القصف العنيف مستمر على قطاع غزة ودفعات من الصواريخ نحو المدن الإسرائيلية
تواصَل القصف العنيف ليل الخميس الجمعة على قطاع غزّة، بينما كانت دفعات الصواريخ تنطلق من القطاع في اتّجاه المدن والبلدات الإسرائيلية، لا سيما الجنوبية منها، في اليوم الرابع من نزاع تسبّب بمقتل أكثر من مئة فلسطيني.
وحصل لبعض لوقت لغط حول توغّل لقوّات إسرائيليّة في قطاع غزة المحاصر أعلنه المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس، قبل أن يتراجع ويقول إنّ الجنود لم يدخلوا القطاع، بل حصل خطأ داخلي “في التواصل”.
وأثار الإعلان خشية من تصعيد جديد في النزاع الأخطر منذ حرب 2014 بين إسرائيل وحركة حماس.
وكان الجيش الإسرائيلي نشر في وقت سابق الخميس دبابات ومركبات مدرّعة على طول الحاجز الفاصل بين إسرائيل والقطاع.
وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، في بيان “أيّ توغل برّي في أي منطقة في قطاع غزة سيكون بإذن الله فرصة لزيادة غلّتنا من قتلى وأسرى العدو، وجاهزون لتلقينه دروسا”.
وأطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزّة ليلاً دفعات متتالية من الصواريخ نحو جنوب إسرائيل المتاخم للقطاع الفلسطيني.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أنّ عدد القتلى في القطاع ارتفع إلى 103، بينهم 27 طفلاً، وعدد الجرحى إلى 580.
وقتل سبعة أشخاص في الجانب الإسرائيلي منذ الاثنين، بينهم طفل وجندي.
واستمرت الحرب بين حماس وإسرائيل في 2014 خمسين يوماً وتسبّبت بمقتل 2251 شخصاً في الجانب الفلسطيني، غالبيتهم مدنيّون، و74 في الجانب الإسرائيلي، غالبيّتهم جنود.
ودفعت الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع مئات العائلات الفلسطينية إلى إخلاء منازلها القريبة من الحدود الشرقية مع إسرائيل، بحسب مصوّري وكالة فرانس برس وشهود.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ حماس حاولت توجيه طائرات مسيّرة محمّلة متفجّرات نحو إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي تفقّد الخميس موقع بطّارية لمنظومة “القبة الحديد” المضادّة للصواريخ في وسط البلاد، “سيستغرق الأمر وقتاً، لكنّنا سنُعيد الاطمئنان إلى إسرائيل”.
وكانت حماس أعلنت في وقت سابق إطلاق صاروخ “عياش 250” الذي يتجاوز مداه 250 كلم في اتّجاه مطار رامون في جنوب إسرائيل، ثاني أكبر مطار في الدولة العبرية، رداً على مقتل عدد من قادتها الأربعاء و”نصرة للمسجد الأقصى”، وفق بيان لها.
ودعت حماس “شركات الطيران العالميّة إلى وقف فوري لرحلاتها إلى أيّ مطار في نطاق جغرافيا فلسطين المحتلة”.
ولم يُعرف مكان سقوط الصاروخ وما إذا تسبّب بأضرار، بعدما ذكرت حماس أنّ “قدرته التدميريّة كبيرة”.
وعلّقت شركات طيران عدّة خدماتها إلى الدولة العبريّة، خوفاً على أمن ركّابها.
ودعت الولايات المتحدة رعاياها إلى تجنب السفر إلى إسرائيل بسبب أعمال العنف.
كما أوصت رعاياها بعدم الذهاب إلى قطاع غزّة والضفّة الغربيّة حيث رفعت مستوى التحذير إلى أقصى درجة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء الخميس إلى “وقف التصعيد والأعمال العدائية فورا في غزة وإسرائيل”.
وبلغ عدد الصواريخ التي انطلقت من غزّة حتّى الآن نحو 1750 بحسب الجيش الإسرائيلي الذي نفّذ أكثر من 600 ضربة على القطاع المحاصر الذي يقطنه قرابة مليوني شخص.
وليلاً، أُطلقت ثلاثة صواريخ من جنوب لبنان باتّجاه إسرائيل، وفق ما أفاد مصدر عسكري لبناني وكالة فرانس برس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ الصواريخ سقطت في البحر قبالة سواحل البلاد الشماليّة.
وذكر مصدر عسكري لبناني أنّ إطلاق الصواريخ حصل من بساتين قريبة من مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين، ولم تُعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن القصف. وأكّد مصدران مقرّبان من حزب الله الذي يتمتع بنفوذ كبير في المنطقة وخاض حربا مدمرة ضد إسرائيل في 2006، أن “لا علاقة للحزب بإطلاق الصواريخ”.
– عيد حزين –
في أوّل أيّام عيد الفطر، أدّى نحو مئة ألف مسلم الصلاة في المسجد الأقصى، وعلّق عدد من الذين أمّوا المسجد صوراً لقادة حماس في محيط المسجد، ورفعوا أعلامها.
وقال متنزّهون في القدس القديمة إنّ العيد يحلّ حزينا هذه السنة بسبب العنف. وبدأ التصعيد الاثنين بإطلاق حماس أوّل دفعة من الصواريخ بعد أيام من مواجهات بين قوى الأمن الإسرائيلية وفلسطينيين في القدس الشرقية، لا سيما في محيط المسجد الأقصى على خلفية تهديد عائلات فلسطينية بإخلاء منازلها في حي الشيخ جراح في القدس لصالح مستوطنين يهود. وأسفرت تلك المواجهات عن إصابة أكثر من 900 شخص بجروح.
ويثير النزاع قلقا دوليا بالغا.
وبعد طول أخذ ورد، أُعلِن أنّ مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً افتراضيّاً علنيّاً حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الأحد الساعة 14,00 بتوقيت غرينيتش، على ما أفاد دبلوماسيّون الخميس.
وكان الاجتماع مقرّراً الجمعة، لكنّ الولايات المتحدة فضلت إرجاءه.
وقبلت الولايات المتحدة منذ الإثنين عقد اجتماعين عبر الفيديو خلف أبواب مغلقة وبصورة طارئة حول التصعيد، لكنّها رفضت إعلانَين مشتركين يطالبان بإنهاء الأعمال العدائيّة، معتبرةً أنهما “سيأتيان بنتائج عكسية” في هذه المرحلة، حسب دبلوماسيين.
بذلك، يؤيد الأميركيون موقف حليفهم الإسرائيلي الرافض أيّ تدخّل لمجلس الأمن في النزاع.
– مواجهات الداخل الإسرائيلي –
أثارت التطوّرات الأخيرة غضباً بين عرب الداخل الإسرائيلي الذين خرجوا للاحتجاج، واصطدموا غالباً مع متطرّفين يهود أو مع القوى الأمنيّة. وتخلّلت المواجهات أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات. ولم تشهد هذه المناطق أعمال عنف كهذه منذ سنوات طويلة.
وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الخميس بإرسال “تعزيزات مكثّفة” من القوى الأمنية إلى تلك المدن.
ومساء الخميس، فتح رجل النار من سلاح خفيف على مجموعة من اليهود فأصاب أحدهم بجروح في ساقه في مدينة اللد التي تشهد مواجهات عنيفة منذ أيام، وفق ما أفاد شاهد والشرطة.
ووقعت مواجهات ليل الثلاثاء الأربعاء في مدينة اللد المختلطة بوسط إسرائيل بين عرب ومجموعات من اليهود المتطرفين، قتل خلالها موسى حسونة (32 عاما).
وتمّ على الإثر إحراق كنيس وعدد من السيّارات، ما حمل السلطات على إعلان “حال الطوارئ” فيها وفرض حظر تجوّل اعتبارا من الساعة 20,00 ت غ.