مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اللجنة الدولية تستنجد بالرأي العام!

لم تحصل اللجنة الدولية على ردود من الإدارة الأمريكية بخصوص وضع معتقلي غوانتانامو Keystone

نتيجة عدم الاستجابة لمطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن مُعتقلي غوانتانامو، لجأ رئيسها جاكوب كيللنبرغر إلى مخاطبة المسؤولين الأمريكيين عبر قنوات الرأي العام.

لجوء هذه المؤسسة المعروفة بالتحفظ فيما يتعلق باتصالاتها بالدول الأعضاء إلى المجاهرة عبر وسائل الإعلام يعكس عمق خيبة الأمل في إيجاد آذان صاغية في واشنطن.

اعتادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التكتم على اتصالاتها مع الدول، بذريعة أن الهدف هو الوصول إلى الضحايا، وان أي إشهار او ترويج إعلامي لتفاصيل تلك الاتصالات قد يحول دون وصول مبعوثيها إلى الضحايا للوقوف على أوضاعهم وضمان حقوقهم.

من هذا المنطلق، تبدو الطريقة التي اختتم بها رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السيد جاكوب كيللنبيرغر زيارته الثانية لواشنطن يومي 15 و16 يناير الحالي، خروجا عن التحفظ المعهود من قبل اللجنة في مثل هذه الزيارات، خاصة عندما يتعلق الأمر بحوار مع الإدارة الأمريكية.

للمرة الثانية.. بدون نتائج

زيارة رئيس اللجنة إلى واشنطن للقاء وزير الخارجية كولين باول ومستشارة الرئيس بوش للقضايا الأمنية كوندوليسا رايس ونائب وزير الدفاع بول فولفوفيتس، تعد ثاني زيارة يقوم بها في غضون 10 أشهر لإثارة وضع معتقلي معسكر غوانتانامو القابعين منذ اكثر من عامين في مخيمات بكوبا بدون أن يتحدد مصيرهم او تُوجه لهم تهم محددة.

وللمرة الثانية يعود السيد كيللنبيرغر بخفي حنين من واشنطن باستثناء “وعود بالإسراع بمعالجة ملفات هؤلاء الأسرى بغرض الإفراج عن بعضهم”.

ويتعلق الأمر بحوالي 660 معتقلا يشتبه في أنهم من اتباع القاعدة او حركة طالبان. ويعتبر الصليب الأحمر “أنهم يخضعون لعملية اعتقال في مخيم غوانتانامو لمدة غير محددة وخارج إطار ما ينص عليه القانون”.

وخلافا لرأي اللجنة الدولية للصليب الأحمر والعديد من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، تعتبر السلطات الأمريكية هؤلاء المعتقلين “مقاتلين غير شرعيين”، وهو تعبير استخدمته السلطات الأمريكية لتفادي منحهم صفة “أسرى حرب”، وبالتالي حرمانهم من الحماية التي تضمنها معاهدات جنيف لأسرى الحرب.

تحكيم الرأي العام

عدم حصول السيد كيللينبرغر على ردود مقنعة من قبل الإدارة الأمريكية سواء بخصوص معتقلي غوانتانامو او مساجين آخرين قابعين في أماكن اعتقال سرية في إطار ما يُسمى بحملة محاربة الإرهاب، هو الذي دفع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حسب الناطقة باسمها في جنيف انطونيلا نوتاري إلى “إتخاذ قرار إطلاع الرأي العام على تلك الالتماسات التي بقيت بدون ردود سواء فيما يتعلق بالمعلومات حول المعتقلين او إمكانية زيارتهم”.

ومن يعرفُ التصرف التقليدي المتحفظ للجنة تجاه الإعلام في مثل هذه الحالات، يستنتج بأن مرارة الرفض الأمريكي الاستجابة هي التي لم تترك للجنة مفرا من الاستنجاد بالرأي العام على أمل أن يؤدي ضغطه إلى تليين المواقف.

وهذا هو النهج الذي سلكته وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي راي في معالجة بعض ملفات السياسة الخارجية منذ توليها هذا المنصب قبل عام وأطلقت عليه مفهوم “الدبلوماسية العلنية”.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية