The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

أطباء غزة يضطرون لزيادة عدد المبتسرين في الحضانة الواحدة في مواجهة شبح نقص الوقود

reuters_tickers

من علي صوافطة ومحمود عيسى وحسام المصري

غزة (رويترز) – يقول الأطباء في أكبر مستشفيات قطاع غزة إن شح الوقود الشديد دفعهم إلى زيادة أعداد الخدج في كل حضانة في ظل محاولاتهم الدؤوبة لإبقاء حديثي الولادة على قيد الحياة في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية.

ويقول العاملون المنهكون في القطاع الطبي إن نقص إمدادات الوقود يهدد بإغراق الأطباء والمرضى في الظلام قريبا وإصابة المستشفيات والعيادات في القطاع بالشلل التام في الوقت الذي يتعرض فيه القطاع الصحي المتهالك لضغوط هائلة تحت وطأة حرب مستمرة منذ 21 شهرا.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن حوالي 160 ألف لتر من الوقود المخصص للمستشفيات وغيرها من المرافق الإنسانية دخل قطاع غزة منذ يوم الأربعاء، لكن توزيعه في أنحاء القطاع ليس من اختصاص إسرائيل.

وفي الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يناقش مصير الرهائن الإسرائيليين في غزة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، حذر الأطباء في مستشفى الشفاء من خطير وشيك يحدق بالمرضى.

وقال محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء لرويترز عبر الهاتف “نضطر أن نضع كل أربع أو خمس وثلاث أطفال خدج في حضانة واحدة… الأطفال الخدج الآن في وضع حرج جدا”.

وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش لرويترز إن التهديدات “ليست قذيفة ولا صاروخا، بل حصار يمنع دخول الوقود ليحرم هؤلاء من حقهم في العلاج ويحول المستشفى إلى مقبرة صامتة”.

وأضاف “في قلب مدينة غزة، حيث ينهش الموت كل شيء، يشهد مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في القطاع، ساعات فاصلة بين الحياة والموت”.

وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي إن تلك التصريحات تتسبب في إشاعة “رواية كاذبة”. وأضاف أن وكالات الأمم المتحدة العاملة في قطاع غزة هي التي تقرر كيفية توزيع الوقود، وأنه لا يعلم ما إذا كان الوقود قد وصل إلى مستشفى الشفاء أم لا.

وعانى قطاع غزة، وهو شريط صغير من الأرض يزيد عدد سكانه عن مليوني نسمة، من تبعات حصار طويل تفرضه إسرائيل حتى من قبل اندلاع الحرب الأحدث بينها وبين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023.

ويتهم فلسطينيون وعاملون في المجال الطبي الجيش الإسرائيلي بمهاجمة المستشفيات، وهي اتهامات ينفيها.

وتتهم إسرائيل حماس بالعمل انطلاقا من منشآت طبية وإدارة مراكز قيادة تحتها، وهو ما تنفيه الحركة.

لكن من يدفعون الثمن هم المرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية والغذاء والماء.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية وقوع أكثر من 600 هجوم على المرافق الصحية في القطاع منذ بدء الصراع، دون أن تحمل أي جهة مسؤولية ذلك. وقالت إن القطاع الصحي في غزة “يعاني من الانهيار”، مع نقص الوقود والإمدادات الطبية، ووصول المصابين بأعداد كبيرة بشكل متكرر.

وبحسب المنظمة التابعة للأمم المتحدة، فإن نصف المستشفيات العامة البالغ عددها 36 مستشفى في غزة تعمل بصورة جزئية.

وحذر مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية من كارثة إنسانية بسبب أزمة الوقود التي تشكل تهديدا مباشرا للعمل بالمستشفى ومحطات التحلية وشبكة توزيع المياه.

واتهم إسرائيل بأنها تزود مستشفيات غزة بالوقود بشكل متقطع.

ولم ترد بعد وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وكالة تابعة للجيش الإسرائيلي تتولى تنسيق المساعدات، على طلب للتعليق على نقص الوقود في المرافق الطبية في غزة والمخاطر التي يتعرض لها المرضى.

* خطر نقص الأكسجين

قال أبو سلمية إن قسم غسيل الكلى في مستشفى الشفاء تم إغلاقه لحماية وحدة العناية المركزة وغرف العمليات، والتي لا يمكن أن تكون دون كهرباء ولو لبضع دقائق.

وأضاف أن هناك نحو 100 طفل مبتسر في مستشفيات مدينة غزة حياتهم في خطر شديد.

وتابع قائلا “كان لدينا قبل الحرب 110 حضانات في شمال قطاع غزة. الان نتحدث عن ما لا يزيد عن أربعين حضانة في أحسن الأحوال لذلك نحن في سباق مع الزمن لننقذ هؤلاء الأطفال الخدج”.

وتابع أن أجهزة الأكسجين ستتوقف عن العمل وأن “مستشفى بدون أكسجين لن يكون مستشفى”.

ومضى قائلا إن المختبر وبنوك الدم ستتوقف أيضا عن العمل وإن وحدات الدم ستفسد في الثلاجات، واصفا المستشفى بأنه قد يصبح “مقبرة لمن بداخله”.

ويتساءل المسؤولون في مجمع ناصر الطبي في خان يونس أيضا عن كيفية التصدي لأزمة الوقود. وقال المتحدث باسم المستشفى محمد صقر إن المستشفى يحتاج إلى 4500 لتر من الوقود يوميا ولديه حاليا ثلاثة آلاف لتر فقط.

ويجري أطباء عمليات جراحية دون كهرباء أو مكيفات هواء. وقال إن عرق الطواقم الطبية يتصبب على جروح المرضى.

وفي وقت سابق من هذا العام، فرضت إسرائيل حصارا شاملا على غزة لما يقرب من ثلاثة أشهر، قبل أن ترفعه جزئيا وتطبق خطة مدعومة من الولايات المتحدة تتجاوز إلى حد كبير منظومة الأمم المتحدة. وتتهم إسرائيل حماس بتحويل مسار المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.

وقال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الذي زار غزة في الآونة الأخيرة “يمكن أن يكون لديك أفضل طاقم طبي في العالم، لكن إذا حرموا من الأدوية ومسكنات الألم، والآن من أبسط وسائل الإنارة في المستشفى… يصبح الأمر مستحيلا”.

واندلعت أحدث موجة من العنف في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود في أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما هاجم مسلحون بقيادة حماس جنوب إسرائيل، وهو ما تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحملة الإسرائيلية التي أعقبت ذلك أسفرت عن مقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني، كما تسببت في أزمة جوع ونزوح داخلي لجميع سكان غزة تقريبا، وأثارت اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب، وهي اتهامات تنفيها إسرائيل.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية