The Swiss voice in the world since 1935

آلاف الفلسطينيين يندفعون نحو مركز لتوزيع المساعدات في جنوب قطاع غزة

afp_tickers

اندفع آلاف الفلسطينيين عصر الثلاثاء باتجاه مركز جديد لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة أميركيا في منطقة غرب رفح في جنوب قطاع غزة، فيما بدأت إسرائيل اعتماد نظام جديد لتوزيع المعونات.

وأتت الحادثة بعد أيام من بدء تخفيف الحصار المطبق الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة منذ الثاني من آذار/مارس الماضي والذي تسبب بنقص حاد بالغذاء والدواء والماء والوقود وغيرها من مستلزمات الحياة الأساسية. 

وقالت “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة أميركيا إن العمليات عادت إلى طبيعتها بعد الحادثة.

وأكد أيمن أبو زيد (35 عاما) وهو نازح من رفح ويقيم في مخيم في خان يونس في جنوب القطاع أنه كان يقف في طابور عند نقطة تسليم للمساعدات مع المئات من المواطنين، و”فجأة بدأ عدد كبير من الأشخاص بالتدافع والدخول بشكل عشوائي للمركز” بسبب “النقض في المساعدات والتأخير في توزيعها فحاولوا الدخول وأخذ ما أمكن”.

وأضاف “بعد دقائق بدأت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار وكان الصوت مخيفا جدا، والناس بدأوا بالتفرق، لكن البعض بقي يحاول أخذ المساعدات رغم الخطر”.

وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته أطلقت “أعيرة تحذيرية في المنطقة خارج مقر التوزيع”، مؤكدا أنه “لم يطلق … أي نيران جوية تجاه مركز توزيع المساعدات”.

وأضاف البيان “تمت السيطرة على الوضع ومن المتوقع أن تستمر عمليات توزيع الأغذية كما هو مخطط وسلامة عناصر الجيش لم تتعرض للخطر”

أما “مؤسسة غزة الإنسانية” فقالت في بيان إنه في وقت ما “بلغ عدد الأشخاص في مركز التوزيع (SDS) حدا دفع فريق المؤسسة إلى التراجع للسماح لعدد قليل من سكان غزة بتلقي المساعدات بأمان”.

وأظهرت مشاهد صورتها وكالة فرانس برس حشودا تخرج من المكان الثلاثاء حاملة مساعدات في صناديق تحمل شعار المؤسسة.

وألقت المؤسسة باللوم أيضا على “حواجز تقيمها حماس”، محملة إياها مسؤولية التأخر في عمليات التسليم في أحد مراكزها لعدة ساعات.  

بالمقابل، دان المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس الحادثة، مؤكدا أن “الاحتلال الإسرائيلي فشل فشلاً ذريعاً في مشروع توزيع المساعدات بمناطق العزل العنصرية”.

وأشار المكتب إلى اندفاع “آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوماً، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل”.

ودان في بيان استخدام المساعدات “كسلاح حرب وأداة للابتزاز السياسي”.

– “462 ألف وجبة” –

وفي بيانها، قالت مؤسسة غزة الإنسانية إنها وزّعت حوالى “8 آلاف صندوق غذائي حتى الآن … ما يعادل 462 ألف وجبة”. 

وقال محمد أبو يوسف (29 عاماً) وهو من سكان خان يونس إنه استلم “سلة غذائية من نقطة التسليم في رفح”. وتابع “الناس محتاجة جدا للطعام”.

وكانت إسرائيل أعلنت مؤخرا تعاونها مع هذه المؤسسة لتوزيع المساعدات في غزة، وقالت إن الهدف من ذلك هو ضمان عدم وصول المساعدات إلى حماس. 

لكن المؤسسة واجهت اتهامات بمساعدة إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية واستبعاد الفلسطينيين وبتجاوز المنظمات الأممية، وفشلها في الالتزام بالمبادئ الإنسانية. 

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الثلاثاء “لقد شاهدنا الفيديو الصادر من غزة حول إحدى نقاط التوزيع التي أنشأتها مؤسسة غزة الإنسانية. بصراحة، هذه الفيديوهات والصور مؤلمة جدا”. 

وأضاف “كما أشار الأمين العام الأسبوع الماضي، لدينا وشركاؤنا خطة مفصلة وعملية سليمة تدعمها الدول الأعضاء لإيصال المساعدات إلى السكان المحتاجين”.

ومؤسسة غزة الإنسانية تأسست وسجلت في جنيف في شباط/فبراير، ولا تملك مكاتب أو ممثلين معروفين في هذه المدينة التي تستضيف مقار منظمات إنسانية دولية.

وأعلن مديرها التنفيذي جيك وود استقالته الأحد بعدما أدرك أن المنظمة لا تستطيع إنجاز مهمتها “مع الالتزام بالمبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز والاستقلالية”.

والإثنين، أعلنت المؤسسة أنها بدأت توزيع “مواد غذائية في شاحنات” على سكان غزة “في مواقع توزيع آمنة”. 

وتعهدت المؤسسة التي أعلنت تعيين مدير جديد، بأنه “سيتم توزيع المزيد من الشحنات” الثلاثاء على أن “يزداد هذا التدفق بشكل يومي”.

ووجهت لمؤسسة غزة الانسانية انتقادات لاسيما حول اختيارها لـ “مواقع توزيع آمنة”، وهو أمر، بحسب منظمات إنسانية أخرى، ينتهك الاعراف لكونه يجبر السكان على التنقّل لتلقّي المساعدات الحيوية.

واعتبرت منظمات غير حكومية، من بينها “أكشن إيد”، أن “المساعدات المستخدمة للتستر على العنف المستمر ليست مساعدات، بل هي غطاء إنساني لاخفاء استراتيجية عسكرية للسيطرة ونزع الملكية”. 

كذلك، استبعدت الأمم المتحدة التعاون مع المؤسسة.

وقال الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق “لا تتوافق خطتها مع مبادئنا الأساسية، بما في ذلك النزاهة والحياد والاستقلالية”. 

وفي 24 أيار/مايو، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إسرائيليين لم تكشف عن هويتهم، أن خطة مساعدات جديدة لغزة مدعومة من الولايات المتحدة “أعدها الإسرائيليون وطوَّروها إلى حدّ كبير كوسيلة لإضعاف حماس”.

ويترافق الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أتى بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مع حصار خانق أدى إلى تفاقم نقص الغذاء والمياه والوقود والأدوية في القطاع الفلسطيني المدمر، ما أثار مخاوف من حدوث مجاعة. وتقول منظمات إغاثة إن كمية الإمدادات التي سمحت إسرائيل بدخولها في الأيام الأخيرة لا تتعدى كونها نقطة في محيط احتياجات السكان  العاجلة.

وأعلنت “هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق” (كوغات)، وهي الهيئة الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية، أن “95 شاحنة تابعة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي” دخلت الثلاثاء إلى غزة حيث تنتظر مئات الشاحنات الأخرى أن تتولى الأمم المتحدة نقل حمولتها. 

وفي منشور على منصة “إكس” قالت الهيئة “لا تنخدعوا بالمعلومات المضللة، الأمم المتحدة لا تزال ترفض القيام بعملها”.

بور-ع ز-ها-س ح/غ ر-بم

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية