مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

التيار الصدري يبدأ اعتصامه في وسط بغداد للمطالبة بالاصلاح ومكافحة الفساد

بدأ انصار التيار الصدري الجمعة اعتصاما في وسط بغداد على الرغم من منع رئيس الوزراء هذا التجمع عند المنطقة الخضراء، للمطالبة باصلاحات سياسية ومحاربة الفساد وسط اجراءات امنية مشددة شملت قطع طرق رئيسية في العاصمة العراقية afp_tickers

بدأ انصار التيار الصدري الجمعة اعتصاما في وسط بغداد على الرغم من منع رئيس الوزراء هذا التجمع عند المنطقة الخضراء، للمطالبة باصلاحات سياسية ومحاربة الفساد وسط اجراءات امنية مشددة شملت قطع طرق رئيسية في العاصمة العراقية.

وعلى الرغم من الاجراءات الامنية المشددة وقرار رئيس الوزراء حيدر العبادي الاربعاء بمنع الاعتصام عند المنطقة الخضراء، توافد الاف من انصار التيار الذي يتزعمه مقتدى الصدر للمشاركة في التجمع وبعضهم للاعتصام، بهدف الضغط على حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي للقيام باصلاحات سياسية.

واكد عقيد في الشرطة العراقية لوكالة فرانس برس ان “قوات الامن فتحت جميع المداخل الرئيسية لمدينة بغداد بعد ان كانت مغلقة طوال نهار اليوم، لكنها اغلقت الطرق الرئيسية والجسور المؤدية الى المنطقة الخضراء” حيث مقر الحكومة وسفارات اجنبية وسط بغداد ابرزها سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال ابراهيم الجابري مسؤول مكتب التيار الصدري في بغداد لفرانس برس ان “الاعتصام بدأ امام بوابات المنطقة الخضراء ردا على الفاسدين من الذين سكنوا الخضراء” .

واكد الجابري الذي كان يتحدث من كرادة مريم وسط تجمع ضم الاف الاشخاص الذين رفع اغلبهم اعلاما عراقية امام احد المداخل الرئيسية للمنطقة الخضراء ان “الاعتصام مفتوح عند ثلاثة مداخل رئيسية تؤدي الى المنطقة الخضراء”.

واكد مقتدى الصدر في بيان لاحق ان “افاق التغيير قد بدأت وبدأت الغمامة بالانقشاع والزوال” في اشارة لنجاح اول ايام الاعتصام.

وتمكن مئات من انصار التيار الصدري من عبور جسر الجمهورية اهم الجسور المؤدية الى المنطقة الخضراء، بعد قطع اسلاك شائكة وضعتها قوات الامن من الوصول الى احد مداخل المنطقة الخضراء للبدء بالاعتصام. واضطرت قوات الامن للسماح بتنقل المتظاهرين من انصار التيار وبينهم معتصمين، عبر جسر الجمهورية سيرا على الاقدم .

وتتوزع المداخل الرئيسية الى الخضراء في مناطق الحارثية و الكرادة عبر جسر 14 تموز والمدخل الثالث في كرادة مريم القريب من مبنى مجلس النواب.

– “نعتصم من اجل الاصلاحات” –

وحمل مئات من المعتصمين واخرين معهم اعلاما عراقية فيما استخدم مئات اخرون فرشا بسيطة داخل خيم اعدت لهم عند المدخل الرئيسي في كرادة مريم حيث انتشرت خيم كبيرة واخرى صغيرة.

وتوزع مئات من انصار التيار فيما جلس اخرون داخل الخيم وتعالت اناشيد وطنية عبر مكبرات صوت مثبتة على احدى السيارات.

وقال ابو حسن (65 عاما) وهو من اهالي مدينة الصدر وكان يرتدي ملابس عربية ويجلس عند احد الخيم الى جانب اثنان من ابناءه وثلاثة من اخوته “كلنا هنا وكل الشعب العراقي يطالب بتحسين اوضاع البلاد ومعالجة الفساد وطرد الذين سرقوا اموال البلاد”.

وعن استمرار الاعتصام، قال ابو حسن وهو يقف مستند على عصاه “اذا قال السيد (الصدر) اعتصموا سنوات فسنبقى هنا من اجل الشعب والعراق”.

بدوره، يرى ابو مؤمل (40 عاما) الذي يرتدي ملابس سوداء ويجلس في خيمة اخرى الى جانب عشرات من اصدقائه الذين جاؤوا من منطقة البياع، في غرب بغداد، ان “الاعتصام هو الحل لان بقاء اوضاع البلاد على ماهي عليه هو استمرار لازمة حقيقية”.

واضاف بعصبية “نطالب بالتغيير لان البلد وصل الى مرحلة لايمكن السكوت عنها (…) سننتظر انتهاء المهلة المحددة واذا لم يقوموا بشيء سندخل لهم الى الخضراء”.

وامهل الصدر رئيس الحكومة في 13 شباط/فبراير الماضي 45 يوما للقيام باصلاحات حكومية. ويفترض ان تنتهي هذه المهلة بعد عشرة ايام من بدء اعتصام اليوم الجمعة.

كما تجمع عشرات اخرون على مقربة من جسر 14 تموز وهو احد المداخل الرئيسية الثلاثة التي يقام عندها الاعتصام، وافترش اغلبهم الارض وحمل البعض منهم اعلاما عراقية وجلس اخرون تحت ظلال اشجار.

وقال منتظر كاظم (25 عاما) الذي يدرس التاريخ في جامعة بغداد انه جاء مع اكثر من عشرين من اصدقائه من منطقة الحسينية (شمال شرق بغداد) “نتظاهر ونعتصم من اجل الاصلاحات التي نادى من اجلها مقتدى الصدر لتغيير الحكومة ومحاربة الفساد”.

واكد الشاب الذي جاء سيرا على الاقدام ويرتدي قميصا اسود “سنبقى مهما طالت الايام او الاسابيع وحتى الاشهر حتى يقوموا باصلاح الحكومة وطرد الفاسدين”.

وكان الصدر دعا السبت الى الاعتصام امام بوابات المنطقة الخضراء المحصنة حتى انتهاء المهلة التي حددها للعبادي لاجراء اصلاحات سياسية ومحاربة الفساد.

ويطالب الصدر بانهاء المحاصصة السياسية التي اقرها كبار قادة الاحزاب السياسية الحاكمة للبلاد منذ 13 عاما واختيار وزراء تكنوقراط، وفتح ملفات الفساد التي ارتكبتها الاحزاب الكبرى.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية