The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

اتفاق بين إسرائيل وسوريا على وقف إطلاق النار في ظل تواصل الاشتباكات عند مدخل مدينة السويداء

afp_tickers

أعلنت الولايات المتحدة التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا مساء الجمعة، لكن الاشتباكات بين مقاتلين من العشائر ومجموعات درزية استمرت عند مدخل السويداء في جنوب سوريا، حيث أدت أعمال العنف منذ نحو أسبوع إلى مقتل المئات ونزوح عشرات الآلاف.

وأعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع “اتفقا على وقف إطلاق النار”، بعد يومين من شن طائرات إسرائيلية ضربات استهدفت مقار رسمية والقوات الحكومية في دمشق.  

وكتب براك على منصة اكس “ندعو الدروز والبدو والسنة لإلقاء سلاحهم والعمل مع باقي الاقليات الأخرى على بناء هوية سورية جديدة وموحدة في إطار من السلام والازدهار مع جيرانها”.

وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت في بيان الأحد أنها تعمل على إرسال “قوة متخصصة” لفض الاشتباكات المتواصلة في السويداء، داعية في الوقت نفسه إلى “ضبط النفس”.

ومنذ الأحد، أدت الاشتباكات بين العشائر ومقاتلين دروز إلى مقتل 638 شخصا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتقوّض أعمال العنف هذه التي تدخلت فيها إسرائيل جهود السلطات الانتقالية برئاسة الشرع في بسط سلطتها على كامل التراب السوري بعد أكثر من سبعة اشهر على إطاحتها الحكم السابق. 

وتطرح مجددا تساؤلات حول قدرتها على التعامل مع الأقليات على وقع أعمال عنف على خلفية طائفية طالت مكونات عدة في البلاد.

مساء الجمعة، شاهد مراسل فرانس برس عند المدخل الغربي للسويداء نحو 200 مقاتل من العشائر يشتبكون بالرشاشات والقذائف مع المقاتلين الموجودين داخل المدينة. 

وأكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته تلك الاشتباكات بين المسلحين من العشائر والمقاتلين الدروز، مضيفا أن “هناك قصفا على أحياء مدينة السويداء”.

– “مقبرة جماعية”

وسحبت السلطات السورية قواتها من محافظة السويداء الخميس مع إعلان الشرع أنه يريد تجنّب “حرب واسعة” مع اسرائيل التي هدّدت بتصعيد غاراتها، بعدما أكدت أنها لن تسمح باستهداف الأقلية الدرزية أو بانتشار قوات عسكرية تابعة للسلطات في جنوب سوريا.

وفي السويداء، يعاني المستشفى الحكومي الوحيد في المدينة ظروفا بالغة الصعوبة. وتقول ربى العاملة في الفريق الطبي في المستشفى، مفضلة عدم الكشف عن اسمها كاملا “المستشفى تحوّل إلى مقبرة جماعية”. 

وتضيف “الوضع سيء جدا (…) لا ماء ولا كهرباء… والأدوية بدأت تنقص كثيرا”. 

في أروقة المستشفى، تنبعث رائحة كريهة من الجثث المكدّسة والمنتفخة والتي تبدّدت ملامح بعضها، كما شاهد مراسل فرانس برس في المكان. 

يجهد الفريق الطبي من أطباء وممرضين لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين، لتقديم العلاج للجرحى الذين ما زالوا يتدفقون إليهم، منهم من تمدّد في الأروقة بانتظار دوره في تلقي العلاج.

واستقبل هذا المستشفى أكثر من 400 جثة منذ الاثنين، وفقا للطبيب العامل في المستشفى ونقيب أطباء السويداء عمر عبيد، “ما بين نساء وأطفال ومسنين ومقاتلين”. 

وتجدّدت الاشتباكات الجمعة في محيط مدينة السويداء بين المقاتلين من العشائر والمقاتلين الدروز، كما أكد مقاتلون من الجانبين والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وسمع مراسلو فرانس برس داخل مدينة السويداء وفي محيطها، أصوات إطلاق رصاص. 

