مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رفض دخول يهودية سورية الى اسرائيل يسلط الضوء على خروج بعض اخر اليهود من سوريا

يهود متشددون يقفون على اسطح منازل فلسطينيين في الخليل، في 30 ايلول/سبتمبر 2015 afp_tickers

سلط رفض اسرائيل منح تأشيرة دخول ليهودية متزوجة من مسلم الضوء على عملية اخراج بعض اخر اليهود من سوريا وتحديدا من حلب التي شهدت دمارا هائلا، وفق رجل اعمال اميركي اسرائيلي قام بتنظيم العملية.

وقال موتي كاهانا الثلاثاء لفرانس برس انه نجح في وقت مبكر من هذه السنة في اخراج يهوديتين سوريتين وايصالهما الى اسرائيل بينما عادت الثالثة مع عائلتها بعد ان رفضت الدولة العبرية منحها تأشيرة دخول كونها متزوجة من مسلم.

واضاف ان اصدقاء له في سوريا رتبوا ارسال سيارة الى مدينة حلب التي تشهد قتالا مستمرا لجلب اليهوديات الثلاث وهن امرأة في السبعينيات من عمرها وابنتاها مع عائلة احداهن-اي ما مجموعه سبعة اشخاص.

وتتقاسم قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة السيطرة على احياء حلب، التي تشهد معارك مستمرة بين الطرفين منذ صيف 2012. وغالبا ما تستهدف الفصائل الاحياء الغربية بالقذائف فيما تتعرض الاحياء الشرقية بانتظام لقصف جوي ومدفعي مصدره قوات النظام.

وشهدت المدينة القديمة في حلب دمارا هائلا ولحقت بسوق المدينة التاريخي اضرار فادحة نتيجة المواجهات والحرائق.

وفي منطقة الجميلية في وسط حلب، تعيش احدى اقدم الجاليات اليهودية في العالم.

وكان تقرير صادر عن وزارة الخارجية الاميركية حول حرية الاديان في سوريا في عام 2014 قدر عدد اليهود هناك باقل من عشرين شخصا.

وقتل اكثر من 250 الف شخص في النزاع الدائر في سوريا منذ اكثر من اربع سنوات.

وتمكنت النساء من الهرب بصعوبة الى تركيا واضطررن الى عبور حاجز لجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا.

وبعد رحلة العذاب هذه، منحت اسرائيل الام وابنتها الاخرى فقط تأشيرات دخول في حين اضطرت الثالثة للعودة ادراجها مع عائلتها كونها اعتنقت الاسلام بعد ان تزوجت من مسلم قبل سنوات.

واكد كاهانا الذي تربطه صلات بمقاتلين معارضين سوريين وقام في السابق بتنظيم عمليات اجلاء انه فعل ذلك بعد ان طلب ابن العائلة المقيم في نيويورك مساعدته وتصرف بالاتفاق مع حاخام يهودي.

وقال لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من ولاية نيوجيرسي الاميركية “تحركنا لاخراجهن باسرع وقت ممكن لان الامور كانت تتغير على ارض الواقع…قطعت عنهن المياه والكهرباء”.

وتابع كاهانا ان العائلة لم ترغب في مغادرة سوريا في البداية ولم يتم ابلاغها بعملية الانقاذ ومن يقف خلفها، موضحا “اضطررنا” لتخويف النساء لحملهن على الصعود الى الحافلة.

وعند وصولهن الى تركيا اتضح بانه سيكون من الصعب للغاية ان يحصلن على تأشيرات دخول للولايات المتحدة للانضمام الى عائلاتهن هناك.

وبموجب قانون العودة الاسرائيلي، بامكان اي يهودي في العالم الحصول على الجنسية الاسرائيلية غير ان من يعتنقون ديانات اخرى غير مؤهلين لذلك على الفور.

وانتقد رجل الاعمال الاسرائيلي الوكالة اليهودية المسؤولة عن تنسيق هجرة اليهود الى الدولة العبرية، بسبب دفعها الابنة الثانية للمراة العجوز للعودة الى منطقة حرب.

واكد انها لم تعتنق الاسلام بشكل كامل موضحا ان “خمسين بالمئة من اليهود الاميركيين متزوجون من الاغيار، غير اليهود. بعضهم يذهب حتى الى الكنيسة”.

من جانبه، اكد المتحدث باسم الوكالة اليهودية يغال بالمور ان المراة الثالثة اعتبرت غير مؤهلة للهجرة الى اسرائيل، مؤكدا انه يجب الالتزام بالقانون.

وقال “ان كان لدى كاهانا مشكلة مع القوانين في اسرائيل فعليه الذهاب الى المشرعين بدلا من القاء اللوم على من يطبق القانون”.

واكد كاهانا انه بذل جهدا مع السلطات الاسرائيلية لكنه اصيب بالاحباط.

وقال انه في مثل هذه الحالات “ان شعرت ان احدهم في خطر وهناك الكثير من البيروقراطية للمساعدة (عليك ان تتصرف)”.

وقال بالمور”ستستمر الوكالة اليهودية في انقاذ اليهود في المناطق الخطرة الراغبين بالمجيء الى اسرائيل وستواصل القيام بذلك في السر كما تتطلب هذه الاوضاع”.

وانتقد “الاستعراض” و”الاشادة” التي يمارسها من قال انهم “نصبوا انفسهم (منقذين). قد يؤدي هذا الى الحاق الاذى بمصالح الاشخاص المعنيين”.

عند قيام دولة اسرائيل عام 1948، كان هناك نحو 30 الف يهودي في سوريا لكنهم غادروا على دفعات متتالية كان اخرها اوائل التسعينات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية