ضحايا الصراع بين الأكراد والدولة في تركيا يتوقون للسلام
من دارين باتلر
دنيصر (تركيا) (رويترز) – تتمسك جيهان سنجار بالأمل في أن تنجح محاولة تركيا إنهاء التمرد الكردي المستمر منذ عقود في إحلال سلام سعى زوجها الذي كان عضوا بالبرلمان جاهدا لتحقيقه قبل مقتله في واحدة من مئات وقائع الاغتيال التي شهدها الصراع في ذروته.
أُطلق النار على محمد سنجار، والذي كان من أوائل الأعضاء الداعمين للأكراد بالبرلمان، عام 1993 في مدينة باتمان بجنوب شرق تركيا حيث كان يحقق في عمليات اغتيال. وطال انتظار زوجته تحديد الجناة ومحاكمتهم دون نتيجة.
وسنجار من بين عشرات الآلاف من القتلى في صراع دعا عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون الحزب إلى إنهائه. ولكن العديد من الأكراد، ومن بينهم جيهان، ممزقون بين التوق للسلام والشك في الجهود التي تبذلها الحكومة.
وقالت جيهان متحدثة في مدينة دنيصر القريبة من الحدود السورية حيث عملت رئيسة للبلدية منذ مقتل زوجها “نود أن نشهد تلك الأيام. لقد وهب حياته للسلام، للنضال من أجل السلام والديمقراطية”.
وقبل زيارة قبر زوجها المطبوع على شاهده صورة له، قالت “لدي شكوك. فقد خدعتني (الدولة التركية) مرات عدة”.
وتقول جماعات معنية بحقوق الإنسان إن تنظيمات سرية شبه عسكرية يشتبه في أنها نفذت عمليات اغتيال خلال فترة التسعينيات، وكانت في معظمها مرتبطة بالنزاع مع حزب العمال الكردستاني.
وتسبب الصراع مع حزب العمال الكردستاني منذ اندلاعه عام 1984 في مقتل أكثر من 40 ألف وإصابة عشرات الآلاف من قوات الأمن التركية والمسلحين والمدنيين.
فقد محمد بدري ألوجلو، وهو من العسكريين الأتراك القدامي الذين شاركوا في النزاع، بصره وساعديه في انفجار بينما كان يعمل على تفكيك لغم زرعه حزب العمال الكردستاني في منطقة سيرت عام 2007.
ولدى بدري ألوجلو شكوك في مستقبل السلام.
وقال وهو جالس في منزله بأنقرة وعلى طاولة إلى جانبه مؤلفاته عن حزب العمال الكردستاني “أن يحل حزب العمال الكردستاني نفسه هو احتمال فرصة تحققه معدومة… الحزب قائم منذ 50 عاما وتلك الأشياء لا تحدث في يوم واحد”.