ولا تزال مدينة السويداء محرومة من الكهرباء والماء، وسط ضعف في شبكة الاتصالات، بحسب ما أفادر رئيس تحرير موقع السويداء 24 المحلي ريان معروف فرانس برس. أضاف “الوضع الإنساني كارثي، لا يوجد حتى حليب للأطفال”. 

وأعلنت إسرائيل الجمعة أنها بصدد إرسال مساعدات إنسانية إلى السويداء تبلغ قيمتها نحو 600 ألف دولار وتشمل حصصا غذائية وامدادات طبية، بحسب بيان لوزارة الخارجية.

-“سفك الدماء”-

وفي جنيف، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان فولكر تورك “يجب أن يتوقف سفك الدماء والعنف، وحماية كل الأشخاص يجب أن تكون الأولوية المطلقة”.

وأضاف “يجب أن تُجرى تحقيقات مستقلة، سريعة وشفافة في كل أعمال العنف، وأن تتم محاسبة المسؤولين” عن الانتهاكات.

وأرغمت أعمال العنف نحو 80 ألف شخص على النزوح من منازلهم في السويداء، وفق ما أعلنت الجمعة المنظمة الدولية للهجرة. 

ونفت اسرائيل الجمعة أنباء نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن تنفيذها مزيدا من الضربات الجوية قرب السويداء ليل الخميس.

وقال متحدث عسكري لفرانس برس “ليس لدى الجيش الإسرائيلي علم بضربات جوية خلال الليل في سوريا”.

وكانت اسرائيل هدّدت الأربعاء بمزيد من التصعيد ضدّ القوات الحكومية ما لم تنسحب من محافظة السويداء بعدما قصفت مواقع عدة أبرزها مجمّع هيئة الأركان العامة ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.

وكانت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل والداعمة للسلطات السورية الجديدة، أعلنت الخميس أنها لم تساند الغارات الاسرائيلية على سوريا.

اندلعت الاشتباكات الأحد في محافظة السويداء بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة، وفق المرصد، على خلفية عملية خطف طالت تاجر خضار درزيا وأعقبتها عمليات خطف متبادلة. 

ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الإثنين تدخّلها في المحافظة لفضّ الاشتباكات، لكن بحسب المرصد وشهود وفصائل درزية، فقد تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو.

واتهم المرصد السوري والفصائل الدرزية وشهود القوات الحكومية بارتكاب انتهاكات في مدينة السويداء بعيد انتشارها فيها. 

– منازل تحترق – 

وأفاد ثلاثة مراسلين لفرانس برس في السويداء بأن مقاتلين من العشائر السنية توافدوا من مختلف المناطق السورية دعما للبدو وتجمّعوا صباح الجمعة في قرى محيطة بالمدينة.

وقال شيخ إحدى العشائر علي العناد لمراسل فرانس برس قرب قرية ولغا في ريف السويداء إن رجاله جاؤوا من منطقة حماة وسط سوريا بعدما “استنجد بنا أبناء البدو وجئنا لدعمهم”.

وشاهد مراسل منازل ومتاجر وسيارات تحترق في قرية ولغا الدرزية التي باتت بيد العشائر. 

وبحسب المرصد السوري فإن “انتشار المسلحين من العشائر في محافظة السويداء جاء بتسهيل من القوات الحكومية غير القادرة على الانتشار هناك بسبب التهديدات الاسرائيلية”.

ويقدّر تعداد الدروز في سوريا بنحو 700 ألف يعيش معظمهم في جنوب البلاد في محافظة السويداء خصوصا. ويتوزّع الدروز كذلك بين لبنان واسرائيل.

وأعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن “قلقها العميق إزاء التدهور السريع للوضع الإنساني” في السويداء.

كذلك، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، عن “قلقه الكبير” حيال أعمال العنف في سوريا داعيا الى “إرساء الاستقرار”.

بور-اط/لو-ود/سام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية