
فرنسا تغلق منصات أسلحة إسرائيلية في معرض لوبورجيه وإيرباص تتصدر المشهد

طغى جدل حول مشاركة شركات الأسلحة الإسرائيلية على اليوم الأول من معرض لوبورجيه للطيران قرب باريس الاثنين، فيما احتلت شركة إيرباص الصدارة مع تلقيها عدة طلبيات، وقلصت منافستها بوينغ حضورها بعد الحادث المميت لإحدى طائراتها في الهند.
وبعد ساعات من افتتاح أكبر معرض للطيران والفضاء والدفاع في العالم في شمال باريس، أغلقت الحكومة الفرنسية عددا من المنصات الإسرائيلية التي تعرض “أسلحة هجومية”، ما أثار غضب الدولة العبرية.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو بعد افتتاح المعرض إن الوضع “غير المقبول أخلاقيا” في غزة يتطلب التعبير عن “الرفض” و”النأي بالنفس”.
وأضاف “تعتبر فرنسا أن هذا وضع مأسوي لسكان غزة، وهو وضع بالغ الصعوبة من منظور إنساني، ومن منظور أمني أيضا. وأرادت فرنسا أن توضح أنه لا ينبغي أن تكون هناك أسلحة هجومية في هذا المعرض”.
وزارة الدفاع الإسرائيلية التي نددت بهذا “التمييز”، رأت أن الإجراء “يخالف الممارسات المعتادة في معارض الدفاع حول العالم”، وأعرب الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوغ عن “صدمته”.
رغم تقليص مشاركة إسرائيل، وهي من أبرز منتجي التكنولوجيا العسكرية الجوية والفضائية في العالم، إلا أن حضورها ظل مصدر توتر مع استمرار هجومها على غزة الذي أطلقته إثر هجوم حماس في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وشنها الأسبوع الماضي حملة ضربات كبرى ضد إيران.
– “مخز وغير لائق” –
في 10 حزيران/يونيو، ردت محكمة فرنسية طلب جمعيات استبعاد إسرائيل من المعرض التجاري على اعتبار أنها تشارك في “ارتكاب جرائم دولية واسعة النطاق”.
ردا على ذلك، عقد بعد ظهر الاثنين حوالى 15 ناشطا مؤتمرا صحافيا على مقربة من المعرض. وصرحت سلمى (اسم مستعار)، الناشطة في مجموعة “الحرب على الحرب” التي تُقيم معرضا مضادا في ضاحية بوبيني الباريسية من الجمعة إلى الأحد، إنه “من المخزي وغير اللائق أن يجتمع تجار حرب وموت على أبواب باريس لممارسة أعمالهم”.
وكاد هذا الجدل أن يغطي على الإعلانات التجارية للمصنعين في معرض لوبورجيه. وأعلنت شركة إيرباص عن 105 طلبيات مؤكدة، منها 25 طائرة “إيه-350” عريضة البدن من شركة طيران الرياض، و40 طائرة “إيه-220” من شركة الطيران البولندية “لوت”.
كما وقعت شركة صناعة الطائرات الأوروبية العملاقة عقدا مع مؤجر سعودي لشراء 30 طائرة من طراز “إيه-320-نيو” و10 طائرات شحن من طراز “إيه-350-إف”.
في المقابل، قلصت منافستها الأميركية بوينغ مشاركتها في لوبورجيه في أعقاب حادث تحطم طائرة من طراز 787 تابعة لشركة طيران الهند أسفر عن مقتل 279 شخصا على الأقل الأسبوع الماضي.
وصرّحت متحدثة باسم بوينغ لوكالة فرانس برس الاثنين “نركز على دعم زبائننا، بدلا من الإعلان عن طلبيات الشراء في هذا المعرض”، بعد أن ألغى الرئيس التنفيذي للشركة كيلي أورتبرغ زيارته إلى فرنسا “للبقاء مع فرقنا وتركيز اهتمامنا على زبائننا وعلى التحقيق”.
وألقت المأساة بظلالها على المعرض الذي يعتبر عادة مناسبة كبيرة لشركات الطيران، ويأتي هذا العام في خضم حروب عسكرية وتجارية.
خلال جلسة نقاش حول الفضاء، دعا رئيس الوزراء فرنسوا بايرو إلى “مواجهة التحديات … معا” وليس “ضد بعضنا البعض… في وقت لم يشهد فيه العالم قط مثل هذا القدر من الاضطراب وانعدام الاستقرار”.
– الحرب التجارية –
هيمنت على المعرض قضية أخرى إلى جانب الدفاع: الحروب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بداية نيسان/أبريل وتشكل تهديدا خطيرا لصناعة الطيران التي تعتمد على سلاسل توريد عالمية.
كما سيكون دور النساء وتمكينهنّ من محاور هذه الدورة من المعرض الذي يُقام كل عامين منذ سنة 1909. وسيكون الجمعة، وهو اليوم الأول المفتوح للجمهور، مخصصا بالكامل للنساء مع مشاركة متخصصات من 20 مجالا في الطيران والفضاء.
ومن المتوقع أن يلقي الرئيس إيمانويل ماكرون في اليوم نفسه كلمة حول الاستراتيجية الفضائية الفرنسية الجديدة.
نيو/رك-ح س/ص ك