مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قمة أميركية سعودية في الرياض والاعلان عن عقود تسلح باكثر من مئة مليار دولار

الملك سلمان والرئيس ترامب يوقعان اتفاقيات في الديوان الملكي في الرياض، السبت 20 ايار/مايو 2017 afp_tickers

عقدت قمة بعد ظهر السبت في الرياض بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الاميركي دونالد ترامب بحضور كبار مسؤولي بلديهما، وتخللها الاعلان عن توقيع عقود تسلح بقيمة 110 مليارات دولار.

وقد بدأ ترامب السبت زيارة الى السعودية هي الاولى الرسمية له الى الخارج منذ تسلمه منصبه في كانون الثاني/يناير الماضي في اطار جولة ستقوده الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية ثم الى اوروبا. وحظي باستقبال حار في المملكة.

وقال مسؤول في البيت الابيض ان عقود التسلح للسعودية تشمل تجهيزات أميركية وخدمات صيانة لتعزيز قدرات المملكة ودول الخليج في مواجهة “التهديدات الايرانية”.

وأوضح المسؤول ان ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون “سيحضران حفل توقيع (…) لنحو 110 مليارات دولار من مبيعات الاسلحة” الى السعودية.

وأشار الى ان مبيعات الاسلحة تشمل معدات دفاعية وخدمات صيانة “تدعم أمن السعودية ومنطقة الخليج على المدى الطويل في مواجهة التهديدات الايرانية”.

في طهران، في الوقت ذاته، كان يتم الاعلان رسميا عن إعادة انتخاب الرئيس حسن روحاني لولاية ثانية وهو الرئيس الذي أبرم مع الولايات المتحدة الاتفاق النووي التاريخي.

وتتهم السعودية جارتها ايران بالتدخل في شؤون دول المنطقة. وتجد الرياض في ادارة ترامب آذانا صاغية تتفاعل مع قلقها من “التدخلات الايرانية”، خصوصا مع تكثيف مسؤولي هذه الادارة اتهاماتهم لطهران بزعزعة استقرار المنطقة وتلويحهم باتخاذ اجراءات بحق الجمهورية الاسلامية.

لكن طهران تنفي الاتهامات السعودية لها، وتتهم في المقابل الرياض بدعم جماعات إسلامية متطرفة.

وتقود الرياض في اليمن المجاور منذ آذار/مارس 2015 تحالفا عسكريا عربيا في مواجهة المتمردين الحوثيين الذين تتهمهم بتلقي دعم من طهران.

من جهة ثانية، قال المسؤول الاميركي ان مبيعات السلاح تهدف ايضا الى “تعزيز قدرات المملكة في المساهمة في عمليات مكافحة الارهاب في المنطقة، ما يخفف من الثقل الملقى على القوات الاميركية في تنفيذ تلك العمليات”.

ورأى ان الاتفاق على المبيعات “يظهر التزام الولايات المتحدة بشراكتها مع السعودية والشركاء الخليجيين، واتاحة فرص إضافية للشركات الاميركية في المنطقة وخلق عشرات آلاف الوظائف الجديدة في قطاع الصناعة الدفاعية الاميركية”.

وأعلنت شركة “جنرال الكتريك” الاميركية السبت توقيع عقود ومذكرات تفاهم أيضا بقيمة 15 مليار دولار مع السعودية في اليوم الاول من زيارة ترامب.

وقالت الشركة التي تتخذ من بوسطن مقرا ان العقود وقعت بحضور الرئيس الاميركي والعاهل السعودي، مع وزارة الطاقة وشركة “ارامكو”، عملاقة النفط السعودي وجهات حكومية سعودية اخرى.

– “تعاون استراتيجي” –

وبدأت القمة بعد ساعات على وصول ترامب السبت الى السعودية في بداية أول جولة خارجية له.

وجلس الملك سلمان وترامب وجها لوجه بين أعضاء الوفدين حول طاولة مستطيلة في قصر اليمامة الملكي، بحسب ما افاد صحافي في وكالة فرانس برس.

وقبيل بدء المحادثات، كتب العاهل السعودي في تغريدة على تويتر “نرحب بفخامة الرئيس الامريكي (…) في المملكة. ستعزز زيارتكم تعاوننا الاستراتيجي، وستحقق الامن والاستقرار للمنطقة والعالم”.

وكتب ترامب من جهته على حسابه الشخصي على تويتر “شعور رائع ان أتواجد في الرياض”.

وكانت طائرة الرئيس الاميركي “اير فورس وان” حطت في مطار الملك خالد عند الساعة 09,50 بالتوقيت المحلي (06,50 ت غ). ونزل ترامب سلم الطائرة برفقة زوجته ميلانيا.

وكان في استقباله عند باب الطائرة الملك سلمان بن عبد العزيز الذي سار معه والى جانبهما ميلانيا وعدد من المسؤولين السعوديين على السجادة الحمراء.

وخصص السعوديون استقبالا حارا للرئيس الاميركي. ووصفت وسائل الاعلام السعودية زيارته ب”التاريخية”.

وأغرقت سلطات الرياض شوارع العاصمة بصفوف طويلة من الأعلام السعودية والاميركية، وباللوحات الضخمة التي جمعت صورتي العاهل السعودي الملك سلمان وترامب والى جانبهما شعار الزيارة “العزم يجمعنا”.

– “شراكة جديدة” –

وكان الملك سلمان دعا الى “شراكة جديدة” بين الولايات المتحدة والدول العربية والاسلامية التي سيشارك العشرات من قادتها في قمة تستضيفها الرياض الاحد ويحضرها ترامب.

وسيلقي الرئيس الاميركي امام القمة خطابا يشدد فيه على “آماله” ب”نظرة مسالمة” للاسلام.

وكان سلفه اوباما ألقى قبل ثماني سنوات في جامعة القاهرة خطابا دعا فيه الى “انطلاقة جديدة” بين الولايات المتحدة والمسلمين في العالم اجمع، “انطلاقة اساسها المصلحة المتبادلة والاحترام المتبادل”.

وتتناقض الحفاوة التي حظي بها ترامب، من باب الطائرة الى مقر اقامته، مع الاستقبال البرتوكولي لسلفه الرئيس السابق باراك اوباما الذي زار السعودية في نيسان/ابريل 2016 والذي شابت العلاقات بين إدارته والمملكة توترات على خلفية الاتفاق النووي الموقع مع ايران.

ويبتعد الرئيس الاميركي لبعض الوقت عن ارتدادات الزلزال السياسي الذي أحدثه في واشنطن بإقالته مدير الاف بي آي والهزات التي ما زالت تتوالى فصولا، وابرزها التحقيق بوجود صلات بين اعضاء من فريق ترامب وروسيا.

وينتقل ترامب بعد السعودية الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية، ثم الى الفاتيكان.

كما ستقوده جولته الى كل من بروكسل وصقلية حيث سيشارك على التوالي في قمتي حلف شمال الاطلسي ومجموعة الدول الصناعية السبع.

وبالاضافة الى مواقفه السياسية والدبلوماسية، سيكون سلوك الرئيس السبعيني الانفعالي في أول جولة له الى الخارج تحت المجهر، إذ ان كل كلمة سيتفوه بها وكل حركة سيقوم بها وكل تغريدة سينشرها ستكون موضع ترقب شديد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية