
إسرائيل تمنع دخول المساعدات إلى غزة مع انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار

أعلنت إسرائيل الأحد منع تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعدما أتاحت هدنة لستة أسابيع دخول مواد غذائية وصحية أساسية إلى القطاع المدمر، ما دفع الأمم المتحدة إلى الدعوة للاستئناف “الفوري” لدخول المساعدات.
وجاء القرار الإسرائيلي في وقت بلغت المحادثات بشأن تمديد الهدنة طريقا مسدودا مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار التي استمرت 42 يوما.
ونددت مصر وقطر الأحد بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات إلى غزة، واعتبرتا أنه “انتهاك صارخ” لاتفاق الهدنة مع حماس.
وأدت الخطوة الإسرائيلية إلى اصطفاف شاحنات محملة بضائع على الجانب المصري من معبر رفح، وفق لقطات لوكالة فرانس برس.
وفيما انتهت السبت المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار الذي بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/يناير، أعلنت إسرائيل دعمها مقترحا أميركيا لتمديد هذه المرحلة حتى منتصف نيسان/أبريل. في المقابل، تتمسك حماس ببدء مباحثات المرحلة الثانية التي يفترض بها أن تضع حدا نهائيا للحرب.
ومع تزايد حالة عدم اليقين بشأن الهدنة، تحدثت مصادر إسرائيلية وفلسطينية عن شن إسرائيل غارات على قطاع غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة هناك مقتل أربعة أشخاص على الأقل.
ووصفت حماس القرار الإسرائيلي بأنه “ابتزاز رخيص، وجريمة حرب وانقلاب سافر” على اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت الخارجية المصرية “عدم وجود أي مبرر أو ظرف أو منطق يمكن أن يسمح باستخدام تجويع المدنيين الأبرياء وفرض الحصار عليهم، لا سيما خلال شهر رمضان، كسلاح ضد الشعب الفلسطيني”.
واتهمت السعودية الأحد إسرائيل باستخدام المساعدات الإنسانية إلى غزة أداة “ابتزاز وعقاب جماعي”، بعدما أعلنت الدولة العبرية تعليق دخول السلع والإمدادات إلى القطاع.
وندد الأردن الأحد بقرار إسرائيل، معتبرا أنه “انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار” ويهدد “بتفجر الأوضاع مجددا في القطاع” الفلسطيني.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد إلى الاستئناف “الفوري” لدخول المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وندد الاتحاد الأوروبي الأحد بما وصفه بأنه رفض حماس قبول تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، محذرا من أن منع إسرائيل دخول المساعدات إلى القطاع “يهدد بتداعيات إنسانية”.
ودعت بروكسل “إلى استئناف سريع للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار”، مضيفا أن التكتل “يعرب عن دعمه القوي للوسطاء”.
– “ذعر”
ويخشى سكان القطاع أن يؤدي وقف دخول المساعدات الى تفاقم الأزمة في غزة.
وقال بلال الحلو (56 عاما) في مدينة غزة “الأسعار ترتفع والناس يشعرون بالذعر بشأن إمدادات الغذاء”.
وأدت الحرب في غزة التي استمرت أكثر من 15 شهرا إلى تدمير معظم المباني ونزوح جميع السكان تقريبا وتفشي الجوع على نطاق واسع، وفقا للأمم المتحدة.
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الأحد التحذيرات من خطر وقوع مجاعة في غزة بأنها “كذبة”، قائلا في مؤتمر صحافي في القدس “بالنسبة لمزاعم المجاعة في غزة، فقد كانت كذبة طوال هذه الحرب. كانت كذبة”.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد أعلن أنّه تمّ “اعتبارا من صباح اليوم (الأحد)، تعليق دخول السلع والإمدادات إلى قطاع غزة”.
وأضاف في بيان “إسرائيل لن تقبل بوقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح رهائننا، إذا استمرت حماس في رفضها، ستكون هناك عواقب أخرى”.
لكن في شارع رملي في مدينة غزة، أعربت ميس أبو عامر (21 عاما) عن أملها في أن يستمر وقف إطلاق النار “إلى الأبد”.
بموجب خطة ويتكوف، يفرج عن “نصف الرهائن، الأحياء والأموات” في اليوم الأول من دخول هذه الخطة حيز التنفيذ، على أن يطلق بقية الرهائن (الأحياء أو الأموات) “في نهاية المطاف، إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار”، بحسب مكتب نتانياهو.
– “أرجاعهم جميعا”
في إسرائيل، شارك المئات الأحد في مراسم وداع شلومو منصور الذي خطف أثناء هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأعيد رفاته هذا الأسبوع.
وأعرب مشاركون في وداع منصور عن أسفهم لعدم عودته حيا، مطالبين باستعادة كل المحتجزين في غزة. وقالت فارديت رويتر لفرانس برس “يجب إرجاعهم جميعا وفورا”.
في القدس، أظهرت لقطات لفرانس برس متظاهرين خارج مقر إقامة نتانياهو وهم يهتفون بالنداء نفسه. وكتب على إحدى اللافتات التي تحمل صور الأخوين المختطفين أرييل وديفيد كونيو “ما زالا على قيد الحياة. ما زلنا ننتظر”.
وخلال مرحلة الهدنة التي بدأت في 19 كانون الثاني/يناير، أفرجت حماس وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، بينهم ثمانية متوفين. في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح نحو 1800 فلسطيني من سجونها من بين 1900 معتقل كان من المفترض الإفراج عنهم.
ورحب الإسرائيليون في القدس بقرار منع المساعدات، ووصفوه بأنه وسيلة للضغط على حماس.
وقال نيريا، وهو مدرس يبلغ 27 عاما ولم يذكر سوى اسمه الأول، إن “الخطوة الذكية” يمكن أن “تدفع بأشياء جديدة إلى الأمام، مثل إطلاق سراح المزيد من الرهائن وإنهاء الحرب”.
وفي جنوب غزة، أفاد الدفاع المدني الأحد عن قصف وإطلاق نار “من دبابات إسرائيلية”، وهو ما قال الجيش إنه “لم يكن على علم به”.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن غارات بطائرات إسرائيلية مسيرة أسفرت عن مقتل شخص في المنطقة ذاتها وآخر في بلدة قريبة.
والأحد، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد “عددا من المشتبه فيهم يعملون” قرب قواته “في شمال قطاع غزة ويزرعون عبوة ناسفة في المنطقة”، مؤكدا أنه استهدفهم بغارة.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس مقتل أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين الأحد بنيران إسرائيلية.
وسجلت وزارة الصحة في غزة، مقتل 116 شخصا على يد الجيش الإسرائيلي منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني.
وأسفر هجوم حماس في جنوب إسرائيل عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.
وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
بور-جسا/سام/جص