The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

خطة أميركية لتوزيع المساعدات الانسانية في غزة دون مشاركة إسرائيل

afp_tickers

طرحت الولايات المتحدة خطة لتوزيع المساعدات الانسانية في قطاع غزة الذي يشهد أزمة انسانية حادة في ظل الحرب بين إسرائيل وحماس، من دون أن تشارك فيها الدولة العبرية، بحسب ما أفاد السفير الأميركي الجمعة.

وتنفي إسرائيل وجود أزمة إنسانية في غزة وتقول إن فيها ما يكفي من غذاء على رغم الحصار المطبق الذي فرضته على القطاع منذ مطلع آذار/مارس ومنعت بموجبه دخول أي شكل من المساعدات.

وأعلنت الدولة العبرية خططا لتوسيع عملياتها العسكرية للسيطرة الكاملة على القطاع، قائلة إن هدفها زيادة الضغط على حركة حماس ودفعها للإفراج عن الرهائن المحتجزين لديها منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي الجمعة إن الدولة العبرية لن تشارك في توزيع المساعدات الغذائية بموجب الخطة، وسيقتصر دورها على توفير “الأمن العسكري اللازم”.

وقال للصحافيين في القدس “سيشارك الإسرائيليون في توفير الأمن العسكري اللازم، لأنها منطقة حرب، لكنهم لن يشاركوا في توزيع المواد الغذائية، أو حتى في إدخالها إلى غزة”. 

وقوبلت المبادرة الأميركية بانتقادات دولية، إذ يبدو أنها تُغيّب دور الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وستُجري تغييرات واسعة على الهيئات الإنسانية الموجودة حاليا في غزة. 

واضاف هاكابي “ندعو الأمم المتحدة. ندعو كل منظمة غير حكومية. ندعو كل حكومة… ندعو كل من كان مهتما بالأمر للانضمام إلى هذه العملية”، آملا في أن تنفذ الخطة في وقت “قريب جدا”، من دون أن يقدم معلومات إضافية بشأن الجدول الزمني أو المؤسسة غير الحكومية التي ستشارك فيها. 

وأكد هاكابي، وهو حاكم ولاية جمهوري سابق ومؤيد علني لإسرائيل، أن “عدة شركاء وافقوا بالفعل على المشاركة في هذا الجهد”، بدون أن يسميهم.

ورأت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنه سيكون “من الصعب جدّا” توزيع المساعدة في غزة من دونها.

وخلال إحاطة إعلامية من عمان، صرّحت الناطقة باسم الوكالة جولييت توما “من المستحيل الاستعاضة عن الأونروا في مكان مثل غزة. فنحن أكبر منظمة إنسانية”، مضيفة إن لديها في القطاع “أكثر من 10 آلاف شخص يعملون على تسليم الإمدادات القليلة المتبقية”. كما تدير الوكالة ملاجئ للنازحين.

– “لن يجدوا طعاما” –

ولقي الطرح الأميركي انتقاد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي اعتبرت على لسان القيادي باسم نعيم أنه يصبّ في خانة “عسكرة المساعدات”.

وقال نعيم لفرانس برس إن “الخطة الأمريكية المقترحة ليست بعيدة عن التصور الاسرائيلي لعسكرة المساعدات”.

ورأى أن حصول الشعب الفلسطيني “على طعامه وشرابه ودوائه حق مكفول في القانون الإنساني الدولي حتى في حالة الحرب، وليس محل تفاوض، والكيان الإسرائيلي عليه القيام بواجباته كدولة احتلال”.

وتسببت الحرب التي دخلت شهرها العشرين، بأزمة انسانية كارثية في القطاع المحاصر والمدمّر، والذي يناهز عدد سكانه 2,4 مليون شخص.

وفي خان يونس (جنوب)، احتشد عدد من الفلسطينيين حاملين أواني الطبخ والأطباق البلاستيكية آملين في الحصول على وجبة طعام في تكية لتوزيع الغذاء قبل نفاد الكمية جراء نقص الإمدادات.

وقالت إلهام جرجون لفرانس برس “عندما يطلبون (الأطفال) منا الطعام، ماذا نفعل؟ لا يوجد طحين ولا خبز ولا أرز لإطعامهم”.

وأضافت أن السكان ينتظرون أحيانا لساعات ثم يعودون من دون أن يكونوا قد حصلوا على أي طعام أو شراب.

قال هاني أبو القاسم، أحد المسؤولين عن توزيع الغذاء، إن الجمعة هو “آخر يوم عمل في التكية ونحن مضطرون لإغلاقها… خلال أيام لن يجد الناس طعاما (ليأكلوه)”.

وتتهم إسرائيل حماس بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية المخصصة للقطاع.

وبينما ألقى هاكابي اللوم على الحركة أيضا، إلا أنه قال “من الواضح… أن هناك أزمة إنسانية. ولهذا السبب نحتاج إلى برنامج مساعدات إنسانية”.

الى ذلك، أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن الخطة الأميركية.

وقالت في بيان “تستخدم إسرائيل الحصار المستمر… كسلاح حرب وعقابٍ جماعي غير قانوني. وهو ما يشكل انتهاكا سافرا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر بصرامة استخدام العقاب الجماعي، ويُلزم جميع الأطراف بتوفير المساعدة الإنسانية وتسهيل وصولها للمدنيين دون تمييز”.

– “نكبة أخرى” –

في غضون ذلك، حذرت لجنة تابعة للأمم المتحدة الجمعة من “نكبة أخرى” مماثلة لتهجير الفلسطينيين في العام 1948، بسبب “معاناة لا يمكن تصوّرها” ناتجة عن الممارسات الإسرائيلية.

وقالت اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من العرب في الأراضي المحتلة “تواصل إسرائيل إلحاق معاناة لا يمكن تصورها بالشعب الواقع تحت احتلالها، في حين تُسرّع وتيرة مصادرة الأراضي ضمن طموحاتها الاستعمارية الأوسع”. 

أضافت “يمكن لما نشهده حاليا أن يكون نكبة أخرى”، في إشارة الى تهجير 760 ألف فلسطيني من أراضيهم مع قيام دولة إسرائيل قبل أكثر من سبعة عقود.

واندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق على إسرائيل شنّته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1218 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

ومن بين 251 خطفوا أثناء الهجوم، ما زال 58 محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قتلوا.

وقُتل ما لا يقل عن 52787 فلسطينيا منذ اندلاع الحرب، بحسب حصيلة وزارة الصحة في غزة التابعة لحماس، بينهم ما لا يقل عن 2678 قضوا منذ استئناف إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية في 18 آذار/مارس بعد هدنة هشة استمرت شهرين. 

كسب/لمى/كام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية