قوات الدعم السريع تستهدف مطار مدينة سودانية على حدود إريتريا (مصدر حكومي)

استهدفت قوات الدعم السريع السبت مطار مدينة كسلا الواقعة في شرق السودان على الحدود مع إريتريا، والبعيدة من مواقعها، على ما أفاد مصدر حكومي.
وتخوض قوات الدعم السريع حربا ضد الجيش في السودان منذ أكثر من عامين، وكثفت في الأسابيع الأخيرة غاراتها على المناطق التي يسيطر عليها، بعدما اضطرت إلى التنازل عن مساحات كبيرة من الأراضي للجيش.
وتضم مدينة كسلا التي يسيطر عليها الجيش حوالى 318 ألف لاجئ، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وقال المصدر الحكومي إن “مسيّرة استهدفت منطقة خزان الوقود في مطار كسلا” على مسافة حوالى 450 كلم شرق الخرطوم، من دون الإشارة إلى وقوع ضحايا أو أضرار.
وأسفرت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، عن سقوط عشرات آلاف القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها خمسين مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة.
وفي الوقت الحالي، يسيطر الجيش على شرق وشمال السودان، بينما تسيطر قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور الشاسع في الغرب وأجزاء من الجنوب.
وتقع كسلا على بعد أكثر من 400 كيلومتر من أقرب مواقع قوات الدعم السريع جنوب مدينة أم درمان غرب الخرطوم.
كذلك، تقع المدينة على مسافة مماثلة من المناطق التي يسيطر عليها فصيل متحالف مع قوات الدعم السريع، هو الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.
وتأتي الضربة في إطار سلسلة هجمات بطائرات مسيرة نفذتها قوات الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة ضد مواقع مدنية وعسكرية استراتيجية، بينها مركز للنازحين وبنى تحتية للكهرباء في مدينة عطبرة الشمالية، ما أدى إلى إغراق البلاد في الظلام.
– تقدم الدعم السريع في الجنوب –
وفي الأيام الأخيرة، تقدّمت قوات الدعم السريع في الجنوب، وأعلنت الخميس سيطرتها على مدينة النهود الاستراتيجية في ولاية غرب كردفان، وهي نقطة عبور يستخدمها الجيش لإرسال قوات إلى دارفور في غرب السودان، المعقل التاريخي لقوات الدعم السريع.
وقالت منظمة “محامو الطوارئ” الحقوقية إن قوات الدعم السريع قامت بتصفية 27 مدنيا على الأقل بعد سيطرتها على المدينة.
ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من عدد القتلى بشكل مستقل، نظرا لخروج المرافق الصحية في المنطقة عن الخدمة.
وأفادت منظمة “محامو الطوارئ” بأن قوات الدعم السريع اقتحمت سجن المدينة، وأطلقت سراح السجناء، و”تسببت بحالة من الفوضى وانهيار النظام العام”.
وقال ثلاثة من سكان النهود فروا إلى مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان على بعد نحو 200 كيلومتر إلى الشرق، إن قوات الدعم السريع هاجمت منازل.
وقال أحد الشهود لوكالة فرانس برس “رأينا عناصر في قوات الدعم السريع يقتحمون بعض المنازل ويجبرون السكان على الخروج منها”.
وأضاف “عندما غادرنا المدينة شاهدنا جثث مدنيين على الأرض”.
وأعلنت قوات الدعم السريع السبت، سيطرتها أيضا على بلدة الخوي الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر شرق النهود وهي أصغر وحدة إدارية في ولاية غرب كردفان.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الجيش انسحبت الجمعة باتجاه مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان.
وفي الطرف الآخر من البلاد، استُهدفت طائرة شحن السبت في مطار نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، حسبما أفاد مصدر عسكري وكالة فرانس برس. وكانت الطائرة قد هبطت لتزويد قوات الدعم السريع بإمدادات، وفقا للمصدر ذاته.
وقال شهود إنّهم سمعوا دوي انفجار قوي في الصباح الباكر مصدره منطقة المطار.
وتسيطر قوات الدعم السريع على غالبية إقليم دارفور الشاسع، باستثناء مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور الواقعة على بعد 200 كيلومتر شمال النهود.
وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر منذ أيار/مايو 2024، ونفذت هجمات متكررة على مخيمات للنازحين تشهد مجاعة في جوارها.
ويتبادل طرفا النزاع في السودان الاتهامات بارتكاب انتهاكات وفظائع.
عا/س ح/ب ق