعة النطاق ضد اعتراف أي بلد بأرض الصومال.
وتأمل أرض الصومال في أن يشجع اعتراف إسرائيل بها دولا أخرى على أن تحذو حذوها، مما يعزز نفوذها الدبلوماسي ويوسع نطاق وصولها إلى الأسواق الدولية.
وفي مارس آذار الماضي، نفى الصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية تلقي أي مقترح من الولايات المتحدة أو إسرائيل لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة، وأكدت مقديشو رفضها القاطع لأي خطوة من هذا القبيل.
(تغطية صحفية معيان لوبيل – إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية – تحرير معاذ عبدالعزيز)