حقائق-بعد هجوم شاطئ بونداي بأستراليا.. ما هو تنظيم الدولة الإسلامية؟
من مايكل جورجي
دبي 17 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – أدى هجوم وقع على محتفلين بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) في شاطئ بونداي بسيدني في أستراليا إلى تسليط الضوء مجددا على تنظيم الدولة الإسلامية، الذي قالت الشرطة إنه ألهم منفذي الهجوم على ما يبدو.
وأمضى متهمان بتنفيذ أسوأ عملية إطلاق نار جماعي في أستراليا منذ ما يقرب من 30 عاما بعض الوقت في الفلبين التي من المعروف أن شبكات مرتبطة بهذا التنظيم تنشط بها.
* ظهور تنظيم الدولة الإسلامية
ظهر التنظيم في العراق وسوريا، وسرعان ما أسس ما أطلق عليها دولة “خلافة” وحل إلى حد كبير محل تنظيم القاعدة المتشدد.
وفي أوج قوته بين عامي 2014 و2017، سيطر التنظيم على مساحات شاسعة من البلدين وفرض حكمه على ملايين. ولم يكن معقله يبعد سوى 30 دقيقة بالسيارة عن بغداد، كما سيطر لفترة على مدينة سرت على ساحل ليبيا.
وسعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى الحكم في المناطق التي سيطر عليها بأسلوب حكومة مركزية وفرض تفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية، واستخدام أساليب وحشية مروعة تشمل تنفيذ عمليات إعدام علنية إضافة إلى التعذيب.
ووقعت هجمات في عشرات المدن حول العالم نفذها التنظيم بشكل مباشر أو ألهم من نفذوها.
وفي نهاية المطاف أسفرت حملة عسكرية شنها تحالف تقوده الولايات المتحدة عن انهيار “الخلافة” التي أسسها التنظيم في العراق وسوريا.
* من أين يعمل التنظيم الآن؟
بعد طرده من معقليه الرئيسيين في الرقة السورية والموصل العراقية، لجأ التنظيم إلى المناطق النائية في البلدين.
ولا يزال لعناصر من التنظيم وجود في سوريا والعراق، وأجزاء من أفريقيا بما في ذلك منطقة الساحل، وفي أفغانستان وباكستان.
ويتفرق المسلحون المتشددون التابعون للتنظيم في خلايا مستقلة، وتتسم قيادته بالسرية ويصعب تقدير حجمه الإجمالي. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد أعضاء التنظيم يبلغ نحو عشرة آلاف في مواقع أساسية.
وانضم عدد من الأجانب إلى تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان، في إشارة لاسم قديم لمنطقة كانت تضم أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان.
ولا تزال جماعات مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية نشطة في مناطق بجنوب الفلبين، خاصة في مينداناو، حيث سيطر مسلحون موالون للتنظيم على مدينة ماراوي في 2017.
* الأهداف والأساليب
يسعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى نشر نسخته المتطرفة من الشريعة الإسلامية، لكنه تبنى أساليب جديدة منذ انهيار قواته وبعد أن مني بسلسلة من الانتكاسات الأخرى في الشرق الأوسط.
وأصبح التنظيم الآن جماعة مختلفة ومتفرقة تعمل من خلال مجموعات أخرى تابعة أو من خلال المتعاطفين مع ذات الفكر والأيديولوجيا.
لكنه احتفظ بقدرة على تنفيذ هجمات مؤثرة وواسعة النطاق يعلن مسؤوليته عنها على قنواته على تطبيق تيليجرام وعادة ما ينشر مع تلك الإعلانات صورا في إطار خطته لبث الرعب.
ورغم تشارك مقاتلي التنظيم الذين يعملون في عدة مناطق في نفس الأيديولوجية، لا توجد أي دلائل على أنهم يتبادلون الأسلحة أو التمويل.
ويعتقد الجيش الأمريكي أن الزعيم الحالي للتنظيم هو عبد القادر مؤمن، الذي يقود فرع الصومال.
* هجمات نفذها التنظيم في الآونة الأخيرة
يواصل تنظيم الدولة الإسلامية التآمر وشن الهجمات في سوريا، حيث أعلنت الحكومة الشهر الماضي أنها وقعت اتفاقية تعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم.
وفي هذا الشهر، قتل جنديان أمريكيان ومترجم مدني في سوريا على يد أحد أفراد قوات الأمن السورية المشتبه في تعاطفه مع تنظيم الدولة الإسلامية.
في أغسطس آب، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجوم على نقطة تفتيش في شرق سوريا أسفر عن مقتل خمسة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.
كما نفذ تنظيم الدولة الإسلامية هجمات في أفريقيا ليظهر أنه لا يزال متواجد في أنحاء العالم.
وفي أكتوبر تشرين الأول، أعلن مسؤوليته عن هجوم قالت بعثة تابعة للأمم المتحدة إنه أسفر عن مقتل 43 على الأقل خلال قداس ليلي في كنيسة بشرق الكونجو.
وفي فبراير شباط، قال مسؤول عسكري إن تنظيم الدولة الإسلامية هاجم قواعد عسكرية في ولاية بونتلاند شمال شرق الصومال بسيارة ودرجات نارية مفخخة، مما أدى إلى شن غارات جوية أسفرت عن مقتل 70 مسلحا.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير مروة سلام)