The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

مقتل قيادي بارز وستة أشخاص في اشتباكات العاصمة الليبية

afp_tickers

قُتل ستة أشخاص على الأقل ورئيس مجموعة مسلحة نافذة في اشتباكات عنيفة اندلعت ليلا في طرابلس بين مجموعات متنافسة انتهت قبل فجر الثلاثاء بإعلان العودة إلى “الوضع المستقر”. 

وقال مركز الطوارئ والطب الثلاثاء إنه “تم انتشال ستة جثامين من موقع الاشتباكات في محيط حي أبو سليم” ذي الكثافة السكانية العالية في جنوب طرابلس. 

ولم يتم الابلاغ عن إصابات محتملة بعد اشتباكات استخدمت فيها أسلحة ثقيلة من رشاشات وقاذفات صواريخ، اندلعت الاثنين حوالي الساعة التاسعة مساء (19,00 بتوقيت غرينتش) واستمرت لساعات. 

وأفادت وسائل إعلام محلية بمقتل عبد الغني الككلي “غنيوة”، رئيس جهاز دعم الاستقرار والقيادي الأهم لأبرز المجموعات المسلحة التي تسيطر على مناطق مهمة في طرابلس منذ العام 2011.

ويعد جهاز دعم الاستقرار التابع اسميا للمجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، أحد أبرز التشكيلات المسلحة التي تفرض سلطتها بالقوة على مقرات حكومية وحيوية يفترض تأمينها من قبل وزارتي الداخلية والدفاع.

وأظهرت صور لم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق منها الككلي ملقى على الأرض ويبدو أنه تعرضه لإطلاق نار من مسافة قريبة. 

نقل الخبير جلال حرشاوي عن ابن شقيق “غنيوة” أن الرجل الذي كان “أحد أكثر قادة المجموعات المسلحة في طرابلس قوة وكفاءة” تعرض لكمين. 

واوضح حرشاوي أنه تمكن من “تعيين الموالين في مناصب رئيسية داخل البنوك والاتصالات والإدارات وحتى في الوظائف الدبلوماسية العليا”. 

تعاني ليبيا انقسامات منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وتدير شؤون البلاد حكومتان: الأولى في طرابلس معترف بها دوليا برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في شرق البلاد يترأسها أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.

وعلى الرغم من أن طرابلس تنعم بهدوء نسبي منذ الهجوم العسكري الواسع النطاق الذي شنّته قوات المشير خليفة حفتر في 2019 وانتهى في حزيران/يونيو 2020 بوقف دائم لإطلاق النار، إلا أن العاصمة تشهد من حين لآخر اشتباكات بين مجموعات مسلّحة متنافسة لأسباب يتعلّق معظمها بالصراع على مناطق النفوذ والمواقع الحيوية.

وأغلقت المدارس وجامعة طرابلس أبوابها الثلاثاء كإجراء أمني حتى إشعار آخر. قبل أن تعلن الجامعة إعادة استئناف الدراسة ابتداء من غدا الأربعاء.

ودعت وزارة الداخلية “المواطنين والموظفين إلى الالتحاق بأماكن عملهم” مؤكدة أن الوضع “آمن ومستقر”. 

ومساء الاثنين، تم نقل الطائرات من مطار طرابلس إلى مكان آمن في مصراتة البعيدة 200 كيلومتر شرق العاصمة، وتحويل عدة رحلات إلى هذه المدينة.

ثم تم استئناف الرحلات وفتح المجال الجوي لمطار معيتيقة الدولي.

وشهدت العاصمة طرابلس وتحديدا منطقة أبو سليم، انتشارا كثيفا لدوريات لقوات تابعة لوزارة الدفاع، فيما أظهرت الصور سيطرة قوات الوزارة على مقرات عدة لجهاز دعم الاستقرار، بحسب مصوري وكالة فرانس.

كما أظهرت صورهم بقايا مدرعات وآليات عسكرية متفحمة جراء اشتباكات الأمس، داخل عدد من أحياء أبو سليم.

– “أقل تجزئة وأكثر تماسكا” –

إن مقتل “غنيوة”، الذي كان، بحسب عماد بادي من المجلس الأطلسي، زعيم “أقدم جماعة مسلحة في طرابلس بعد الثورة”، من شأنه أن يحكم قبضة حكومة دبيبة على غرب ليبيا. 

ويتوقع المحلل جلال حرشاوي أن تصبح “طرابلس أقل تجزئة وأكثر تماسكا، بقيادة الدبيبة الأكثر حزما وبدعم من تحالف مسلح نافذ”، على غرار شرق ليبيا الذي يسيطر عليه حفتر بقبضة من حديد. 

وأعلنت وزارة الدفاع بحكومة طرابلس أن “العملية العسكرية انتهت” دون تقديم تفاصيل.

وذكرت وسائل اعلام أن أرتالا عسكرية وصلت إلى طرابلس من مصراتة، مسقط رأس دبيبة، قبل اندلاع الاشتباكات. 

من جهته، أكد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة طرابلس، أن ما تحقق “إنجاز كبير في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة على العاصمة”، في إشارة للسيطرة على مقرات المجموعة المسلحة البارزة في أبو سليم.

كما أكد الدبيبة في بيان صحافي، نشر في وقت متأخر ليل الاثنين-الثلاثاء أن ما تحقق يشكل “خطوة حاسمة” نحو إنهاء “المجموعات غير النظامية”.

وأصدر رئيس الحكومة الليبية أربعة قرارات تتعلق بحل وإعادة تشكيل مؤسسات أمنية مرتبطة بقادة ومسؤولين موالين لجهاز دعم الاستقرار.

ومن بين أبرز القرارات حل جهازي (مكافحة الهجرة غير الشرعية وأمن المنشآت)، وإعادة نقل اصول الجهاز إلى وزارة الداخلية، تحت اسم (الإدارة العامة لمكافحة الهجرة غير الشرعية).

وكذلك تشكيل لجنة وزارية يقودها وزير الداخلية، تتولى مهام متابعة الأوضاع داخل السجون ومراكز التوقيف، والتحقق من تنفيذ الأحكام القضائية بحق المحتجزين.

كما أصدر الدبيبة، قراراً بتعيين مصطفى الوحيشي، رئيساً لجهاز الأمن الداخلي، خلفا لمصطفى الحراري المقرب من جهاز دعم الاستقرار.

وقال أنس القماطي الخبير في معهد “صادق” إن مقتل القيادي البارز سيؤدي إلى “إعادة تشكيل المشهد الأمني في طرابلس” لأن “جهاز الأمن والمخابرات كان يسيطر على نقاط دخول حيوية جنوب العاصمة وكان يعد القوة الأكثر تاثيرا في طرابلس”. 

وأضاف القماطي على إكس أن “التخلص” منه يجعل من معسكر الدبيبة “الوسيط الرئيسي في غرب ليبيا، بعد أن نجح بشكل منهجي في تحييد أو استمالة منافسيه المحتملين”. 

في شباط/فبراير 2024، تعهد وزير الداخلية عماد الطرابلسي بـ”إجلاء” جميع المجموعات المسلحة من طرابلس لإفساح المجال للقوات النظامية.

ونشرت وزارة الداخلية صورا تظهر انتشارا واسعا لدوريات من الشرطة في المواقع التي شهدت اشتباكات، بهدف طمأنة السكان.

بور/ريم/ود

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية