ترامب ونتنياهو يجتمعان في فلوريدا لمناقشة المرحلة التالية من خطة غزة
بالم بيتش(فلوريدا) 29 ديسمبر كانون الأول – التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فلوريدا اليوم الاثنين لإجراء محادثات تستهدف كسر حالة الجمود التي تعتري وقف إطلاق النار في غزة ومعالجة المخاوف الإسرائيلية بشأن إيران وجماعة حزب الله اللبنانية.
وفي حديثه للصحفيين لدى دخول الزعيمين منتجع مار الاجو الشاطئي التابع له في فلوريدا، بدا دعم الرئيس الأمريكي لنتنياهو واضحا، على الرغم من أن عددا من مساعديه وحلفائه أشاروا إلى أن نتنياهو يتباطأ في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر تشرين الأول.
وعبر ترامب عن رغبته في الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في أسرع وقت ممكن، لكنه شدد على “ضرورة نزع سلاح حماس”.
وقال ترامب إنه سيكون منفتحا على دعم هجوم إسرائيلي خاطف آخر على إيران إذا استمرت طهران في تطوير برنامجيها النووي والصاروخي.
وأضاف ترامب للصحفيين في تعليقات أشاد فيها بالزعيم الإسرائيلي “أعتقد أنه لو كان لدينا رئيس وزراء غير مناسب، لما كان لإسرائيل وجود”.
وأشار ترامب إلى أن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج أبلغه بأنه يعتزم العفو عن نتنياهو من تهم فساد. وأضاف أنه يأمل في أن تتمكن إسرائيل من بناء علاقات جيدة مع سوريا، رغم أن حكومة نتنياهو تنتهك باستمرار السيادة السورية منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد أواخر العام الماضي.
ورغم توقيع إسرائيل وحماس اتفاقا لوقف إطلاق النار في أكتوبر تشرين الأول، فقد وردت مرارا مزاعم عن انتهاكه ولم يُحرز تقدم يذكر بشأن تحقيق الأهداف طويلة الأجل.
وقال نتنياهو هذا الشهر إن ترامب دعاه لإجراء محادثات، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى إقامة حكم انتقالي وقوة أمنية دولية في القطاع الفلسطيني.
وتوسطت واشنطن في وقف إطلاق النار على الجبهات الثلاث، لكن نتنياهو قلق من معاودة خصوم إسرائيل بناء قواتهم بعد إضعافهم بشدة خلال الحرب.
* الخطوات التالية في خطة وقف إطلاق النار في غزة
وافقت جميع الأطراف في أكتوبر تشرين الأول على خطة ترامب لوقف إطلاق النار، التي تدعو إسرائيل إلى الانسحاب من غزة وحماس إلى التخلي عن أسلحتها والتخلي عن أي دور للحكم في القطاع.
وتضمنت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار انسحابا إسرائيليا جزئيا وزيادة في المساعدات وتبادل الرهائن مقابل معتقلين وأسرى فلسطينيين.
وقال مسؤول إسرائيلي مقرب من نتنياهو إن رئيس الوزراء سيطالب بإتمام المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار عبر تسليم حماس رفات آخر رهينة إسرائيلية متبقية في غزة، وذلك قبيل الانتقال إلى المراحل التالية.
وانضمت عائلة الرهينة الراحل ران جفيلي إلى الوفد المرافق لرئيس الوزراء، ومن المتوقع أن تلتقي بمسؤولين في إدارة ترامب، التي أشارت إلى أنها تتوقع المضي قدما في الخطة قريبا.
ولم تفتح إسرائيل معبر رفح بين غزة ومصر حتى الآن، وهو بند أساسي في خطة ترامب، وتقول إنها لن تفعل ذلك إلا بعد عودة رفات جفيلي.
وقال تشاك فريليش، عالم السياسة في جامعة تل أبيب، إن نتنياهو في موقف حرج في ظل اقتراب موعد الانتخابات في أكتوبر تشرين الأول.
وأضاف فريليش، وهو نائب سابق لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي “نتنياهو لا يرغب في الصدام مع ترامب في عام انتخابي. ترامب يريد المضي قدما، وسيتعين على نتنياهو تقديم بعض التنازلات”.
* هدنة هشة
قبيل اجتماعه مع ترامب، أفاد مكتب نتنياهو بأن رئيس الوزراء التقى بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.
وقال روبيو الأسبوع الماضي إن واشنطن ترغب في تشكيل الإدارة الانتقالية المنصوص عليها في خطة ترامب – وهي مجلس سلام وهيئة مكونة من تكنوقراط فلسطينيين – في أقرب وقت ممكن لإدارة غزة قبل نشر القوة الأمنية الدولية التي حصلت على تفويض بموجب قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في 17 نوفمبر تشرين الثاني.
لكن إسرائيل وحماس تبادلتا الاتهامات بخرق الاتفاق مرات عدة، ولا يبدو أنهما أقرب إلى قبول الخطوات الأكثر صعوبة المتوقعة للمرحلة المقبلة.
فحماس التي ترفض نزع سلاحها ولم تُعد رفات آخر رهينة إسرائيلي، تعاود بسط سيطرتها مع استمرار تمركز القوات الإسرائيلية في نصف أراضي القطاع تقريبا.
وتشير إسرائيل إلى أنه إذا لم تنزع حماس سلاحها سلميا، فإنها ستستأنف العمل العسكري لإجبارها على ذلك.
وتراجعت حدة القتال، لكنها لم تتوقف تماما. وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار بدأ رسميا في أكتوبر تشرين الأول، فقد أشار مسؤولو الصحة الفلسطينيون إلى أن الغارات الإسرائيلية قتلت أكثر من 400 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، فيما قتل مسلحون فلسطينيون ثلاثة جنود إسرائيليين.
* وقف إطلاق النار في لبنان يخضع للاختبار أيضا
وفي لبنان، أنهى وقف إطلاق النار الذي تسنى الاتفاق عليه في نوفمبر تشرين الثاني 2024 قتالا تجاوز العام بين إسرائيل وجماعة حزب الله. واشترط الاتفاق المدعوم من الولايات المتحدة نزع سلاح الجماعة التي تدعمها إيران، بدءا من المناطق الواقعة جنوب النهر المتاخمة لإسرائيل.
وفي حين قال لبنان إنه على وشك إتمام مهمة نزع سلاح حزب الله بحلول مهلة تنقضي بنهاية العام، فإن الحزب يقاوم الدعوات لإلقاء سلاحه.
وتقول إسرائيل إن التقدم جزئي وبطيء وتنفذ ضربات شبه يومية في لبنان بزعم منع حزب الله من إعادة بناء صفوفه.
وقالت إيران، التي خاضت حربا استمرت 12 يوما مع إسرائيل في يونيو حزيران، الأسبوع الماضي إنها أجرت تدريبات صاروخية للمرة الثانية هذا الشهر.
وقال نتنياهو إن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة مع إيران، لكنها على علم بالتقارير، وقال إنه سيثير أنشطة طهران مع ترامب.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن نتنياهو قد يقدم معلومات مخابراتية عن جهود إيران لتعزيز ترسانتها العسكرية.
ولم يتطرق المسؤول إلى تفاصيل أي مطالب أو إجراءات إسرائيلية تخص بإيران.
وكان ترامب أمر في يونيو حزيران بشن ضربات أمريكية على مواقع نووية إيرانية، لكنه طرح منذ ذلك الحين إمكان التوصل إلى اتفاق مع طهران.
(إعداد حسن عمار وحاتم علي للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)