مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مذكرة برلمانية لصالح الطلبة الأجانب

تظل مسألة تمويل المدارس العليا التي ترتفع تكالفيها من مواضيع الساعة في سويسرا Keystone

ينظر مجلس الشيوخ السويسري يوم الثلاثاء 6 ديسمبر في المذكرة البرلمانية التي تطالب الكنفدرالية بتحمل تكاليف تعليم الطلبة الأجانب في الجامعات السويسرية.

وكانت النائبة البرلمانية الليبرالية السابقة كريستين فيرز-بلانتا قد تقدمت يوم 20 يونيو 2003 بالمذكرة التي صادق عليها بعد مجلس النواب.

تتوفر سويسرا على 10 جامعات، ومعهدين تقنيين فدراليين عاليين في كل من زيورخ ولوزان، وسبع مدارس مهنية عليا.

وتتمتع هذه المؤسسات التعليمية العالية بسمعة ممتازة في الخارج، بحيث تستقطب (إلى جانب الجامعات الأسترالية) أكبر نسبة في العالم من الطلبة الأجانب (23%).

لكن منذ بضعة أعوام، بدأت الأكاديميات السويسرية تواجه صعوبات متزايدة على مستوى التمويل، إذ أن تكاليف التعليم العالي التي تتجاوز اليوم 4 مليار فرنك سنويا، تشهد ارتفاعا متواصلا ومذهلا.

الأعداد المتزايدة للطلبة يفسر جزئيا ارتفاع التكاليف. ففي عام 2005، ارتفع عدد المسجلين في الجامعات السويسرية بنسبة 3%، ويـُتوقع أن تصل النسبة إلى 20% في غضون السنوات العشر القادمة.

من جهة أخرى، يزداد مجال البحث العلمي تطورا. ولمواجهة منافسة مراكز البحث الجامعية الدولية، تحتاج المؤسسات السويسرية باستمرار لاستثمارات أكبر.

انسجام مُكلف!

ويعود ارتفاع النفقات أيضا إلى “إعلان بولونيا” الذي يهدف إلى تحقيق الانسجام بين الأنظمة الجامعية الأوروبية. ويذكر أنه تم التوقيع على هذا الإعلان من قبل وزراء تربية 29 بلدا أوروبيا من بينهم سويسرا في مدينة بولونيا الإيطالية في 19 يونيو 1999.

ومن أهم محاور الإعلان متابعة مرحلتين جامعيتين منفصلتين للحصول أولا شهادة الإجازة ثم شهادة الدكتوراه، وهو ما يطيل المشوار الجامعي ويرفع بالتالي من تكاليفه.

التأقلم مع النظام الجامعي الأوروبي يكلف الجامعات السويسرية نفقات تقدر بـ300 مليون فرنك إلى حلول 2010.

حاليا، يـُكلف برنامج الدراسة الجامعي معدل 20 ألف فرنك في السنة للشعب الأدبية، و40 ألف للشعب العلمية وأكثر من 60 ألف فرنك للشُّعب الطبية. ويتحمل دافعو الضرائب في سويسرا تلك النفقات بما أن الجامعات وكبريات المدارس العليا عمومية.

أما المعهدان التقنيان الفدراليان في كل من لوزان وزيورخ، فتتولى الكنفدرالية تمويلهما.

وبما أن الكانتونات السويسرية الستة والعشرين لا تتوفر جميعها على مؤسسات جامعية، فقد تم اعتماد نظام تعويضات مالية بين الكانتونات لعدم الإخلال بميزانياتها. ويقتضي النظام أن تدفع الكانتونات التي ترسل أبناءها إلى كانتون جامعي تعويضات للكانتون المُستقبل. ويُعتبر هذا الحل أحد الأمثلة الكلاسيكية للنظام الفدرالي السويسري.

