مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

في انتظار التوقيع على “اتفاق جنيف”..

Keystone

من المنتظر أن يحضر الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر يوم 20 نوفمبر المقبل حفل التوقيع على اتفاق سلام رمزي بين إسرائيليين وفلسطينيين في جنيف.

وفيما اختارت الإدارة الأمريكية البقاء على هامش المبادرة، أعلمت الحكومة الإسرائيلية سويسرا رسميا باستياءها.

أعلن البروفيسور أليكسيس كيللر الأستاذ في جامعة جنيف و”الأب الروحي” لاتفاق السلام الرمزي الذي تم التوصل بين أنصار سلام إسرائيليين وفلسطينيين أن الرئيس الأمريكي الأسبق قرر التحول إلى سويسرا لحضور حفل التوقيع على الوثيقة التي تقع في 60 صفحة.

وتتطرق الوثيقة التي تمثل حصيلة عامين ونصف من المفاوضات السرية إلى جميع الملفات التي لا زال الخلاف قائما بشأنها بين الفلسطينيين والإسرائيليين مثل القدس والدولة الفلسطينية وحق العودة للاجئين الفلسطينيين ومصير المستوطنات الإسرائيلية.

وقد تم التوقيع على ما أصبح يُعرف بـ “وثيقة جنيف” في 12 أكتوبر الماضي على ضفاف البحر الأحمر من جانب يوسي بيلين وهو وزير عُمالي سابق في الحكومة الإسرائيلية وبين ياسر عبد ربه الوزير السابق في السلطة الفلسطينية.

وفي واشنطن عبرت السفارة السويسرية عن ابتهاجها بمشاركة جيمي كارتر، الذي تحصل على جائزة نوبل للسلام مكافأة له على جهوده في إبرام مصر وإسرائيل معاهدة كامب دافيد في عام 1978، في حفل سينتظم في جنيف.

وفي تصريحات أدلى بها إلى سويس إنفو، اعتبر أليكس بيسكارو المتحدث باسم السفارة السويسرية في واشنطن مشاركة كارتر “إشارة إيجابية جدا ومشجعة”.

في المقابل، لم يكن بوسع السفارة أن تؤكد ما إذا كان الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون سيستجيب للدعوة التي وُجهت إليه لحضور حفل التوقيع في جنيف.

التوقيع في 20 نوفمبر

وطبقا لما أوردته وكالة الأنباء السويسرية، تقرر أن يتم التوقيع على “اتفاق السلام” الذي ينص على إقامة سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين والذي تم التفاوض حوله برعاية سويسرا يوم 20 نوفمبر المقبل في جنيف بعد أن أعلن في وقت سابق عن موعد الرابع من نفس الشهر.

ويصر الجانب السويسري على أن هذا التأخير يعود إلى أسباب “لوجستية وتنظيمية” ولا علاقة له بـ”الإستياء” الذي عبرت عنه الحكومة الإسرائيلية من خلال استدعاء مستشار السفارة السويسرية إلى مقر وزارة الخارجية يوم الثلاثاء الماضي لإبلاغه “عدم سرور” الدولة العبرية و”تحفظاتها” على المشاركة السويسرية النشطة في إعداد النص الذي جرى التفاوض عليه بسرية تامة خلال عامين ونصف.

وعلى الرغم من أن اللقاء الذي جرى بين كلود ألترمات، المستشار في السفارة السويسرية في تل أبيب والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية يوهاف بيران قد تم في أجواء وُصفت بالـودية، إلا أن التسريبات التي نشرتها صحيفتا هارتز وجيروزليم بوست عن اللقاء أكدت إنزعاج إسرائيل من الملف برمته.

ونقلت الصحيفتان على لسان المدير العام لوزارة الخارجية تأكيده على أن إسرائيل “لا تسمح لأي كان بالتدخل في شؤونها” وتشديده على أن “اتفاق جنيف” الذي توصل إليه إسرائيليون وفلسطينيون مؤيدون للسلام “ليست له أية قيمة قانونية”.

واشنطن “تأخذ علما” بالمبادرة

على صعيد آخر، تحول أورس زيسفيلار المستشار الدبلوماسي لوزيرة الخارجية السويسرية يوم الإثنين الماضي إلى واشنطن لتقديم نص “مبادرة جنيف” إلى السلطات الأمريكية. وأجرى زيسفيلار لقاء استمر خمسين دقيقة مع دافيد ساترفيلد نائب مساعد وزير الخارجية المكلف بالملف الإسرائيلي الفلسطيني في وزارة الخارجية الأمريكية.

وإثر اللقاء قال مستشار الوزيرة السويسرية أن محاوره الأمريكي اعتبر المبادرة مشروعا صادرا عن المجتمع المدني وهو “لا يستطيع ولا يريد اتخاذ موقف” منه. وأضاف المتحدث باسم السفارة السويسرية في واشنطن من جانبه أن السيد ساترفيلد اكتفى بأخذ علم بالإتفاق.

ولا تُبدي الدبلوماسية السويسرية الكثير من القلق بسبب آختيار حكومة الرئيس بوش البقاء على هامش هذه الخطوة في المرحلة الحالية. ويؤكد السيد زيسفيلار أنه “من المهم جدا أن الولايات المتحدة لم تُعلن رفضها” لاتفاق السلام الرمزي الذي تم التوصل إليه.

ومع إقرار السويسريين بأنه لا يوجد حل للنزاع الإسرائيلي –الفلسطيني في المدى المتوسط والبعيد دون دعم أمريكي إلا أنهم يعتقدون – مثلما يشرح المتحدث باسم السفارة السويسرية في واشنطن – أنه من المهم، على المدى القصير، إطلاق تحرك بدعم من المجتمع المدني في المنطقة يمكن أن يثير دعم بلدان من المجموعة الدولية”.

ويمكن القول أن الدبلوماسية السويسرية سعت من خلال “مبادرة جنيف” إلى ضرب عدة عصافير بحجر من بينها استعادة المبادرة على الساحة الدولية بعد فترة من الكمون والمساهمة ماديا ومعنويا في تعزيز الإستقرار الدولي من خلال العودة إلى ممارسة شكل جديد من سياسة “المساعي الحميدة” التي عُرفت بها سويسرا في حقبة الحرب الباردة من خلال المساهمة في وساطات وإطلاق مبادرات ترمي إلى حل بعض الملفات المستعصية في بؤر التوتر في العالم وفي الشرق الأوسط بوجه خاص.

سويس إنفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية