الحكومة الإيرانية تعرض الحوار وسط وصول الاحتجاجات إلى الجامعات
دبي 30 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – ذكرت وسائل إعلام شبه رسمية في إيران أن الاحتجاجات على ارتفاع تكاليف المعيشة وصلت إلى عدة جامعات اليوم الثلاثاء، حيث انضم الطلاب إلى أصحاب المتاجر وتجار البازارات في حين عرضت الحكومة الحوار مع المتظاهرين.
وفقد الريال الإيراني ما يقرب من نصف قيمته مقابل الدولار في عام 2025، إذ بلغت نسبة التضخم 42.5 بالمئة في ديسمبر كانون الأول في بلد اندلعت فيه الاضطرابات مرارا في السنوات القليلة الماضية ويواجه عقوبات أمريكية وتهديدات بضربات إسرائيلية.
وقال الرئيس مسعود بزشكيان في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين إنه طلب من وزير الداخلية الاستماع إلى “المطالب المشروعة” للمتظاهرين. وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني إنه سيتم إطلاق آلية حوار تشمل إجراء محادثات مع قادة الاحتجاجات.
وأضافت في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الرسمية اليوم الثلاثاء “نتفهم الاحتجاجات… نسمع أصواتهم وندرك أن هذا نابع من الضغط الطبيعي الناجم عن الضغوط المعيشية على الناس”.
* المحتجون يجوبون الشوارع في طهران
أظهر مقطع فيديو للاحتجاجات تحققت رويترز من أنه التقط في طهران عشرات الأشخاص يسيرون في أحد الشوارع وهم يهتفون “ارقد بسلام رضا شاه”، في إشارة إلى مؤسس النظام الذي أطاحت به الثورة الإسلامية عام 1979.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي الإيراني أمس أشخاصا متجمعين في وسط طهران وهم يرددون شعارات.
وذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أن مئات الطلاب نظموا احتجاجات اليوم في أربع جامعات في طهران.
وتمكنت السلطات الإيرانية من إخماد موجات الاضطرابات السابقة التي اندلعت بسبب قضايا متباينة ما بين الاقتصاد والجفاف وحقوق المرأة والحريات السياسية، وذلك من خلال إجراءات أمنية صارمة واعتقالات واسعة النطاق.
ولم تفصح الحكومة عن شكل الحوار الذي ستتخذه مع قادة مظاهرات هذا الأسبوع، وهي أول احتجاجات كبيرة منذ الضربات الإسرائيلية والأمريكية على إيران في يونيو حزيران والتي جعلت الإيرانيين يعبرون على نطاق واسع عن التضامن الوطني.
ووفقا لوسائل الإعلام الرسمية قال بزشكيان في اجتماع مع نقابات عمالية ومتعاملين في السوق اليوم إن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لحل مشاكلهم ومعالجة مخاوفهم.
* العقوبات ترهق الاقتصاد
يعاني الاقتصاد الإيراني من مشاكل صعبة منذ سنوات بعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية في عام 2018 عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق دولي بشأن البرنامج النووي الإيراني خلال فترة ولايته الأولى.
وأعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة على البلاد في سبتمبر أيلول، وذكرت رويترز في أكتوبر تشرين الأول أنه تم عقد عدة اجتماعات عالية المستوى حول كيفية تجنب الانهيار الاقتصادي والالتفاف على العقوبات والتعامل مع الغضب الشعبي.
واستقال رئيس البنك المركزي أمس الاثنين وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن سياسات التحرير الاقتصادي الأخيرة التي اتبعتها الحكومة ضغطت على سوق الريال المفتوحة، حيث يشتري الإيرانيون العاديون العملة الأجنبية. وتتعامل معظم الشركات مع الصرافة الرسمية حيث يتم دعم سعر الريال الإيراني.
وفي عام 2022، اجتاحت البلاد موجة احتجاجات واسعة بسبب ارتفاع الأسعار، ومنها أسعار الخبز الذي يعد سلعة أساسية. وخلال الفترة نفسها وحتى عام 2023، واجه حكام البلاد من رجال الدين أعنف اضطرابات منذ سنوات والتي اندلعت إثر مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق، التي تفرض قواعد صارمة على ملابس النساء. وسيطرت أجهزة الأمن الإيرانية على موجات سابقة من الاحتجاجات عبر حملات قمع عنيفة واعتقالات واسعة النطاق بدلا من الحوار. ولا تزال إيران ترزح تحت وطأة ضغط دولي صارم، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده قد تدعم توجيه ضربة كبيرة أخرى ضد إيران في حال استئنافها تطوير برنامج الصواريخ الباليستية أو البرنامج النووي. وفي حرب استمرت 12 يوما في يونيو حزيران، شنت الولايات المتحدة وإسرائيل غارات جوية على إيران ومنشآتها النووية بهدف القضاء على ما تقولان إنها جهود لتطوير سلاح نووي. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي، وإنها لا تسعى إلى صنع قنبلة نووية.
وتقول إيران إن برنامجها للطاقة النووية سلمي بالكامل، وإنها لم تحاول صنع قنبلة نووية.
(تغطية صحفية الولي الولي – إعداد شيرين عبد العزيز وأحمد هشام للنشرة العربية – تحرير أميرة زهران)