وفي هذا السياق، أوضحت المسؤولة عن قسم الاتصال في مؤتمر مدراء التعليم العمومي في الكانتونات غابرييلا فوشس: “إن الكانتونات الجامعية تتلقى مساعدات على كل طالب يأتي من كانتون آخر. وبالنسبة للمدارس الجامعية المهنية مثلا، تصل المساهمات إلى 85% من نفقات التعليم”.

مُساعدة واستثمار

في المقابل، لا تتلقى الكانتونات الجامعية أية مساهمة من دول أخرى بالنسبة لتكاليف تعليم الطلبة الأجانب في سويسرا. لذلك يطالب مؤتمر مدراء التعليم العمومي في الكانتونات أن تتحمل الكنفدرالية النفقات المرتبطة بالطلبة الأجانب.

وقد حظي هذا المقترح بدعم البرلمانية الليبرالية السابقة كريستين فيرز-بلانتا التي قدمت مذكرة برلمانية بهذا المعنى وافق عليها بعد مجلس النواب، وتُعرض يوم الثلاثاء 06 ديسمبر الجاري على مجلس الشيوخ.

وتدعو صاحبة المبادرة أن تتحمل الكنفدرالية التكاليف المترتبة عن تعليم الطلبة الأجانب بما أن سويسرا تستفيد أيضا من تواجدهم.

ويعزز الطلبة الجامعيون الأجانب بالفعل صفوف العلماء المؤهلين والأكفاء الذين عادة ما تلجأ لهم سوق العمل السويسرية.

من جهة أخرى، يعني فتح الأبواب السويسرية للطلبة الأجانب السماح أيضا للشبان السويسريين بالاحتكاك بجامعات دول أخرى.

مواقف متباينة

مطالبة الكنفدرالية بتقديم مساعدات إضافية – علما أنها تساهم بعد في تمويل الجامعات السويسرية بـ400 مليون فرنك سنويا- قد لا يكفي لحل مسألة التمويل.

خلال السنوات القليلة الماضية، اضطرت جامعات سويسرية كثيرة للتضحية ببعض الكليات الصغيرة للتمكن من تغطية نفقاتها. وقد أثار ذلك الحل موجة من النقاشات والمجادلات الساخنة.

أما مقترح رفع الرسوم الجامعية التي تكلف حاليا معدل 1500 فرنك في العام، فقد أثار بدوره مواقف متباينة.

ماتياس شتاوفاخر، الأمين العام لمؤتمر عمداء الجامعات السويسرية قال بهذا الشأن: “قد تتضرر الجامعات السويسرية من هذا المقترح لأن الرسوم مرتفعة أصلا في سويسرا مقارنة مع دول أوروبية كثيرة”. ويعتقد السيد شتاوفاخر أنه يمكن تصور ذلك الحل فقط عندما يتم تحقيق الانسجام بين أنظمة المنح الدراسية التي تختلف حاليا من كانتون لآخر.

ولا تؤيد أغلبية عمداء الجامعات السويسرية مقترح الرفع من الرسوم الجامعية المفروضة على الطلبة الأجانب. وشدد السيد شتاوفاخر على أن جامعة كانتون تيشينو الجنوبي المتحدث بالإيطالية هي الجامعة الوحيدة التي تعتمد ذلك النظام، مضيفا: “نحن لا نريد أن يتعرض طلبتنا للتمييز إذا اختاروا متابعة دراستهم في الخارج. لا يجب أن ننسى أن تبادل الطلبة الجامعيين كان دائما أساسيا لتطوير الجامعات السويسرية”.

سويس انفو

في عام 2004، ناهز عدد الطلبة المسجلين في الجامعات والمدارس العليا السويسرية 110 ألف، من بينهم 23% أجانب.
ضمت المدارس الجامعية المهنية 40 ألف طالب مُسجل.
معدل الرسوم الجامعية السويسرية يقدر بـ1500 فرنك سنويا.
التكاليف السنوية للمؤسسات الجامعية تناهز 4,1 مليار فرنك.
تضم سويسرا 10 جامعات ومعهدين فدراليين تقنيين وسبع مداس عليا مهنية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية