فوز القومي كارول ناوروتسكي بالانتخابات الرئاسية البولندية
فاز المرشح القومي كارول ناوروتسكي في الانتخابات الرئاسية البولندية أمام رئيس بلدية وارسو الليبرالي رافال تشاسكوفسكي، حسبما أظهرت النتائج الرسمية التي نُشرت الإثنين، ما يشكّل ضربة قوية للحكومة الحالية المؤيدة لأوروبا.
وتفيد بيانات اللجنة الانتخابية الوطنية بنيل ناروتسكي 50,89 في المئة من الأصوات في مقابل 49,11 في المئة لمنافسه خلال الدورة الثانية من الانتخابات الأحد. وتظهر النتائج الاستقطاب المسجل في هذا البلد العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وفي منشور على فيسبوك، شكر ناوروتسكي ناخبيه على “دعمهم اليومي” و”مشاركتهم” في حملته.
وبعد ساعات، هنّأه منافسه رافال تشاسكوفسكي، وكتب على حسابه على إكس، “هذا الفوز مقنع، خصوصا في هذه الظروف الصعبة. خصوصا مع هذه النتيجة المتقاربة. لا تنسوا ذلك”.
وفي بولندا، يمارس رئيس الدولة نفوذا معيّنا على السياسة الخارجية والدفاعية. ويتمتع خصوصا بحق النقض (الفيتو) على المستوى التشريعي، والذي لا يمكن إبطاله إلا بأغلبية ثلاثة أخماس أعضاء البرلمان، وهو أمر لا تتمتع به الحكومة الحالية.
وتمّت عرقلة العديد من الإصلاحات التي سعى رئيس الوزراء دونالد توسك إلى إقرارها، وذلك بسبب العلاقة المأزومة مع الرئيس المنتهية ولايته أندريه دودا.
وقال المحلل بيوتر بوراس لوكالة فرانس برس “ستكون رئاسة ناوروتسكي فترة صعبة على حكومة توسك”. وأضاف أن نتائج الانتخابات تُعدّ “بطاقة صفراء” للحكومة، وقد تُفضي إلى “انتخابات برلمانية مبكرة، ربما ليس هذا العام، بل العام المقبل”.
وهنّأ دودا الفائز شاكرا البولنديين على نسبة المشاركة القوية التي بلغت 71,63 في المئة.
ووصف أعضاء في حزب القانون والعدالة الشعبوي المعارِض، الذين دعموا ناوروتسكي، فوزه بأنه “استفتاء” على حكومة دونالد توسك.
– “سيادة القانون” –
وهنّأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ناوروتسكي على فوزه، معربة عن “ثقتها” في استمرار “التعاون الجيد للغاية” مع وارسو، بينما أعرب الأمين العام للناتو مارك روته عن تطلّعه إلى “العمل معا”.
وكذلك فعل الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، الذي دعا البلدين إلى “التعاون الوثيق على أساس الديموقراطية وسيادة القانون”.
وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي يشاطر ناوروتسكي رؤيته السيادية حيال بروكسل، “تهانيَّ للرئيس ناوروتسكي على فوزه الرائع في الرئاسة البولندية”، مضيفا “نتطلّع للعمل معكم”.
وحض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين ناوروتسكي على مواصلة بناء أوروبا “قوية” و”مستقلة”، “تحترم سيادة القانون”.
من جهتها، اعتبرت زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبن فوز ناوروتسكي “خبرا طيبا” و”ابتعادا عن حكم الأقلية في بروكسل”.
وهنّأت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني ناوروتسكي، مشيرة إلى “القيم المشتركة” بين البلدين.
على مستوى آخر، قد يؤثر هذا الفوز على العلاقات الوثيقة مع أوكرانيا المجاورة، خصوصا أنّ ناوروتسكي يعارض خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ويريد تقليص الامتيازات المقدّمة للاجئين الأوكرانيين.
وفي السياق، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في “تعاون مثمر” مع الرئيس البولندي الجديد.
– أوكرانيا –
وبولندا التي يبلغ عدد سكانها 38 مليون نسمة، عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو). وتتمتع باقتصاد سريع النمو كما وتؤدي دورا رائدا في الدبلوماسية الدولية المتعلقة بأوكرانيا. وتمرّ عبر أراضيها غالبية الأسلحة والمساعدات الغربية المتجهة إلى كييف.
واستغل كارول ناوروتسكي الساعات الأخيرة من حملته الجمعة لوضع زهور على النصب التذكاري للبولنديين الذين قُتلوا على أيدي قوميين أوكرانيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال “كانت هذه إبادة ارتُكبت ضدّ الشعب البولندي”.
وهنّأه زعيم اليمين المتطرّف في بولندا سلاوومير مينتزن أيضا، مشيرا إلى أنّ الناخبين في حزبه الكونفدرالي يتوقّعون منه ألا يضع “مصالح أوكرانيا على المستوى ذاته مع مصالحنا”.
وناوروتسكي، المعجب بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، التقاه في البيت الأبيض خلال حملته الانتخابية، ويقول إنّه حصل على دعمه.
ويريد العديد من مناصري ناوروتسكي المزيد من القيود على الهجرة وتحقيق مقدار أكبر من السيادة لبلادهم داخل الاتحاد الأوروبي.
في المقابل، يؤيد العديد من ناخبي تشاسكوفسكي تكاملا أكبر داخل الاتحاد الأوروبي وتسريع الإصلاحات الاجتماعية في البلد الذي يسجل نموا اقتصاديا كبيرا.
وكثيرا ما طغى على حملة ناوروتسكي جدل بشأن الظروف التي حصل من خلالها على شقة من رجل مسن وبشأن ماضيه.
ونفى الملاكم الهاوي السابق بشكل قاطع التقارير الإعلامية التي نُشرت في الأيام الأخيرة من حملته والتي تفيد بأنه قام بتجنيد عاملات جنس لعملاء في فندق كان يعمل حارسا فيه.
بور-بو/ناش/الح