The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

ترحيب في مقديشو بنجم “تيك توك” صومالي رحّلته واشنطن بعدما اتهمته بخطف جاسوسين فرنسيين

afp_tickers

في 24 تشرين الأول/أكتوبر، شنّ البيت الأبيض هجوما على الصومالي مهاد محمود، واصفا إياه بأنه “حثالة مجرم” واتهمه خطأ على ما يبدو بالمشاركة في اختطاف جاسوسين فرنسيين في مقديشو، لكنّ بلده استقبله كالأبطال بعد ترحيله من الولايات المتحدة.

وذاك المنشور الذي ورد يومها على منصة “إكس” وأُرفِق بصورة لشخص ذي لحية قصيرة يرتدي قميصا بنقشات مربعات، فاجأ مواطني محمود، إذ يُعَدّ في بلده الأصلي نجما على وسائل التواصل الاجتماعي يحظى بشعبية واسعة، ويبلغ عدد متابعيه على “تيك توك” نحو 450 ألفا.

تواجه الصومال منذ عام 2006  تمردا تقوده حركة الشباب المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة، ولا تزال الحرب مستمرة إلى  اليوم على بعد 60 كيلومترا من العاصمة مقديشو. في هذا الواقع، يركّز مهاد محمود على المناوشات الكلامية بين الفصائل الصومالية المتناحرة ويبدو بعيدا جدا عن أجواء المتمردين المتطرفين.

وأجرت وكالة فرانس برس عملية تحَقُق من هذا الرجل الذي رُحِّل إلى الصومال في تشرين الثاني/نوفمبر، وترى فيه مصادر أمنية صومالية وفرنسية ضحية جديدة لسياسة إدارة ترامب المتعلقة بالهجرة، لا ضالعا في قضية هزّت فرنسا، ينفي أي دور له فيها.

ففي 14 تموز/يوليو 2009، أقدمت مجموعة من المسلحين على خطف اثنين من عملاء مديرية الأمن الخارجي الفرنسية من “فندق صحفي العالمي” Sahafi international الذي كانا يقيمان فيه بمقديشو، وما لبث أحدهما ويُدعى مارك أوبريير أن تمكن من الهرب بعد شهر.

أما الآخر، وهو دوني أليكس، فتوفي بعد ثلاث سنوات ونصف سنة من الأسر، في كانون الثاني/يناير 2013، وأكدت باريس أن خاطفية أعدموه عندما كانت القوات الفرنسية تحاول تحريره.

– “ليس صحيحا” –

ووصف منشور البيت الأبيض مهاد محمود بأنه “حثالة مجرم خارج على القانون”، واتهمه بأنه “ضالع  في اختطاف مسؤولين فرنسيين في فندق +صحفي+ وقتل أحدهمما من قِبل حركة الشباب”.

وقال محمود في حديث مع وكالة فرانس برس السبت إن هذا الاتهام “ليس صحيحا”، موضحا أنه كان يقيم بين عامَي 2008 و2021 في جنوب إفريقيا ولم يكن موجودا في الصومال لدى حصول هذه الواقعات، مندداً باتهامات “تخدم الأجندة السياسية” للسلطات الأميركية.

ومع أن مهاد محمود لا يمتلك أية مستندات إدارية تثبت أقواله، أكد اثنان من اقربائه لوكالة فرانس برس روايته.

وأظهرت وثيقة صادرة عن الشرطة الصومالية في 28 حزيران/يونيو 2025 اطلعت عليها وكالة فرانس برس أن سجلّه العدلي لا يتضمن أية سوابق. 

كذلك رأى مصدران أمنيان صوماليان استصرحتهما وكالة فرانس برس أن الاتهامات الأميركية تفتقر إلى الصدقية. وقال أحدهما  “ليس لدينا أي دليل على ارتباطه مباشرة” بالخطف، فيما توقع الآخر “أن تكون الولايات المتحدة تلقّت معلومات مغلوطة”. 

أما في فرنسا التي بقيت استخباراتها الخارجية تسعى طوال سنوات إلى العثور على المسؤولين عن خطف عميليها، فقد أكّد مصدر أمني لوكالة فرانس برس جازما أن مهاد محمود ليس ضالعا في ذلك.

وفي المنشور الذي تضمّن اتهامه، أشاد البيت الأبيض بـ “العمل البطولي” لإدارة الهجرة والجمارك الأميركية التي “سحبته” من شوارع مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا (بشمال الولايات المتحدة)، حيث تعيش جالية صومالية كبيرة.

ودانت منظمات دولية عدة ارتكاب سلطات الهجرة الأميركية انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان في إطار سياسة الترحيل الجماعي التي اتبعتها إدارة الرئيس دونالد ترامب.

– “ضحية ظلم” –

وروى محمود أن رجالا “ذوي وجوه مغطاة ويرتدون سترات واقية من الرصاص” طوقوه لدى خروجه من منزله واقترابه من سيارته في 27 أيار/مايو  الفائت و”وجهوا مسدسا” إلى رأسه وأوقفوه.

ورغم إقراره بأنه لم يتلقَ معاملة سيئة لدى توقيفه، ولا خلال أكثر من خمسة أشهر تلته من الاحتجاز، شكا محمود الموجود في الولايات المتحدة منذ العام 2022 “الظلم” الذي قضى على حلمه. 

وقال محمود الذي عمل خصوصا مع “أوبر” و”أمازون”: “ترامب مسؤول عما حدث لي (…) ولكن لست الوحيد. فقد طال ذلك ملايين الأشخاص من مختلف أنحاء العالم الذين يعيشون في الولايات المتحدة، سواء أكانوا صوماليين أم لا”.

إلا أن الجالية الصومالية التي ينتمي إليها تبدو مستهدفة بالفعل. 

فترامب أدلى بتصريحات لاذعة ضد الصوماليين، واعتبر أن “عصابات” منهم تُرهّب مينيسوتا. وقال في مطلع كانون الأول/ديسمبر “لا أريدهم في بلدنا (…) وسنذهب في الاتجاه الخاطئ إذا استمرينا في قبول القمامة”.

أما مهاد محمود الذي يؤكد “كرامة” شعبه و “أخلاقه”، فرُحِّل في نهاية المطاف إلى مقديشو، عبر كينيا، في بداية تشرين الثاني/نوفمبر، مع سبعة صوماليين آخرين.

ومنذ عودته إلى بلده، راح نجم “تيك توك” ينشر مقاطع فيديو تُظهِر الترحيب به. وبلغت شعبيته ذروتها، إذ انضم نحو مئة ألف متابع إضافي إلى حسابه على “تيك توك”، وحظيَ أحد مقاطع الفيديو التي نشرها عليه بنحو مليونين ونصف مليون مشاهَدة.

وأكد مهاد محمود الذي لم يكن عاد إلى الصومال منذ مغادرته إياها إلى جنوب إفريقيا عام 2008، أنه “سعيد جدا” بهذا الاستقبال الذي ناله في بلده. لكنه لاحظ أنه “يعود في جزء كبير منه إلى أن الناس” يرونه “ضحية ظلم”.

ستر-فز-جف/ب ح/خلص

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية