خبير أمني سويسري: الغرب بحاجة إلى “خطة بديلة لإنهاء حرب أوكرانيا”

يقول توماس غريمينغر، الذي يرأس مركز جنيف للسياسة الأمنية، إنّ الغرب بحاجة إلى التفكير في خطة بديلة للتعامل مع روسيا لضمان استقرار أوروبا على المدى الطويل، بما في ذلك نهج الحوار معها.

قال غريمينغر في مقابلة أجرتها معه صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ أم سونتاغرابط خارجي: “لا يمكن للاستقرار في أوروبا أن يستتب إلّا مع روسيا، وليس ضدها. ولكن، بالطبع، شريطة أن تكون موسكو مستعدة للالتزام بقواعد اللعبة مرة أخرى”.

كان غريمنغير، قبل أن يترأس مركز جنيف للسياسة الأمنية، السفير السويسري لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) من عام 2010 إلى عام 2017. وبعد ذلك أصبح أمينًا عامًا لهذه المنظمة. وشارك حينها في محاولة تهدئة التوترات بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.

ودعا الدبلوماسي السويسري السابق في المقابلة التي اجرتها معه صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ أم سونتاغ الغرب إلى البدء في التفكير في خيارات تتجاوز الخطة الحالية للدعم العسكري غير المحدود لأوكرانيا. وقال “نحتاج إلى خطة بديلة. في مرحلة ما سيتلخص الأمر في السؤال: هل نريد حربًا طويلة جدًا ومكلفة للغاية – أو إنهاء الصراع، حتى لو كان ذلك غير مرض؟”.

وتشمل الخطة البديلة التي يقترحها إجراء مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، والتي ستؤدي بعد ذلك إلى مناقشات حول المطالبات الإقليمية. وفي حين أن هذا سيكون له ثمن سياسي بالنسبة لأوكرانيا، إلا أنه يعتقد أنه يمكن إيجاد حل مؤقت وإعادة التفاوض بشأنه عندما تتولى حكومة جديدة السلطة في روسيا. وقال إن مركز جنيف للسياسة الأمنية يعمل على وضع تصوّر لضمانات أمنية يجب أن تحصل عليها أوكرانيا في المستقبل.

كما أضاف غريمينغر: “أنا مقتنع بأنه في يوم من الأيام سيتعين علينا التحدث إلى الروس مرة أخرى ومحاولة العودة إلى شكل من أشكال التعاون في مجال الامن الاوروبي، وأن سياسة المواجهة العارية مكلفة للغاية ومحفوفة بالمخاطر على المدى الطويل”.

دور سويسرا

غريمينغر يرى أن سويسرا يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في المجال الإنساني وفي إعادة الإعمار، لكن ينبغي لها أن تفعل أكثر من ذلك، كما يمكنها أن تكون أيضًا أكثر سخاءً في استقبال اللاجئين واللاجئات. ويمكنها بالإضافة إلى ذلك “تشجيع الحوار بتكتم”، حيث لن يكون ذلك على شاكلة وساطة رسمية، ولكن هذا لا يعني أنه “لا يمكنك فعل الكثير من وراء الكواليس”.

ويعتقد غريمينغر أن جنيف يمكن أن تلعب دورًا، كما فعلت في الماضي، كموقع لاستضافة المحادثات حتى من خلال القنوات غير الرسمية، حيث يقدر الروس “البنية التحتية الجيدة والخبرة المتوافرة في جنيف”، ويضيف “إنهم أكثر براغماتية بكثير مما يوحي به الموقف الرسمي”.