الحكومة الإيرانية تقول إنها مستعدة للحوار مع محتجين
دبي 30 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – قالت الحكومة الإيرانية اليوم الثلاثاء إنها ستسعى إلى الحوار مع قادة الاحتجاجات التي شهدتها طهران ومدن أخرى بسبب انخفاض قيمة العملة المحلية، وهو ما أدى إلى تسارع التضخم واستقالة محافظ البنك المركزي.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية بخروج مظاهرات يومي الأحد والاثنين، شارك فيها أصحاب المحال التجارية في بازار طهران الكبير، في أحدث موجة احتجاجات تشهدها الجمهورية الإسلامية حيث تكررت الاضطرابات في السنوات القليلة الماضية.
وقال الرئيس مسعود بزشكيان في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين إنه طلب من وزير الداخلية الاستماع إلى “المطالب المشروعة” للمتظاهرين. وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني إنه سيتم إطلاق آلية حوار تشمل إجراء محادثات مع قادة الاحتجاجات.
وأضافت في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الرسمية اليوم الثلاثاء “نتفهم الاحتجاجات… نسمع أصواتهم وندرك أن هذا نابع من الضغط الطبيعي الناجم عن الضغوط المعيشية على الناس”.
وتراجع الريال الإيراني في ظل معاناة الاقتصاد من تأثير العقوبات الغربية، وهبط إلى مستوى قياسي منخفض أمس الاثنين عند حوالي مليون و390 ألف ريال للدولار، وفقا لمواقع إلكترونية ترصد أسعار السوق المفتوحة.
وكتب بزشكيان على إكس “لدينا تدابير أساسية على جدول الأعمال لإصلاح النظام النقدي والمصرفي والحفاظ على القوة الشرائية للشعب”.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن أحدث سياسات للإصلاح الاقتصادي التي انتهجتها الحكومة ضغطت على تداولات الريال في السوق المفتوحة، والتي يشتري من خلالها المواطنون الإيرانيون العملات الأجنبية.
وفي عام 2022، اجتاحت البلاد موجة احتجاجات واسعة بسبب ارتفاع الأسعار، ومنها أسعار الخبز الذي يُعد سلعة أساسية.
وخلال الفترة نفسها وحتى عام 2023، واجه حكام البلاد من رجال الدين أعنف اضطرابات منذ سنوات والتي اندلعت إثر مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق، التي تفرض قواعد صارمة على ملابس النساء.
وسيطرت أجهزة الأمن الإيرانية على موجات سابقة من الاحتجاجات عبر حملات قمع عنيفة واعتقالات واسعة النطاق بدلا من الحوار.
ولا تزال إيران ترزح تحت وطأة ضغط دولي صارم، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده قد تدعم توجيه ضربة كبيرة أخرى ضد إيران في حال استئنافها تطوير برنامج الصواريخ الباليستية أو البرنامج النووي.
وفي حرب استمرت 12 يوما في يونيو حزيران، شنت الولايات المتحدة وإسرائيل غارات جوية على إيران ومنشآتها النووية بهدف القضاء على ما تقولان إنها جهود لتطوير سلاح نووي. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي، وإنها لا تسعى إلى صنع قنبلة نووية.
(تغطية صحفية الولي الولي – إعداد شيرين عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير مروة غريب ورحاب علاء)